على هامش الذكرى .
إب نيوز ١٤ أكتوبر
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
أليس العَلَمُ بألوانه الثلاثة (الأحمر والأبيض والأسود) هو العلم الذي رفعه أبطال ثورة إكتوبر واختاروه رايةً لهبتهم المباركة تلك ؟!
أليس هو العلم نفسه الذي كان كلما رآه البريطانيون في شوارع وأحياء عدن وعلى سطوح المنازل جن جنونهم وبدأوا على الفور حملة مداهماتٍ واقتحاماتٍ بحثاً عن ثائرٍ هنا أو مناضلٍ حرٍ هناك ؟
أليس هو أيضاً العلم الذي رفعته جماهير هذه الثورة المجيدة والتفت به جثامين شهدائهم الأبرار ؟
فقط افتحوا قبر الشهيد (راجح بن غالب لبوزة) وانظروا بأي علمٍ سُجِّي جثمانه الطاهر !
فكيف يحق لمن داسوا هذا العلم بأقدامهم ومزقوه وأنزلوه من سواريه بأيديهم أن يحتفلوا بثورةٍ لم يعرف قاداتها وأبطالها وجماهيرها لهم رايةً سواها ؟
كيف يحق لمن أحلوا محله أعلام الإمارات والسعودية ولبسوا عقالاتهم وعباءتهم وهم من وقفوا يومها موقفاً معادياً من هذه الثورة وسعوا إلى اجهاضها ووأدها، كيف يحق لهم أن يحتفلوا بها اليوم ؟
كيف يحق لمن يتغنى اليوم بالتواجد الأجنبي ويتبرك بحمل صور قياداته على صدره أن ينصب نفسه اليوم وريثاً شرعياً لثوارٍ أبوا على أنفسهم وآلوا أن لا يطأ هذه الأرض قدم أجنبي بعد ذلك اليوم ؟!
اسألوهم .. اسألوا قياداتهم العليا اليوم عن رأيهم في هذا العلم، لوحوا به أمامهم وانظروا كيف سيكون ردة فعلهم وأي نوبة هستيريا وجنونٍ ستصيبهم حال رؤيته !
فلماذا إذاً يتحدثون عن ثورة إكتوبر المجيدة وعن أبطالها وشهدائها وعن جبال ردفان وعن عدن الحرة ؟
لماذا وهم يمثلون اليوم بمبادئهم وسلوكياتهم دور أولئك الذين كانوا يساندون الجيش البريطاني ويقاتلون ضمن صفوفه من العملاء والمرتزقة المواليين للاستعمار ؟!
لماذا كل هذا التنكر والجحود لمبادئ وأهداف ثورتي سبتمبر وإكتوبر المجيدتين ؟
لماذا .. ولماذا .. ولماذا ؟
على أية حال، عيد إكتوبر مجيد وكل عام وأنتم والوطن بألف ألف خيرٍ وعافية، وعاشت اليمن حرةً أبيةً موحدة ولا نامت أعين الجبناء.
#معركة_القواصم