14 اكتوبر 1963…14 اكتوبر 2020
إب نيوز ١٥ أكتوبر
عبدالرحمن اسماعيل الحوثي
قبل 57 عامآ إستشعر الأحرار مسئوليتهم في رفع الظلم والجور والإستعمار عن كاهل ابناء شعبهم, فتحركت في نفوسهم المشاعر الثورية التي تأبى حياة الذل والهيانة التي يفرضها المستعمر, وأدرك الأحرار حينها خطورة الأسلوب الذي إتبعه المستعمر ( فرق- تسد) لسفك دماء ابناء الوطن الواحد, وهدر طاقاته, وتدمير شبابه, ونهب ثرواته, وفطنوا أيضآ إلى أنهم أصبحوا حديقةً خلفية لبريطانيا يقضون فيها فتراتهم الترفيهية وإجازاتهم.
ادرك الأحرار بحجم الضيق الذي يعيشه الشعب فقرروا أن يعيدوا سيادة أبناء وطنهم على أرضهم, ورسخ في نفوسهم أنه لا عيش إلا بحريةٍ وكرامة.
فأنطلق الثائر الحر راجح بن غالب لبوزة من جبال ردفان رافضآ للمستعمر مهما بلغ حجمه وكانت قوته, أعلنها ثورة بعد اكثر من 120 عامآ من القهر والاستعمار..وتوفرت مشاعر الحرية , وجذوة الثورة في نفوس ابناء الشعب الأحرار وهزموا أعتى طواغيت الأرض.
واليوم يبحث ابناء الشعب عن بقايا نسمات العزة والحرية التي لم تعد تصل إلى قلوبهم بسبب إستعمار أذيال بريطانيا لبلدهم, الإمارات والسعودية التي تنتهج نفس الاسلوب البريطاني فباعت ابناء الجنوب لمحارق الحرب التي لا تعنيهم في شيئ, ومزقوا نسيج المجتمع, ونشروا الثارات والاغتيالات, وأذلوا الشعب بينما هم ينهبون ثرواته في محاولة لجعل الجنوب حديقة خلفية لهم.
بني سعود وعيال زايد ومن خلفهم يعتقدون أن أرض الجنوب لم تعد ولادةً للثوار الأحرار…. وهم واهمون.
فقد ثار الشعب على بريطانيا بعد 120 عام وانا اعتقد أن المستعمر الجديد يكفيه خمسة اعوام فقط ( بحسب حجمه ووزنه), فهاهي جبال ردفان لا تزال شامخة, فياترى من هو راجح لبوزة هذه المرحلة!!!, وياترى من هم الأحرار الذين سيفجرونها ثورةً في وجه المستعمر !!! ويا ترى من هم الذين سيخلد التاريخ أسمائهم في انصع صفحاته!!
فقد حان وقتها.. فليس مثل الضابط الإماراتي او السعودي من يهين ويستعبد اليمنيين في الجنوب.. هذه معادلة فيها خلل كبير!!
فياشعبنا في الجنوب ليقف كل واحد منكم مع نفسه لساعة واحدة, وبكل حيادية يسترجع الواقع الذي يعيشه, ويتأمل في مسار المستعمر ( الامارات والسعودية) في الجنوب ومساره مع الأمة العربية والإسلامية, وليتذكر مبدأ الحياة الدنيا ومنتهاها, وحينما يصل إلى رؤية واضحة وقرار يتخذه فليسير عليه وستكون نفسه راضية ومقتنعه.
ولتكن المرحلة القادمة هي مرحلة لم الشمل, وتوحيد الصفوف, وتعبئة الطاقات بتعرية جرائم المستعمر لأراضي الجنوب العزيز.