اللوبي اليهودي هو من يتحكم في تغيير سلوك الولايات المتحدة تجاه العالم وليس الانتخابات الامريكية .
إب نيوز ٥ نوفمبر
صادق المحدون
يراقب كثير من سكان العالم وخاصة السياسيون والنخب الإعلامية وصناع القرار مضمار الانتخابات الأمريكية في هذا العام ٢٠٢٠ م أكثر من أي انتخابات أخرى جرت في الماضي، حيث تثير هذه المرة الكثير من الاهتمام والجدل . يظن البعض أن العامل الرئيسي لتغيير سلوك الولايات المتحدة تجاه قضايا عديدة في العالم وأهمها السلم والأمن الدوليين والاقتصاد ومنطقة (الشرق الأوسط ) بما يحتويه من قضايا كثيرة أبرزها الصراع بين إيران وأمريكا وقضية فلسطين هو الانتخابات الأمريكية التي تتم بين الديموقراطيين والجمهوريين ، غير ان المتتبع السياسة الأمريكية منذ أواخر العقد الماضي وخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وسيادة نظام القطبية الأحادية بقيادة أمريكا هي سياسة تنحو في نفس الاتجاه منذ البداية ولديها ثوابت رئيسية هي المحددة للسياسات الأمريكية تجاه العالم وان تلك العناوين التي تسعى إليها الأمم المتحدة بقيادة أمريكا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي هي عناوين لم يتحقق منها شيء يعزز السلم والأمن الدوليين وتعزيز حقوق الإنسان وغير ذلك ، بل إن كثير من الأمور ازدادت سوءا فيما تعززت مصالح الولايات المتحدة في جوانب عسكرية واقتصادية مع الاخذ في الاعتبار بعض الأزمات التي تعاني منها . هذه الثوابت التي تركز عليها الولايات المتحدة كما ذكرنا سابقا نجد أن من أهمها هو ما يتعلق باسرائيل وكيان اسرائيل المحتل حيث يعد ذلك من اهم الأولويات للإدارة التي تحكم الولايات المتحدة ولا يمكن لأي قوة او حزب او اتجاه ان يغير من ذلك ، و من يتحكم في دفة الأمور ليس الرئيس الذي يحكم أمريكا ولا الكونجرس الأمريكي وما اي رئيس يحكم أمريكا الا عامل او موظف يتوجه على نفس المسار الذي يرسم وراء الكواليس من قبل قوى عالمية لا تظهر في العلن هي قوى اقتصادية يتحكم بها أباطرة المال والذهب وكبريات الشركات العالمية الذين هم من يتحكم حتى في اقتصاديات العالم وهم من أعضاء اللوبي اليهودي الذي يتركز في نيويورك ولديه فروع في كل العالم ، ومن يتعاطى مع سياسات أمريكا دون النظر في ما ذكرناه سابقا لن يستطيع فهم السياسة الأمريكية فهناك الكثير من الأمور التي لن تتحقق ابدا حتى لو دخلت حيز المفاوضات او تم التعامل معها بأي دبلوماسية فيما يخص كثير من الدول خاصة فلسطين المحتلة والملف الإيراني وكوريا الشمالية لم تأخذ المسار الصحيح في ما ينسجم مع مصالح هذه الدول ، لأن ذلك لا يعد من المفردات التي تدخل في القاموس الإسرائيلي اليهودي المنسجم مع مصالحهم في العالم ، وهذا هو المعيار الأساسي في فهم السياسة الأمريكية وعلى كل دول العالم ان تفهم ذلك ان تغيير سلوك الولايات المتحدة لا يتعلق بشخصية من يحكم او رؤية الحزب الحاكم وإنما يجب أن يمر من البوابة اليهودية للوبي اليهوديبما يتماشى مع المصالح الاسرائيلية ، ولا يهم فاز بايدن او ترامب فالمسار محدد سلفا وعلى العالم القبول به طالما وغرفة التحكم في أيديهم.
صادق المحدون .
٥ _ ١١- ٢٠٢٠م