ولي أمر الطّالب مابين الصكّ و ختانة الجيب .
إب نيوز ٢٥ أكتوبر
تبالغ كثير من المدارس الخاصة في رسومها كما هو حال الجامعات الخاصة و لتلك مسؤولوها و على عاتقهم يقع ذنب نحر ولي الأمر نقدا و غلاء ، و أمّا المدارس الحكومية فموضوعها أخطر بكثير ، فهي في الظاهر مجانية لكنّ الواقع سيحدّث و لا حرج ، فكلّ سبل النّهب و تنفيض جيوب أولياء الأمور تبدأ منذ دخول الطالب باب المدرسة للتسجيل و هنا و في هذه اللحظات يقف طابوره على مدير المدرسة الذي يقفل باب إدارته و يتراصّ الطلاب أو أولياؤهم أمام باب الإدارة بانتظار توقيع المدير لقبول تسجيل الطالب ، ذلك التوقيع الذي يبدو كأنه صكّ الغفران لتابعي الباباوات ، و يتلهف ذلك الطالب للتسجيل الذي قد يحرم منه لعدم قدرته على توفير ( وايت ماء للمدرسة ) حين اشترط عليه مدير المدرسة ذلك بدلا عن المساهمة المجتمعية التي تبدأ من ألفين ريال و تنتهي بمبالغ خيالية تصل للخمسين و السبعين ألف من الشخص الواحد ، يقدّمها ولي الأمر من طيب نفسه لتوزع للمدرسين ليضمنوا تعلم فلذاتهم بينما لو دخلت هذه جيب المدراء فخروجها صعب كخروج العروس من بيت أبيها، حيث يضع لباب الإدارة أحد الطلاب لتنظيم دخول الطلاب ظاهرا و أمّا حقيقة ليتم ترتيب تنفيض جيوب الطلاب و أبائهم بهدوء و حذر و سكينة و سلام حيث يدخلون واحدا تلو الآخر و ذلك المدير يفعل كما يفعّل الأطباء أو ذوو الخبرة الذين يختنون مواليد الذّكور و الذي كان ” برقوق ” أشهرهم .
المهم : اختلفت أدوات ختانة الجيوب عن ختانة مواليد الذكور فبرقوق كان واضحا فمعه مشارط و أمواس و شاش أبيض و معقمات لو نزف الجرح و أما الطالب فلا يسمع صراخه حين يختن مستقبله مدير المدرسة الذي لا يحتاج إلّا إلى قلم و ورقة ، و هنا تصرخ حروف الأبجدية وجعا أن أغيثوا طلاب العلم المساكين و أغيثوا المعلم الذي لا يصرف له ” من الجمل إذنه ” رغم أنّ عملية ختانة الجيوب تتم باسمه ، و هو لا يدري ، و إن منح منها فهو مبلغ لتكميم فمه من قبل المدير الذي يحرض دائما على الخوف من اللّه ، و هو نفسه يتجاوز حدود خشية ربّ العالمين في رفض طالب لم يقدر على ما طلب منه، و تستمر الحكاية .
أشواق مهدي دومان