لأسرانا نرفع التحايا
أميرة السلطان
وجاء اليوم المنتظر ، نعم لقد جاء هذا اليوم الموعود الذي ظل الأهالي يعدون لوصوله الليالي والأيام ولا أبالغ إن قلت أنهم باتوا يعدون الدقائق والثواني.
حل هذا اليوم واستيقظ الجميع لا يدور في تفكيرهم إلا شيء واحد ، هو الوصول إلى أرض المطار.
كانت هذه الحالة مشتركة بين الأسرى وأهاليهم ، شوق وحنين جعل من دقات القلب تتسارع كلما اقترب الموعد.
وفي الطائرة بدأت عدة أسئلة تدور في خواطرهم
من سيأتي لاستقبالنا من أهلنا؟
هل ما زالت ملامح أبي كما كانت اخر مرة؟
هل ستأتي أمي أم أنها ستنتظرني في المنزل؟
هل كبر أولادي؟ وهل سيعرفني أبني الأصغر عندما أناديه واقول له تعال بني؟
أسألة كثيرة جدا لم يوقفها إلا هبوط الطائرة …
وصلت الطائرة أرض المطار ، سجاد أحمر لا يليق إلا بهم وبهم فقط فهم أطهر وأنبل من قد مر عليها.
استقبال رئاسي ، وزراء ورجال دولة ، ومسئولين.
ينزل الواحد تلو الاخر وتعلو ملامح الدهشة الجميع! !!
ما هذا ؟ ولماذا كل هذا؟
لكن لحظة …..
لم يكن هذا كل شيء بل هناك المزيد من المفاجأت
هناك قلوب تنتظر ، وعيون تذرف الدموع فرحا ، وحشود شعبية جاءت لكي يكون لها شرف الاستقبال .
خرج الأسرى من المطار وشاهدوا كل تلك الجماهير المحتشدة منذ الصباح الباكر ، حشودا لم تمل من طول ساعات الانتظار التي استمرت حتى الليل ، كلا منهم يلوح بيده لجميع الأسرى وكأن أي أسير في تلك الحافلات هو أسير الجميع والفرحة تخص الجميع أوليس هم (أرق قلوبا وألين أفئدة) ؟ !! بلى هم كذلك.
وعلى الجانب الاخر وليس ببعيد أسرى الريال السعودي والدرهم الإماراتي.
وصلت طائراتهم إلى أرض المطار !!!
لا أحد في استقبالهم وبمجرد نزولهم من الطائرة تركوهم وشأنهم.
نعم تركوهم حائرين ، أين نذهب؟ منازلنا بعيدة من هنا ولا نمتلك المال لكي نعود إلى أهلنا؟
وعلى الرغم من ذلك ….
فلا يوجد أحد منهم استنكر ولم يندهشوا مما شاهدوا ، هم يعلمون علم اليقين أن شرعيتهم المزعومة تتعامل معهم بامتهان وإذلال !!!
أخيرا
إلى أسرانا يا من رفعتم الرؤوس شامخة عليه … يا من نكن لكم كل الحب والود.
نحن نفخر بتضحياتكم … نعتز بعظيم صبركم واستبسالكم …. نقف أمام كلماتكم عاجزين عن الكلام.
إن كان العالم يفخر بأنه يمتلك الاقتصاد القوي والامكانات المتطورة …
فنحن نفخر أن لنا رجال كمثلكم
نحن نفخر أننا إليكم ننتمي
# والعاقبة للمتقين