رسول اللّه بين المنتصرين له و المتخاذلين
إب نيوز ٢ نوفمبر
تعيشون ازدواجية فأنتم مادّيون تشبهون و للمرة الثانية من طالبوا سيدنا عيسى ( عليه السلام ) بمائدة من السّماء شرطا لإيمانهم ، فكنتم مثلهم حين رأيتم الزينة الخضراء التي لم تتكفّل بها الدولة بل تعهّدها التجار و النّاس المحبّون العاشقون لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلم ) طوعا لا كرها و حبا و رغبة لا رهبة ، و لم تفهمونا حين أعدنا لكم الإجابة بأنّ رسول اللّه أسمى من بطن لا تشبع و رسول اللّه أغلى من أولادكم و أمهاتكم و آبائكم و أزواجكم الذين تبذلون لأفراحهم و مناسباتهم و حفلات ميلادهم الغالي و النّفيس بينما تبلغون حدا من الشّحّ لو كان مولد محمّد بن عبداللّه الذي تؤمنون به رسولا و نبيا ،
فكم أنتم حمقى حين نواجه ضمائركم الميتة فنقول لكم : رأيتم ماكرون كأنموذج لمعاداة رمز الإنسانية و الإسلام يسبّ الرّسول الأعظم عيانا بيانا ، فهل أنتم خارجون معنا لساحات الاحتفال بذكرى مولده الشّريف ؟!
فتقولون لنا ما قلتم حين أُمرنا ( جميعا ) بالقتال للذود عن العقيدة و الوطن ، تلك المقولة التي شبهتم فيها بني إسرائيل بتخاذلكم عن القتال مع رجال اللّه حين قالوا لموسى ( عليه السلام ) : ” اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنّا هاهنا قاعدون ” ؟!
فلكم أيها المرجفون : أخرجوا من بين البطانيات و من خلف شاشات الأنترة لتقاتلوا مع رجال اللّه لتحرير اليمن من صفقات من تعشقون من الخونة و المرتزقة الذين تاجروا باليمن إيمانا و شعبا ،
كونوا أحرارا بعيدا عن عمالة الإخوانجة و العفافيش الذين كان ردّهم : رسول اللّه محبّته في القلوب ،،
فعجيب أمركم فتارة تدخلونه بطون الجائعين و الآن تقولون إنّه في القلب ،
عجيب كيف تنفصمون و تنسلخون عن نصرة الرسول الأعظم ليس بالسيف لكن بالاحتفال فقط بمولده الشريف ،
أين أنتم كمواقف رجال ؟!
و أين أنتم و شرف الرجال ؟!
أين أنتم و رسول اللّه يسب و يشتم و لم تحرّكوا ساكنا بينما برّرتم لاحتلال وطنكم و نعقتم مع المحتلين الذين جاؤوا بمبرر أنهم جاؤوا يقاتلون ( الحوثي ) الذي كذبوا و قالوا إنه يسب الصحابة ؟!
الرسول يستهزأ به رسميا ودوليا و الظرف يحتاج منكم إلى أن تنصروه رسميا و دوليا و أمام العالم بخروجكم لساحات الاحتفال لتقولوا لماكرون و سواه بأن محمّدا هنا حاضر و موجود و هو أعظم البشر و أسماهم و أغلاهم و هو رسول ربّ العالمين ،
اخرجوا معنا نحتفل بمولده الشريف فأنّى لإنسان أن يحتفى به بعد أربعة عشر قرنا من ميلاده إلّا أن يكون حبيب اللّه ؟
فليس هذا الإنسان بشرا عاديا فهو مخرجكم من الظلمات إلى النور و محرركم من عبودية الأصنام و البشر إلى عبودية اللّه وحده لاشريك له ،
اخرجوا لو كنتم تعتقدون أنه خاتم الأنبياء و المرسلين ، لتدوم محبته و الاهتداء بقيمه و سلوكه إلى يوم الدين ، و لا تحرموا أنفسكم شرف الانتصار له علنا و ليس فقط في القلب ،
فالرسول له حقّ علينا أن ننتصر له كما فعل أجدادنا الأنصار الذين احتفلوا به علنا أمام يهود يثرب فأخرجوا عشقهم و غنوا محبتهم له قائلين :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرّفت المدينة مرحبا يا خير داع
اخرجوا من قماقمكم ، و كونوا أنصاره اليوم ؛ فاليوم الاحتفال به علنا هو المطلوب فماكرون و اليهود و الصهاينة لم يبغضوا محمدا في قلوبهم فقد رسموه و مثّلوا عنه أفلاما تسيئ له و لرسالته و نبوّته و طعنوا في الإسلام علنا و جاهروا و جهروا و أعلنوا عداءه ، و لابد من الرّد عليهم علنا و جهارا و لا يفيد رقصات القلب و لا زغردات المعدة في أجسادكم الأقرب للبهائمية ،
اخرجوا و ذودوا عن رسولكم حتى بحضوركم و وقفتكم ما يشفع لكم لأن يكون شفيعكم يوم العرض الأكبر ، يوم لا ينفع مال و لابنون إلّا من أتى اللّه بقلب سليم ،
و السّلام على من فهم المغازي و وضع أزكى البشر في موضعه الذي يغيظ به الكفار و المستهزئين ، و لا سلام للمتخاذلين البهائميين .
أشواق مهدي دومان