القوة المنبثقة من ينابيع الرسالة .
إب نيوز ٣١ أكتوبر
سعاد الشامي
تمتاز رسالة الإسلام بسمو غاياتها الإنسانية وعلو مراميها الروحانية ، وتشتمل على مبادئ جوهرية تهذب النفوس وتجمل الأخلاق وتهدي العقول الضآلة وترفع الحجب التي تتراكم على البصائر ؛ فينبلج نور الحق ساطعا ويتوارى غلس الضلال مدبرا ، وينساق البشر مساق القوة والاعزاز التي يمنحها الله لمن حمل هذه الرسالة وتقلد امورها واستشعر قداستها وتيقن بحكمة الله في تدابير شؤون هذه الحياة .
الإسلام أعظم رسالة عالمية وأقوى دين للبشرية والرسول محمد صلوات ربي عليه وآله كان الشخصية التي جمعت اسمى الصفات والمزايا وأعظم الاخلاق ، مما جعله النموذج الإنساني الكامل والراقي والأسوة الحسنة لكافة البشرية ، فالرسول الرسالة هما ركنا قوة الله في الأرض ولايمكن أطلاقا أن يكون الإنسان قويا ومستنيرا إلا إذا تمسك بهما واستنار بنورهما.
ماكان محمد صلوات ربي عليه وآله ضعيفا ولاجبانا ولاذليلا ولامنكسرا بل عاش قويا شامخا مجاهدا ، فلم تزعزعه المؤامرات والتحديات ولم تزلزله الحوداث والنكبات ولم تثنيه المحاولات والاغراءات وهو القائل منذ الوهلة الأولى في مشوار التحدي بينه وبين كفار قريش ” والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه ” ؛ إن عدالة القضية الإنسانية التي حملها النبي محمد صل الله عليه وآله ومشروعية النهج الرسالي في إرساء دعائم الحق والقسط الالهي جعلت من القوة المنبثقة من رحم التضحيات أهم قاعدة ينبغي الاعتماد عليها في مواجهة قوى الظلم والجبروت في كل زمان ومكان .
من حقكم أن توجهوا عقولكم صوب التفكير السليم واسالوها لماذا أصبحت اليوم معالم العزة والقوة أبرز عناوين الشعب اليمني ؟!
ولكم أن تعطوا أبصاركم حق التطلع المنصف إلى كمية السيول البشرية التي غمرت الساحات في ذكرى مولد سيد البشرية واسالوها لماذا لم ترهب الصواريخ هؤلاء اليمانيون وتجتث جذورهم الإيمانية وتنكس راياتهم الخضراء وتنزع من قلوبهم حب محمد ؟!
ثم تأملوا طويلاً في منطق القوة وسلاسة الحق التي برزت في خطاب علم الهدى وقائد الثورة الذي شرف الله قدره وعظم جاهه وأنار في قلبه مصابيح الحكمة وفسح أمامه مسالك العزة والكرامة واسالوا انفسكم ماسر ذلك الوقار الإيماني وتلك اللهجة الشديدة على مسامع الكفار اللينة على افئدة المؤمنين ؟
ودعوني أخبركم بأنها النفوس اليمانية الايمانية التي أشربت عزة الله واستنارت بنور الهداية ، ومامعالم العزة وطقوس القوة البارزة جليا في كل الساحات اليمنية إلا وليدة القوة العظمى والمعجزة الكبرى التي جاءت بها رسالة محمد صلوات ربي عليه وآله لتنتشل البشر من مستنقعات الذل والهوان والخنوع وترفعهم بجهادهم وصبرهم مكانا عليا.