إلى باعة سميرة مارش
إب نيوز ٨ نوفمبر
لكل إنسان منّا تجاربه ، و نهايات التّجارب نخرج بخلاصات نرجو أن نستفيد منها ، و على ضوئها و بعد تأمّلنا و تفكّرنا نصل إلى قناعات تشبع فضول أفكارنا و تجيب عن بعض تساؤلاتنا و هذا يحدث كعمليات و تفاعلات في العقل المنتج لفكر قويم لا يخالف الفطرة و لا يخالف قوانين ربّ العالمين ، و هذا العقل العامل فكرا هو الذي نصف صاحبه باللبيبّ ، فإن كنتَ ممّن يفعّل لبّه و يتفكّر و يعقل و يستوعب و يصل لقناعات توائم قضيّة إيمانه و لا تختلف و لا تتعارض مع نهج اللّه و نواميسه في كونه فأنت من ذوي الألباب ،
أمّا في العاطفة و المشاعر فلنا أن نسمّي من يحبّ النّاس و يبادلونه المحبة و الوداد بالمحبوب أو الحبيب و ذي القلب و الحسّ المرهف ، فإن اتّصفت برهافة الحس و الشّعور فقد تصل بك المشاعر إلى مراتب العشق و الوله و الغرام و الشّغف و ليس بالضرورة أن تكون عاشقا والها مغرما شغوفا بامرأة بل إن هذه المعاني العالية و المتقدّمة للحبّ يعرفها العارفون بأنّ هناك عوالم في روح الإنسان تفوق المادية و الجسديّة ، و منها يتخرّج العاشقون للّه الذي عرفناه و أيقنّا أنّه وحده المعبود و رجونا جنّته، فيما نهيم شوقا برسوله ، و نبتغي حبّه و شفاعته ، و نصبح ولهى بالجنة ، و نشغف بشهادة في سبيل اللّه .
و هذا فينا معنى اللبّ و القلب السليم الواثقة علاقته بخالقه ، و هكذا _ نحن _ البشر ..
أمّا مخلوقات الله الباقية فلا يشترط لها أن تكون ذي لبّ و قلب سليم ، و لا تتسمّى خلاصات عملياتها بما نتسمّى به نحن _ البشر _ فمثلا في النّبات يكون نتاج تفاعلات و حكايات نشأتها و بنيتها و تفاعلها لاكتمال نموّها نراه في نهايات دورات نموها الموسميّة فللشجرة ( مثلا ) خلاصة أن تضع حمل مجهودها في هيئة ثمار و للزهرة رحيق ، و للوردة جمال أخّاذ و عبق و عطر زكي ،
كما أنّ النّور و الدّفء يلازمان الشّمس ، و في القمر الجمال و الضّوء ، كما أنّ هداية المسافرين بلمعان النجوم في الليل ، و للبحر العمق و السّعة ، أمّا الحرية فتناسب الطّيور ، و كلّ له معانيه ،،
أمّا في عالم الحيوان فلا عقل و لا عاطفة ؛ فالغريزة سيّد الموقف ؛ فقد يربّي أحدهم ثعبانا فيلتهمه ، و قد يربي قطا فيأكل أكلا أراده الشّخص له ، و قد يربي كلبا أو أسدا أو نمرا فيعضّه ، و قد تأمن لثور لكنّه قد ينطحك ، و حتّى الحمار فقد يركل صاحبه، و لكن نَدُر أن تلتئم نفسيتك مع القردة و الخنازير إلّا أن تكون مرتزقا أو وهابيا .. تكفيريا إخوانجيا .. عفاشيا .. فهؤلاء من تاجروا باليمن و باعوها بثمن بخس ، و أنت مثلهم فأن تختطف امرأة في مأرب اسمها ( سميرة مارش) من بين أولادها و أهلها فأنت ديوث مجرم حقير ، لكن أن تبيعها للمحتل السعو إماراتيكي فأنت خنزير و قرد ، و هذان الصنفان من الحيوان ما وصفا في القرآن بالمسخ فهما أقذر و أديث حيوانات ، و دياثتهما لا تجاريها دياثة إلّا دياثتك كمرتزق لا لك عقل و لاقلب ، لكن لك غريزة حيوان نجس كما أسيادك، و هكذا أنتم أيّها الخونة و عبيد أمريكا و إسرائيل و من يخدمهم و يتطبّع معهم : هكذا أنتم مارقون عن تعاليم الإسلام .. خارجون عن الفطرة الإنسانية ، و منسلخون عن كلّ قيمة مادام و فيكم و منكم من يبيع عرضه و شرفه لمحتل جبان ؛ ولا سلام .
أشواق مهدي دومان