(فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون)
إب نيوز ٣ نوفمبر
مرام صالح مرشد
تحتفل شعوبنا الإسلامية كل عام، بمناسبة ذكرى مولد هادي البشرية، ومنقذها الحبيب المصطفى _صلوات ربي عليه وعلى آله_ في تقليد سنوي، دأبت وماتزال في الحفاظ عليه وإحيائه عبر العديد من الفعاليات، والتقاليد الخاصة بهذه المناسبة المقدسة، التي تسودها الأجواء الفرائحية، وتسودها مظاهر الابتهاج،
بيد أن هذا المولد المنسجم مع تعاليم الدين الحنيف لا يروق للأصوات المشوِهة بهذا اليوم العظيم، التي تسعى جاهدةً على تعكير صفو تلك الأجواء، وتحشد كل أبواقها وترسانتها الإعلامية المربكة التي تستخدم الأقلام المأجورة، والفتاوى المدفوعة، الرامية لفصل الأمة عن أقدس مقدساتها.
نحتفل بهذه المناسبة العظيمة لأنها مناسبة تهمنا كأمة لهذا النبي الكريم في هذا العصر الذي نحن في أمس الحاجة إلى الاستفادة من حياة النبي، وصبره وواقعه الذي عاش فيه _صلوات الله عليه وعلى آله_ لأنه رمزٌ لنا وقدوةٌ حسنة، ولو نأتي لسبب إذلال هذه الأمة وإهانتها من قِبل أعدائها (التي جنت على نفسها الشقاء)، فهو بعدهم وعدم تفكيرهم في خيرة الناس، في المصطفى _صلوات ربي عليه وعلى آله_ فنحنُ بتجهيزاتنا لاستقبال هذه المناسبة، وحضورنا لإحيائها، نجسد فرحة وجود النبي بيننا، وفي قلوبنا، لأن هذا اليوم يعتبر مناسبة وفرصةٌ عظيمة، للحديث عن الرسول، ومبعثه، ومنهجه، ورسالته، وأيضًا عن واقع الأمة وتقييمه لها.
فصلتنا بهذا النبي هي صلةٌ بالرسالة، صلةٌ بالهدى، وارتباط بالمنهج الإلهي، وارتباطٌ بالرسول في موقعه في الرسالة، لنهتدي به ونقتدي به، فما أعظم حاجتنا والبشرية أجمع إلى أن نأخذ بنبينا الكريم على أنه هو من نتأثر به ونتأسى به وما أعظمها من حاجة، هذا هو شعبنا اليمني، يمني الأنصار، هم من نصروا وآووا وحملوا راية الإسلام عاليًا، وكانوا السباقين إلى الإيمان، والنصرة، فهم الذين تبوأوا الدار والإيمان، وهؤلاء هم الأوس والخزرج، الذين حذوا حذو أسلافهم، بالتمسك بالدين الإسلامي، وقيمه، والتوقير لرسول الله _عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم_ .
فقد تجهز شعب الإيمان والحكمة، شعب اليمن والأنصار، وجعلوا من هذا اليوم الأغر في جبين الدهر يوماً مجيداً، ويوماً مشهود، وخرجوا جميعهم إلى ساحات الاحتفال بالذكرى المحمدية، وقارعوا كل تلك المحاولات الشيطانية من جانب الأعداء، الذين يحاولون استنقاص مكانة هذا اليوم العظيم في النفوس، وقدره في القلوب، بغية إبعاد الناس عن التمسك به، والولاء له، وأحيينا هذه الرسالة المحمدية، وأحيينا شخصية الرسول الأكرم في وجدان الأمة، وفي مشاعرها، حتى كان للرسول حضورٌ في القلوب، وفي النفوس، أيضًا وحتى نستشعر جميعًا المسؤولية التي نحن معنيون بها.
وهذه المناسبات العزيزة الإيمانية لها علاقة مهمة بديننا الحنيف، ونستفيد منها التقرّب إلى الله لأنه جلَّ وعلا أمرنا بذلك لقوله: (فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون)، وتستحق هذه المناسبة العظيمة الفرح، والابتهاج، لأن أعداؤنا أرادوا أن يشدوا مشاعرنا إلى مناسبات تافهة، ليس لها قيمةٌ، ولا أثر، وأرادوا أن يبعدونا، عن مثل هذه المناسبات العظيمة ولكنهم فاشلون، وخاسرون، بل خائبون …