( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) 1440
إب نيوز ٤ نوفمبر
عبدالفتاح علي البنوس
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) تحت هذه الآية الكريمة احتفل اليمنيون واليمنيات في العام 1440هجرية بالمولد النبوي الشريف ، حيث جاءت تلك الاحتفالات في ظل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الغاشم الذي تتعرض له بلادنا ، وفي ظل الحصار الجائر المفروض على أبناء شعبنا برا وبحرا وجوا والذي لم يثن شعب الإيمان والحكمة ، أنصار النبي محمد عن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم..
حيث حمل شعار المناسبة الكثير من الدلالات وحمل في طياته الكثير من الرسائل الإلهية للرسول الأعظم ، وفي مقدمتها الأمر له بالجهاد في سبيل الله ، جهاد الكفار والمنافقين ، فالإسلام ليس مقتصرا على الصلاة والزكاة والصيام والحج ، والإقامة في المساجد والاعتكاف الدائم فيها، كما يحاول البعض إقناع أنفسهم به ، فلو كان الإسلام مجرد صلاة وصيام وطلب علم في المساجد والمكوث فيها لأمر الله عز وجل الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ، وألزمه بالبقاء في المسجد ، ولكنه أمره بالجهاد وحثه على ذلك في كثير من الآيات القرآنية ، وكان صلوات الله عليه في مقدمة الصفوف في الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون ضد قوى الكفر والنفاق ، لم يتخلف عن معركة أو غزوة ، فكيف نجد اليوم في أوساطنا من يرون في الجهاد في سبيل الله ( فتنة ) ويجب اعتزالها ، وينظرون إلى الإسلام على أنه صلاة وعبادات وبقاء في المساجد وخطب على المنابر ؟!!
فالجهاد كما أخبرنا الرسول الأعظم ذروة سنام الإسلام ، وجاء في القرآن الكريم تبيان لأهمية الجهاد قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) فجاء الجهاد في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله ورسوله ولم يداخل إيمانهم أي شك أو تخاذل ، ولأهمية الجهاد جعله الله شرطا أساسيا من شروط دخول الجنة قال تعالى ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) وهو النجاة من العذاب و السبيل لمغفرة الذنوب وهو التجارة الرابحة التي تمنح صاحبها خير الدنيا ونعيم الآخرة قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ10/61تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ11/61يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ12/61وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ).
ولفداحة التقصير والتقاعس عن القيام بواجب الجهاد في سبيل الله وصفهم بالفاسقين قال تعالى ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ، ونحن عندما تحتفل بذكرى المولد النبوي ، فإننا نحتفل برسول الله وسيرته العطرة التي لا تخلو من الجهاد الذي فرض علينا اليوم ، فالوطن يتعرض لعدوان غاشم وحصار جائر والأعداء يتربصون بوطننا وشعبنا الدوائر ولا مجال للخنوع والتخاذل عن القيام بواجب الجهاد ، فالإيمان لا يكتمل إلا بالجهاد ، والأمر الإلهي تضمن أيضا إظهار الغلظة تجاه الكفار والمنافقين ( وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) وللأسف الشديد نجد أن واقع الكثير من المسلمين مغاير تماما لهذه التوجيهات ، ويرون في الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض فتنة ( مسلم يقتل مسلم ) من باب المغالطة..
بالمختصر المفيد: لا يتحقق إيمان الواحد منا إلا بالجهاد في سبيل الله ، هكذا أخبرنا الله ورسوله ، فمن مات ولم يحدّث نفسه بالجهاد مات ميتة جاهلية ، فالجهاد ذروة الإسلام ، ومعيار الإيمان ، وهذه هي الرسالة التي حملها شعار المولد النبوي الشريف للعام 1440هـ.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.