من رسم سبيلها ؟!
إب نيوز ١٢ أكتوبر
كُنا يوما في صرحنا العلمي، الذي بنيناهُ بلبنات مقدسة، لبنة علم تعتليها لبنة جهاد، وبأساس الحضارات الصحيحة، وزيناه بزهور الوعي.
بالأمس وفي ذلك المكّان المُقدّس، الذي أنطّلقت منه الرسالة النبوية، أطّلق الصّغار رسائلهم كعصافير الصباح
مع نسمات الهواء، لتعانق روح الولاء، صنعوا جنّة متواضعة في حديقة ذلك الحيّ وفي قلوب ساكنيه ولونوا الأيام بريشة المبدأ والبراءة، ورّسموا لوحة مسّتقبل الأمة بأرواحهم النقية.
أكتب مشاعري للقاء عائلتي، مُتلهفة ومشّتاقة لحضّن أرواحهم، بعيوني الممتلئة بدموع الفرح، وقلبي المملؤ بصخب الحنين، حاملة لهم قُبلاتي وألذّ الأطعمة وأروع الهدايا وصندوق النور.
من بين ركّام جرائم العدوان، سينشأ جيلنا جيلاً مختلفاً بحكّمته ومعارفه، بمبدأه وأخلاقه، فالمنهج نقيّ جداً، غير أن اختلافه الحقيقي يكّمن في أنغام التلاوة المترددة في زوايا المسجد، في إبكّارة الصباح الذي يشرق بأصوات الذكرِ وينتهِ بصرخات البراءة في الأجواء الطّمأنينة المنبعثة من لبّ القرآن ،حتى عند اشّتداد الحصار وقسوة شتاء العدوان.
جيلنا حصّناه وطعّمناه بثقافات صحيحة،غنية بالحرية والعزة والكرامة، مزودة بالمبادئ والقيم، ممزوجة بالصلاة وقراءة القرآن والأذكار، محصّنة بالجهاد والولاء والوعي ضد شلل الأفكار الظلامية، كالخنوع والاستسلام، التبعية والجهل واﻻستحمار.
من بين حلّقات الهديّ التي أرتوت منه قلوبهم بمعين الصدق، وتشّبعت منه أرواحهم بالرحمة فيما بينهم، وصنعوا من علاقة الإخاء الشديدة التماسك.
جيل سنسّموا به ونظفر ببركات ما نهلهُ، لنراهن بهِ لأنه لا مثيل له، فقد تأسس بالولاء والبراء، وتربى على الجهاد والتسّليم، وإن سألوك يوما بإنبهار!! عن تلك الأجيال وعن بنائها القويم ، متسائلين من رسم سبيلها، فعليك إجابتهم بثقة “إنه هدى الله وسبيله”.
#خولة_العُفيري
#علم_و_جهاد