الرسالة والرسول شرف وحصانة
إب نيوز ٢٠ أكتوبر
سارة الهلاني
حقيقةٍ هُنا الحديث أكبر من قدرة اللغة، والشعور يُعاش أكثر مما يُحكى، والوصف أوسع من ساحة الكلام؛ فالسيد القائد بنعمة من الله باخع على نفسه إلا أن يُرسخ فينا التربية مُبلغاً الحجة، هادياً للأقوم، مجدداً للعزيمة، وشاحذاً للهمم، وهو العلم الممتد لجذره الأساس والأصيل ’محمدصلوات الله عليه وعلى آله‘.
لاح نجم آل محمد اليوم والذي نرتقب إضاءته دوما، إذ طاف بنا حول قمر الأمة _النبي المصطفى _ مُرتلاً رسالتة فينا، ومُهنئاً فضله لنا، ومُحصّناًً بهديه علينا، فبعد أن دعى علم الهدى للإهتمام بذكرى مولدرسول الله صلوات الله عليه وآله أبان الأهمية الكبرى لهذه المناسبة، والنتيجة العظمى من إحيائها “محطة تربوية تعبوية لها أثرها في واقع حياتنا”.
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
اكتفى بعمق هذه الآية التي هي ملئى بحقائق تُنير القلوب وتُرّجح الألباب لإن تستشعر الفضل الجزيل من الله علينا والمتمثل في النموذج الإنساني الكامل محمدبن عبدالله عليه أفضل الصلوات، وللرحمة العظيمة من الرحمن لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ﴿ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ﴾.
وإنه لحقاً ماأحوجنا لهذا الفضل الذي إرادة الله أن ينقذنا ويحول دون أن نبح ونختنق في باطن الضلال والغفلة، وماأشد عزوتنا لهذه الرحمة وترجمانها العملي في أوساط الأمة وعلاوة على كل ثقافة وعقائد.
قال حفيد المصطفى :شرف كبير، الله شرفنا بالرسالة والرسول صلوات الله عليه وآله.
كيف لاتكون الرسالة شرفاً والحياة لم تُقّوم إلا بتوجيهاتها الربانية، وأنّا لايكون طه شرفاً ولم تُستنقذ البشرية من أسواط الظلم ودور الانحراف إلا ببعثته؛ حتى نحن عوام الجاهلية الأخرى مازلنا عطشى لعذب منهجه وتربيته الإلهية.
عدو رسول الله هو ذاته المتربص بنا، وهاهو ذا كاشر الأنياب مالبث عن مشروعه العدائي لمحمد ولدين محمد وهو الذي صنع فجوة التيه عن هذه الرحمة وفضل الله، قال علم الهدى: مشكلتنا نحن المسلمين هي الفجوة الكبيرة بيننا وبين القرآن بسبب الخلل الثقافي والتوعوي والذي أثر على ارتباطنا وشوش علاقتنامعهم، تطرق فكري لقول الله ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾؛ فأعداء الله قد عاثوا في العقول إفساداً وغيا، وأشبعوا الأنفس تيهاً وهوى، وجرعوا بني البشر ذُلاً وبغيا.
إن الوصية خالدة كما خلدّ الله في كتابه العظيم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ وماهو من منطق خاتم المرسلين إلا وحي يوحى “إني تارك فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي” وإن الذين ءامنوا واهتدوا الرسول لهم منذر وهم لأقوامهم هداه فأختم بتوجيه سيدي القائد :يجب أن نتحصن كلياً بهذا الفضل والرحمة الإلهية بقرآن الله ورسوله وسنرى كم سنكون أقوياء بالله فلاتستطيع أمريكا ولاإسرائيل ولاعملائهم أن يتحكموا بنا أو يهيمنوا عليناوعلى بلداننا.