من وحي خطاب السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي
إب نيوز ٢١ أكتوبر
أميرة السلطان
أطل علينا السيد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله وتحدث في خطابه عن أشياء عديدة ينبغي التركيز عليها، ولكنني ساتكلم عن جزئية من جزئيات هذا الخطاب
وهي جزئية حديث السيد يحفظه الله عن الرئيس الفرنسي الذي تطاول وما زال يتطاول على الإسلام والمسلمين بل تعدى الأمر في حديثه إلى أن وصل به الحال للحديث عن نبينا محمد صلوات الله عليه وآله.
عندما تتحدث بلد كفرنسا بهذا الاسفاف وبهذه الطريقة عن الإسلام وعن المسلمين كان حري بها أن تراجع نفسها قبل أن تتكلم عن غيرها عملا بالمثل القائل ( الذي بيته من زجاج لا يرم بيوت الناس بالحجار)
132 سنة هي الفترة التي احتل فيها الاستعمار الفرنسي للجزائر.
عاثت فرنسا أثناء هذه السنوات الطويلة في أرض الجزائر الفساد وقامت بالكثير من الجرائم التي تصنف ضمن جرائم الحرب حتى قيل أن الاستعمار الفرنسي أباد نصف سكان الجزائر في تلك الفترة ، وفي هذه الأسطر سنذكر بعضا من جرائم فرنسا في الجزائر على سبيل المثال لا الحصر:
التفجيرات النووية:
بين سنوات 1960 و1966، أجرت السلطات الاستعمارية الفرنسية 17 تفجيرا نوويا في عمق الصحراء بالجزائر.
وتسببت تفجيرات فرنسا النووية في مقتل 42 ألف جزائري وتعرّض الآلاف لإشعاعات نووية أدت إلى إصابتهم بأمراض سرطانية، كما تلوثت البيئة وباتت منطقة “رڨان”، التي كان مسرحا للتجارب، غير صالحة للحياة.
فاقت قوّة تفجير القنبلة الأولى قنبلة هيروشيما بثلاث مرات، وإلى اليوم لا يزال الجزائريون يطالبون فرنسا بتعويضات عن هذه الجريمة.
“مجازر 8 مايو 1945”:
تُعرف هذه القضية في الجزائر باسم “مجازر 8 ماي 45”. ففي هذا اليوم خرج الآلاف في ولايات سطيف وقالمة وخراطة (شرق)، ابتهاجا بنهاية الحرب العالمية الثانية، آمِلين أن تفي فرنسا بالوعد الذي قطعته لهم وهو الاستجابة لمطلب الاستقلال، الذي رفعوه إليها عبر أحزاب وطنية.
قابلت فرنسا الجماهير المبتهجة بقمع عسكري، فقتلت أكثر من 45 ألف ضحية، حسب تقديرات جزائرية.
“جمبريّ بيجار”:
خلال “معركة الجزائر” سنة 1957، اختفى أكثر من 8000 رجل من سكان العاصمة، بعدما اختُطفوا من منازلهم وتعرّضوا لتعذيب رهيب وقتل بطرق بشعة أبرزها طريقة “جمبري بيجار”.
وتتمثّل هذه الطريقة في “غرس الرجال مِن أقدامهم داخل قوالب إسمنتية من أرجلهم وتركهم على هذه الحال حتى يجف الإسمنت، وبعدها يُحملون في طائرات عسكرية ويُرموا في عرض البحر، حيث يموتون غرقا”.
وقد عثر بحارة جزائريون على هذه القوالب الإسمنتية وبداخلها آثار أقدام.
مذبحة نهر السين:
في 17 أكتوبر 1961، تصدّت القوات الفرنسية في باريس لقرابة 60 ألف متظاهر جزائري طالبوا بالاستقلال، وكانت نتيجة القمع مقتل 1500 جزائري بالرصاص أو غرقا في نهر السين، و800 مفقود وآلاف المعتقلين.
يُسمّى هذا اليوم في الجزائر “يوم الهجرة”، ففيه تظاهر الجزائريون المقيمون في باريس، بدعوة من جبهة التحرير الوطني، فخرجوا ليلا متحدّين منعا للتجول فرضته عليهم السلطات الفرنسية.
وخلال فترة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وصف ما حدث في أكتوبر 1961 للجزائريين بأنّه “قمع دموي”، وأضاف بأن “الجمهورية تقرّ برؤية واضحة بهذه الوقائع. بعد 51 عاما على هذه المأساة”، لكن دون أن يقدّم اعتذارا.
جماجم المقاومين:
تُعتبر قضية جماجم المقاومين الجزائريين، من الشواهد الحيّة على جريمة ارتكبتها فرنسا خلال فترة استعمارها للبلاد.
ظهرت هذه القضية سنة 2011، وأثارت جدلاً كبيراً في الجزائر وفرنسا، خاصة بعدما اتضح أن الجماجم تعود لبعض كبار قادة المقاومة، وضعتها فرنسا في علب كرتونية في “متحف الإنسان” بباريس.
وتعود الجماجم لأسماء كبيرة في المقاومة الشعبية الجزائرية بينهم الشريف بوبغلة، “وصلت إلى متحف باريس على شكل هدية بين سنوات 1880 و1881، وقد جرى تحنيطها وحفظها بمادة مسحوق الفحم لتفادي تعفنها”، وفق مؤرّخين.
وطالبت الجزائر السلطات الفرنسية بإعادة الجماجم، وعددها 32 جمجمة، ولا تزال في انتظار رد السلطات الفرنسية.
هذه بعض الجرائم التي مارستها فرنسا إبان احتلالها للجزائر ومازال هناك الكثير من الجرائم والانتهاكات والاغتصابات وجرائم السلب والنهب التي يندى لها جبين الإنسانية.
ومما يثير الدهشة أن فرنسا قامت باستصدار قانون يدعى قانون ( فيفري) وهو قانون يمجد الاستعمار وبالتالي فتح هذا القانون الباب للتبرير لتلك الجرائم وتمجيدها وتمجيد مرتكبيها وأعطى تصريحاً واضحاً بعدم التعويض عن الأضرار التي قامت بها فرنسا في حق الجزائر أرضاً وإنسانا ولو حتى باعتذار !!!!
لذلك ما قاله السيد القائد في خطابه اليوم بحق فرنسا وما قامت به يستحق البحث والتدقيق لأن شعب قامت حضارته على دماء وجماجم الأبرياء في الجزائر وتونس والمغرب وغيرها من دول العالم لا يحق له أن يتفوه على دين الإسلام الذي أسسه مبنية على القيم الإنسانية والأخلاق الراقية .
من قام بالإبادة الجماعية ليس لديه الحق بتاتا أن يتكلم عن رسول الإسلام الذي كان همه وهدفه هو إخراج العالم من القهر والذل والاستعباد.
كان هدفه الأسمى تحرير الإنسان من العبودية لقوى الطاغوت وفك قيود الأسر من الخرافات التي سادت العالم إلى فضاءت دين معاييره إلهية.