صفعة أمريكية في وجه ترامب .
إب نيوز ٩ نوفمبر
عبدالفتاح علي البنوس
ارتياح شعبي واسع في الشارع الأمريكي للنتائج التي أسفرت عنها الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ، احتفالات صاخبة لأنصار الرئيس المنتخب جون بايدن ، احتفاء بفوزه الكبير على منافسه دونالد ترامب ، والذي مثل توليه لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لعنة وخطيئة كبرى في تاريخها ، فالرجل الذي ظل وما يزال يعاني من اضطرابات نفسية ، ويعيش حالة من العبط و ( خفة العقل ) و( السخف ) الذي انعكس على سلوكياته وتصرفاته وقراراته ومواقفه المخزية والمذلة والمهينة ، والتي جعلت منه ( زعيم عصابة ) لا رئيس دولة عظمى لها ثقلها ومكانتها على مستوى العالم .
هذا الأرعن وجد نفسه في منصب أكبر منه ، لم يستوعب ذلك ، وبدأ يزبد ويرعد ، ويغرق في السخف ، فتحول إلى شخصية عنجهية متعجرفة ، وديكتاتور مستبد متسلط ، أدخل أمريكا في صراعات ومناكفات ومهاترات لا أول لها ولا آخر ، رفع من خلالها نزعة الكراهية تجاه أمريكا وسياستها لدى الشعوب التي طالتها الحماقات الأمريكية ، والإجرام والتوحش الأمريكي ، الأمر الذي أدى إلى تراجع وتضعضع شعبيته ، وبات غير مقنع للكثير من الأمريكيين لمنحه أصواتهم في الإنتخابات الرئاسية ، وخصوصا بعد أن فشل فشلا ذريعا في حملته الإنتخابية ، جراء الخطاب المستفز لمشاعر الشعب الأمريكي ، الذي أخطأ في التعامل معه خلال جولاته وزياراته الإنتخابية للولايات والمدن الأمريكية .
خطاب انفعالي غير مسؤول ، تعامل من خلاله مع الشعب الأمريكي على أنهم قطيع من العبيد ، وقدم نفسه على أنه المنقذ الوحيد له ، وبدونه ستذهب أمريكا إلى الجحيم ، ولا خيار للناخبين الإمريكيين سوى انتخابه لولاية رئاسية ثانية ، ما لم فإن الإنتخابات ستكون مزورة وباطلة ولن يقبل بها ، هذا الخطاب الفج والطرح الممجوج دفع غالبية الأمريكيين إلى انتخاب بايدن ، الذي نجح في استمالة الشارع الأمريكي بخطابه المتزن الذي وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالملفات والقضايا التي يعاني منها المواطن الأمريكي التواق للحرية والحياة الكريمة والمستقبل الأفضل .
خطاب عكس سياسته الرعناء وسلوكه الهمجي وقراراته الخرقاء التي رد عليها غالبية الناخبين الأمريكيين بقوة ، حيث وجهوا له صفعة قوية لم يتمالك أعصابه عقبها ، فخرج متخبطا متبرما منفعلا مشككا في نتائج الإنتخابات ، لم يستوعب ما حصل ، هو وفريق حملته الإنتخابية وفريقه القانوني ، بعد أن اقنعوا أنفسهم أن الفوز حليفهم ، وأن ترامب لن يغادر البيت الأبيض ، الصفعة كانت قوية ومؤلمة جدا ، وهو ما ذهب به للمكابرة وعدم الإعتراف بالهزيمة ، والسير خلف أوهامه بالنصر وغروره بشعبيته ، التي لم يحسن المحافظة عليها ، ليجد نفسه بعد ما يقارب أربع سنوات وقد خسر نسبة كبيرة منها .
بالمختصر المفيد هزم ترامب هزيمة منكرة ، وسقط سقوطا مدويا ، وهذا كان متوقعا في ظل السياسة الخرقاء التي أدار بها البيت الأبيض ، والتي أوصلته إلى هذه النهاية المذلة المستحقة ، طغى وتجبر وظن أن طغيانه وتجبره وتسلطه ستبقيه في البيت الأبيض ، ولكن غالبية الشعب الأمريكي نجحوا في تأديبه ، ووضعوا نهاية لرئاسته المشبعة بالجنون والهسترة وعدم الإتزان ، والعنصرية التي عمل على تغذيتها خلال فترة رئاسته في من خلال سياسة التمييز العنصري التي فجرت براكين الغضب في الشارع الأمريكي ، وانعكست تداعياتها على نتائج الإنتخابات الرئاسية ، التي قذفت به إلى مزبلة التاريخ ، بعد أن ظن نفسه ( فرعون عصره ) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .