اطمئنوا .. أمريكا بخير !
إب نيوز ٧ نوفمبر
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج شاخصٌ أبصاره نحو بلاد العم سام ينتظر ما ستؤول إليه نتائج الإنتخابات الأمريكية وكأنها شأنٌ عربيٌ محض مع أن الأمريكيين لا يكترثون للعرب ولا يهتمون لهم حتى لو ابيدوا جميعاً أو خسفوا من الأرض !
مراكز الدراسات السياسية والأبحاث الإستراتيجية والقنوات الأخبارية العربية كلها تعج بالمحللين والخبراء الإستراتيجيين منذ أيامٍ يناقشون جميعاً أي المرشحين سيكسب السباق وأيهما سيكون فوزه في صالح العرب وإيهما في غير صالح العرب مع أننا نعلم جميعاً أن فوز أي منهما لا يمكن أن يأتي بأي حالٍ من الأحوال في صالح العرب !
بلدانٌ عربيةٌ تدمر ولا يكترث إليها أحدٌ من العرب !
شعوبٌ عربيةٌ تحاصر ولا ينشغل بها أحدٌ من العرب !
حقوقٌ عربيةٌ تستلب ولا يهتم بها أحدٌ من العرب !
لكن أن يحدث حدثاً روتينياً عادياً كأنفجار إطار سيارةٍ مثلاً أو حتى قنبلةً يدويةً في مكانٍ عامٍ في أمريكا فمن ذا الذي عندها يستطيع كبح جماح اهتمامات العرب وانشغالهم وتغطيتهم لهذا الحدث وإعطاءه فوق ما يستحقه من الشرح والتحليل ؟!
فكيف إذا كان الأمر يتعلق بحدثٍ هامٍ يحدث هنالك كالإنتخابات الرئاسية الأمريكية مثلاً ؟!
كل هذا كوم طبعاً، وأولئك المنشغلون من العرب بإبنتي مرشحي الرئاسة الأمريكية؛ إيفانكا وآشلي كومٌ آخر !
لماذا ؟! ومن أجل من كل هذا ؟!.
لماذا كل هذا الإهتمام بكل ما هو أمريكي وأجنبي للدرجة التي صرنا ننسى معها الإنشغال بهمومنا ومشاكلنا المعقدة والشائكة ؟!
هل لأننا (خلاص) اقتنعنا وهماً أن أمريكا هي (سيدة) العالم وأن ٩٩% من أوراق اللعبة هي في أيدي أمريكا كما كان يردد ذلك الرئيس الراحل أنور السادات ذات يوم ؟!
أم لأننا ارتضينا لأنفسنا أن نربط مصيرنا وحاضرنا ومستقبلنا بمصير أمريكا وبمدى ارتباطنا واقترابنا من أمريكا بعيداً عن كل ما يفترض أنه يحفظ علينا مصالحنا ومصالح شعوبنا العربية ؟!
أم ماذا يا ترى ؟!
عموماً، اطمئنوا يا عرب ! لا تشغلوا أنفسكم كثيراً بتتبع وترقب أخبار ما سيفضي إليه الأمر في أمريكا، فأمريكا في كل الأحوال وأياً كانت النتائج أو الفائز أو الخاسر ستكون بخير وعافية !
الدور والباقي عليكم أنتم الذين لم تعرفوا عافيةً ولم تشتموا لها رائحةً منذ قرون !
وبالتالي فأحوالكم وشئونكم على ما أعتقد أحق بأن تشغلوا أنفسكم وأوقاتكم بها .
قلك إيفانكا .. قلك آشلي !
#معركة_القواصم