وخرج اليمانيون محمديون أفواجا
إب نيوز ٣١ أكتوبر
بلقيس علي السلطان
إنه العشق المحمدي الذي استوطن أفئدة اليمانيين وتوارثوه عبر الأجيال ، يرسم اليوم لوحة عظيمة ، ومشهد مؤثر يعكس الحب المحمدي في قلوب اليمانيين الذين خرجوا إلى الساحات أفواجا ، حيث جعلوه يوم عيد أغر وكسوا بيوتهم ومدنهم وقراهم وشوارعهم بالحلة الخضراء ، التي تعبر عن الربيع المحمدي ، الذي مثل قدومه في الثاني عشر من ربيع الأول كغيث نزل على أرض قاحلة فاخضرت ، وكذلك هو الحب المحمدي في قلوب اليمانيين ، هو الغيث الذي يسقي قلوبهم وأرواحهم ، هو النهج الذي يسيرون عليه وهو الأسوة التي يأخذون منها القيم والأخلاق والمبادئ ، فانعكس هذا العشق في خروجهم للاحتفال به ، ليباهوا بذلك العالم بأنهم الأكثر ولاء والأكثر حباً لرسولهم الأعظم ، كما فعل أجدادهم الأنصار بخروجهم لاستقبال الرسول يوم الهجرة هاتفين بطلع البدر علينا ، وقد طلع البدر عليهم اليوم محيياً وشاكراً لهم الحضور العظيم .
كعادتهم يثبتون أنهم الأكثر حباً وولاء لرسولهم الأعظم ، حيث اكتظت الساحات بالحشود البشرية الكبيرة والغير مسبوقة ، خرجوا بكل فئاتهم وبمختلف الأعمار ، يتسابقون لأخذ مكان لهم في اليوم الربيعي الأغر الذي ولد فيه خير البشر ، الذي يدين له اليمانيون بفضل الهداية ويحمدون الله على هذه النعمة المهداة والفضل الكبير ، وخرج معهم الجاليان من عشرين دولة عربية وإسلامية ، حيث وجدوا في ساحات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قبلتهم لأداء الصلوات المحمدية ، ومشاركين لأخوانهم اليمنيين في تجديد العهد والولاء لرسول الله وملبين لدعوة السيد القائد في الحضور الكبير والمشرّف وهكذا كان وأراد له الله أن يكون .
وفي خضم الاحتشاد والصلوات والهتاف والتلبية لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أطل القائد العلم ليطل على الجماهير المحتشدة التي تلهفت شوقاً لطلته ،فطل عليهم مباركاً لذكرى المولد الشريف الذي قال عنه : بأنه محطة تربوية وتعبوية وإيمانية ، وبإحياء ذكراه ستواجه الأمة الإسلامية المشحونة بالأزمات جميع التحديات ، كما حذر من التجاهل لواقع الأمة من مشاكل وتحديات حيث اعتبره تنصل عن المسؤولية وحماقة نتائجها كارثية ، حيث اعتبر منشأ كل المشاكل الكبرى والمفاسد التي تعاني منها الأمة والمجتمع البشري هو الانحراف عن رسالة الله وتعاليمه ، وأكد السيد القائد على أهمية الشدة في وجه الأعداء تمثلا لقوله تعالي {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} بحيث تتجلى هذه الشدة ثباتاً وتمسكاً وجهاداً وتضحية مهما امتلك الطاغوت من إمكانات ، والطاغوت المتمثل بأمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم هو الامتداد للإعوجاج عن الصراط المستقيم وما ماكرون الرئيس الفرنسي إلا دمية للصهاينة اليهود يدفعونه للإساءة للإسلام وللرسول صلوات الله عليه وآله ، ونظام الغرب الذي يستبيح الإساءة لله ولإنبيائه ويمنع كشف مؤامرات اليهود الصهاينة هو الشاهد على سيطرة اللوبي الصهيوني الكافر على الأنظمة الغربية ، واستنكر السيد القائد ما فعلته مملكة بني سعود من فتح لأجواء الحرمين الشريفين لليهود ، بينما يحاصر ويعتدي على الشعب اليمني .!
وانهى البدر طلته بتأكيده على الثبات على الموقف المبدئي الديني في مناصرة الشعب الفلسطيني ومعركة تحرير فلسطين بأكملها ،وبأن العدو الصهيوني يمثل تهديداً للأمة الإسلامية والاستقرار والسلم الإقليمي ، وأكد على الوقوف مع محور المقاومة للتصدي للسياسة الأمريكية الاستعمارية ، وكذلك الرفض لكل أشكال التطبيع والولاء للعدو الإسرائيلي ، وكذلك الثبات في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي كواجب ديني ووطني حتى تحقيق النصر ، وكعادته في معظم خطاباته أكد على أهمية رفد الجبهات والعناية بكل مايساهم في تماسك الجبهة الداخلية ودعم الزراعة والعناية بالتكافل الاجتماعي ، كذلك أكد على أهمية المحاظة على الأمن ودعا الجبهة الأمنية إلى تكثيف الجهود وتطوير الأداء للتصدي لمساعي الأعداء الإجرامية الرامية إلى زعزعة الأمن الداخلي .
وختم البدر طلعته بالدعاء فكان مسك الختام وعطر مولد النبوة الذي تجلى الاحتفال به في يمن الحكمة والإيمان ، حباً وعشقاً وتعظيماً للنبي محمد صلوات الله عليه وآله الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور ، حباً يظل عالقاً في أرواحهم حتى يلقوه ، فسلام الله على أهل الحكمة والإيمان ، سلام الله على من كل بذل الجهد للاحتفال بهذا المولد العظيم ولإنجاحه وعلى من رتلوا الصلوات في متارسهم وسبحوا ببنادقهم ، والسلام على علم الهدى وعلى نبينا محمد بدر الدجى وسلم تسليماً كثيراً .