عودة الأحرار انتصار للأنصار .
إب نيوز ١٦ أكتوبر
بلقيس علي السلطان
تعجز الكلمات وتتأرجح الحروف عن وصف تلك المشاهد والمواقف ، فماذا نقول عمن جافا النوم أعينهم منذ سماعهم لخبر تحرير الأسرى ؟
وماذا نقول عن أم وزوجة وأخت وبنت صارت الدموع لا تبرح وجههن منذ سماع الخبر ؟
ماذا نقول عن شعب خرج من كل حدب وصوب تعلو وجهه العزة والفخر لا ستقبال أولئك الأسود ؟
أما ماذا نقول عن وطن اشرقت شمس حريته اليوم من مطار صنعاء الدولي ؟
لقد عاد الأحرار رافعين الرؤوس شامخين الهامة ، وصلو ليسجدوا على تراب الوطن ويشموا عبق ذراته الخالدة ،
لقد وصل حنينهم و شوقهم قبل هبوط أجسادهم ، وصلت أنفاسهم وهم مازالوا في أجواء الوطن وهي تشهق بالحمدلله وتزفر بالشكر والتسبيح منذ أن تنفسوا الحرية .
مثلت عودة الأسرى شعلة للحرية ألهبت قلوب اليمنيين الأحرار ، وصار الجميع يدعو بنجاح صفقة تحرير الأسرى ويتطلع لليوم الذي سيصلون فيه ، وماخروجهم أفواجا لاستقبال الأسرى إلا تعبيرا رمزيا عن فخرهم واعتزازهم بالأسود المحررين ، الذين تحملوا الأسر و صنوف العذاب من أجل أن تسود الحرية لشعب بأكمله .
لم يكن الإفراج عن الأسرى مجرد نجاح لصفقات تبادل فقط ، بل مثل انتصارا سياسياً كبيراً بعد مماطلات عدة من جانب دول العدوان ومرتزقتهم وبالأخص رعاة العدوان الأمريكان والصهاينة ، ولكن بفضل حكمة القيادة والجهود المبذولة من قبل لجنة الأسرى بلي ذراع المعتدين بأسرى المرتزقة وكذلك أسرى سعوديين وسودانيين ، وتقديم عدة تنازلات من أجل أن ينال أسرانا الحرية كما صرح بذلك رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام للمسيرة ، وبأن حريتهم من الأولويات التي تهتم بها القيادة السياسية ،وبأن القيادة ستواصل التفاوض حتى إطلاق أخر أسير في سجون المعتدين .
لقد عاد الأحرار صارخين بالبراءة من سجانيهم وعازمين على العودة إلى ميادين الجهاد حتى تطهير جميع الأراضي اليمنية من دنس الاحتلال ، وما كان أسرهم ليثبطهم عن الجهاد بل كان رافداً لهم للمضي قدماً في طريق الجهاد المقدس حتى ترفرف رايات النصر في جميع أرجاء اليمن ، فمرحباً بمن عاد وسلام على من لا زال صابراً وشامخاً خلف قضبان الأسر ، وتحية ألف تحية لقيادتنا الحكيمة وعلى من تولى ملف الأسرى وسعى السعي الحثيث لتحريك هذا الملف وفي مقدمتهم الأستاذ عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الأسرى والمفقودين ، وتبقى أجل التحايا للمجاهدين الثابتين ، من يسعون لصناعة النصر المبين والعاقبة للمتقين .