من وحي العلاقات .
إب نيوز ٧ نوفمبر
و لها طبيعة مرحة رغم مقاربتها للسبعين من عمرها ، و أمّا قلبها فحنون تترجم دفأه حروفها ، و بلهجتها الصنعانية الخالصة التي تلذّذت بكلّ كلمة تنطق بها ، عشت صداقتها في دقائق معدودات كانت مسافة بين ساحة الاحتفال و بين بيتينا فقد تفاجأنا بأننا جارتان و لم ننتبه لذلك بينما اجتمعنا على حبّ نبينا ، و كنّا في حضرته ( صلّى اللّه عليه و آله و سلم ) نحتفي به . قلوبنا كالورد انتشاء و جمالا ،
و عادت أرواحنا تأتلف و تنسجم ،
المهم : تجابرنا ( أي : تبادلنا الحديث ) ، و من ( مجبرنا ) كان سؤالي :
” قلتوا إنّكم كنتوا تحبّوا عفّاش و مرضتوا عليه و أسعفوكم للمستشفى ، و لكني اليوم بين أسمعكم بتعدّدوا لي ما قد دمّر عفّاش هذا الوطن و باعه و خانه و كذب على شعبه و من معه من الأحمريين و الدنابيع و الإخوانجية ..
يا أمّه …. :
اليوم أنتو فاهمين واعين حتى باتجاه المسيرة القرآنية ، و بتعشقوا خطى السيّد القائد ، و فاهمين قوي ،،
اليوم بتواجهوا كلّ من قال ببدعة احتفالنا بالرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه و آله و سلم ) ، و اليوم بين أسمع منكم كلام و بصيرة ما سمعتها في امرأة في سنّكم من قبل ، أمانة من الي غيّر قناعاتكم لهذا الوعي و البصيرة ؟ ”
أجابتني تلك المدرسة المتمثّلة بصورة إنسانة و كانت دهشتي من إجابتها حين قالت : ” و الله يا بنتي ما غير بين أتابع عبداللّه الحيفي و اللّه إني أتابعه في عهد الأحرار و كذلك بين أتابعه هو و حمود شرف ، و لا بين أفوّت لهم حلقة ”
استغربت : كلّ هذا الوعي من الحيفي ؟!
( الحيفي ) و ( شرف الدين ) من صنع وعيا في روح امرأة سبعينية بات من الصّعب جدا تغيير قناعاتها !!!
و لكنّي عدتُ للوراء قليلا فالتفتُ و أدركت و تذكّرت ما فعله وزير الإعلام ( السّابق و الخائن ..المرتزق ) : ( عبد السلام جابر ) الذي أوقف المتألق : ( عبداللّه الحيفي ) و برنامجه فترة ، و حينها تأكّدت أنّ الإعلامي يجب أن يكون قريبا من الناس رغم ثقافته الخصبة ،
لابد أن ينوّع خطاباته بحيث يستوعب طرحه المثقّف و البسيط ، و الصغير و الكبير ،،
لابدّ أن ينزل الإعلامي من على برجه العاجي ليفهم الناس حتّى يفهموه ،
فأزكى سلام و تحية للإعلاميين إن كانوا كعبدالله الحيفي و حمود شرف ،
و قد رأيت من ليس إعلاميا و لكنّه يصوّر له مقاطع يتحدث فيها مع الشّعب ببساطة و عفوية و يطرح قضايا تمسّ هموم البسطاء ، وجدته غير مستغربة شعبيته ألا و هو ( مصطفى المومري ) الذي اعتذر لجمهوره ، و لم يخفِ عنهم أنّه بكى ممّا رأى من محبة الناس له ، فمن و متى و أنّى له تلك المحبة إلّا ببساطته و إن كان عليه أو إليه ملاحظات ناقدة فليس انتقاد البعض دليلا على عدم جدوى طرحه ، بل إن النقد مع تلك الشعبية الواسعة دليل قاطع على تأثيره في المجتمع و بقوة ؛ فهو يخاطب و يتحسّس قضايا المجتمع و بأسلوبه المرح الفكاهي ، و خطابه الصادق الصريح في غير تفريط يوصل رسائل قوية ، رغم أنّ شهادتي هذه له و التي أكتبها الآن لم تكن غير من ثلاثة مقاطع رأيتها له :
مقطع عن الرسول الأعظم ، و مقطع عن العروس التي تؤخذ ( غُمى ) و فيها قضية كبيرة و غصّة لشباب اليوم توجب مايسمّى بالنظرة الشرعية أو تجعلها من التقاليد التي يفرضها عصر النت و عالمه ، و حلقة أخرى ..
الخلاصة : البساطة و العفوية و التّواضع هي من يوصل و يوثّق علاقة الرّوح بالرّوح ،
خاطبوا النّاس بهمومهم بتواضع .. بحبّ .. بعفوية ستجدوا العالم يحبّكم ، و ما أجمل و لا أبلغ من قوله ( تعالى ) : ” ولاتصعّر خدّك للنّاس ” ،،
الخلاصة : الصّدق و المبادئ و القيم لا تتعارض مع البساطة و العفوية ،،
و ( البرستيج ) المبالغ فيه لا يصنع علاقات ، بل يقيم حواجز حديدية بين الأرواح ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان