همسات.
إب نيوز ١٢ اكتوبر
سألني والدمع في عينيه يحكي وجعا ألم بقلبه وأحدث جرحا لن ينساه مدى الحياة ..أماه لماذا لا أستطيع مثل بقية الأطفال أن أمسك يد والدي ؟!!!
أماه أبي لم يعد يحبني كما في السابق ؟!
أماه أبي اتخذ له خليلا آخر غيري ؟!
تفاجأت من أسئلة صغيري لكني لم أتركه وحيداً يقاسي لوعة شغف عودة والده كما في السابق
احتضنته بكل قوة وحاولت لملمت جراحا لن تنسى لكنها ستكون الوقود والفرحة في آن واحد …وأخذت أنامل يدي تمشي بهدوء على قسمات وجهه لتتوقف في عينيه لتمسح دموع ..الحزن …وبصوت خافت همست في أذنه وجعك اليوم هو سبب عزتك ….وجعك في جرح أبيك هو سبب الابتسامة التي ترتسم على شفتيك … وجعك في فقدان أن يمسك بك أبيك كمثل بقية الأطفال …
هو سر سعادتك فلولا أنه أمسك البندقية وتحرك إلى ميادين الجهاد لكنت أنت وغيرك من الأطفال وأنا وغيري من النساء تحت أقدام العدو
فهل تجد حبا كحب أبيك لك ولي ؟!
ضحى بنفسه وباشلائه لنسعد ولنحيا حياة لايشوبها إهانة ولا مذلة ..
هل أدركت مامعنى أنه ضحى ؟!
وهل أدركت مامعنى أنه أصبح عاجز عن مسك يديك!! لكنه أمسك لك العزة والكرامة !!…. والخليل الآخر (العكاز)هو من سيذكرك دوما وأبدا أن أباك وغيره من الجرحى بأشلائهم الطاهرة منحوك حياة الكرامة … كما أن هذا الخليل وادراكك عدم استطاعة والدك الامساك بك سيعطيك الحافز للسير على نهجه في مقارعة الباطل ماحييت .
لأنه تمسك بالعزة والكرامة من أجلنا…
لن اكون خيالية معك لكن تذكر أن جرح والدك هو الذاكرة الأبدية لجرم العدوان وشجاعة والدك في آن واحد
فأفخر أنك ابن الجريح المغوار من أبى إلا أن يناصر المستضعفين ويذود عن دينه ووطنه وكلما رغبت في أمساك يديه تذكر أنه عبد لك طريق العزة والكرامة والحرية…
هنا تغيرت قسمات وجهه وقال أماه لي الفخر أن ابي جريح …جبهات العزة والكرامة
#همسات_حنان_غمضان