و عليك السّلام و لا نامت أعينهم .
إب نيوز ٢٨ أكتوبر
و هل هذا ممّا جبلنا عليه أم أنها ثقافة أجيال ؟
لا نشعر بقيمة من كانوا بيننا إلّا حين يرحلون !!
حسن زيد : ذلك السياسي المحنّك المحاور المثقف ، الفاهم الهادئ ، الستيني الشّاب ، القلب الكبير ، الوجه المتواضع .. المرح ..البشوش ،
و كم كان المفسبكون يمطرونه بتعليقاتهم و نكاتهم فيتقبلها كقلب البحر الذي ما إن يقف بجانبه المكتئب الضائق حتى يرى سعته و يتأمل في حركات موجاته و زبده و يتخيل عمقه و مافيه من عوالم من جبال و صخور و شعاب مرجانية و صدفات تصون اللآلئ و أسماك وحشية و أخرى عفوية ، و أمام هذا العالم و الحشد الممتلئ به يقف الإنسان مسبحا للّه فالبحر أيضا من يتبادل الزرقة كلون يوحي بالحرية ، يتبادل بأن يأخذ و يعطي للسماء بحروف و رسائل زرقاء مفادها أن البحر من آيات جمال الأرض و في تأمله يكبر إيماننا بأن من خلقه لاشك أنه أكبر و أعظم و ذو قدرة لا تشبهها قدرة ، فحين تبعث السماء رسائلها فهي تسكبها على موجاته سكبا من ذهب شمسها و فضة قمرها فالشمس في شروقها تبدأ يومها بالغطس فيه ، و القمر في منشئه لا يتجاوز البحر فنراه لايقاوم سعته و جماله فنراه أيضا يغطس فيه ، و كلاهما ( الشمس و القمر ) يتخللان أعماقه بنورهما و ضوئهما ، و هو هو ذلك العميق العطوف البشوش لا يعيق للنور تحركا و مسارا ،
هكذا رأيته من سماحته و سعة صدره ،
حسن زيد من لا أعرفه إلّا في مقولة أبي : هذا الرّجل أحد أصدقائي ،،
حسن زيد الشاب الستيني ، ها هو يرحل و في كتاباته الأخيرة تسليم مطلق و استدعاء للأمنيات التي توجتها أمنيته بالاستشهاد ، و قد دعى فلباه ربّ العالمين و منحه أمنيته : الشهادة ،
حسن زيد ينالها بجدارة و يلبس تاجها مؤكدا بأنه من الثلة المخلصة فأيادي الغدر لا تمتد إلّا للرجال ،،
حسن زيد حديث المرح و الاتساع ، حديث إحدى أخواته التي قابلتها مرة فأشبع احترامها و حبها لأخيها بكلامها عنه روحي ، و سدّ منافذ رياح المشوهين و المتقولين ، و أدركت يومها أنه الأخ الوطن ،
حسن زيد في رحاب اللّه شهيدا فعليه و كل الشهداء أزكى السّلام ، و لعن اللّه قاتليه .
أشواق مهدي دومان