الثقافة القرآنية ودورها في مواجهة الحرب الناعمة.
إب نيوز ١٣ نوفمبر
رويدا البعداني
تتكشف أوجه الحقيقة يومًا بعد يوم، وتظهر لنا اﻷحداث مرتبة بدون تغيب منذُ بداية الحروب الست؛ ليدرك العالم أن الجرح الذي تعامى أمره باﻷمس سيتحول إلى نيران لاهبة تكشف نوايا المعتدين، وستظهر بأثر تلك الحروب مسيرة حاشدة أساسها ثقافة قرآنية حقة. ثقافة جليلة وجلية تطلق عنان التغير وتضيفه إلى العالم من جديد، بعدما أصبحت الثقافات مغلطة ومنقلبة رأس على عقب، نعم لقد تسرب ذلك التلوث الفكري وغزى عالمنا ببطء وبذكاء وبدهاء. حتى أطفالنا أصبحت عقولهم أصنام لا حراك لها أمام الأفلام الكرتونية التي تبعدنا عن الدين كل يوم أميالا وأمتارا، أفلام فيها ثقافات تأسس لجيل مهدد بالمسؤولية وليس له مرجعية ثابتة في الحياة .
نأتي إلى مرحلة الشباب والتي تعتبر من أهم المراحل الأساسية والتي لابد من أن تُبنى على غرار أخلاقي ثقافي ثابت؛ كونها أهم مرحلة وأشدها خطرًا. فالأزمنة تغيرت، والمقاييس تبدلت، والأخلاق انسلخت، أزمنة وعرة فيها المرغوب حُلل ، والمكروه جُمل. وهذا بدوره أدى إلى تفشي وباء الثقافات الغربية بين أوساط المجتمع من كل حدب وصوب، إذ تركت أثرًا هداما في نفوسهم أنساهم قضيتهم الأساسية في الوجود، حتى أصبحوا يقضون معظم أوقاتهم بعيدا عن المنهج الأساسي والديني الذي أمرنا الله به.
هكذا تأسس الوهن في كل أصقاعنا المكانية والزمانية، واستمرالحال إلى إن … إلى أن ماذا ؟! لحظة سأجيب … إلى أن ظهرت الثقافة القرآنية والتي أحتوت بما فيها على شرح واف ومقنع ومشبع لكل مدارك العقل، فيها قيم عملية تطبيقة، تخرج العقل من ظاهرة “التصنم” ، وتدفعه إلى الإحساس بالمسؤولية بهذا الدين، وأنقذت بها الهوية الإيمانية والوطنية. نعم الثقافة القرآنية غيرت العقل والفكر حتى ظهرت ثورة على كل الثقافات المغلوطة، وهاهي في أوج شبابها تزهو وتكبر مع صغارنا وكبارنا وأحجارنا وأشجارنا، فسلام الله على قائد تلك المسيرة ومن اقتفى بأثرها بنية صادقة ونفع بها نفسه والمسلمين.