إيضاح وبيان في مقاطعة بضائع دول العدوان 7 .
إب نيوز ١٩ نوفمبر
عدنان الجنيد
الحلقة السابعة :
* كيفية تفعيل مقاطعة بضائع ومنتجات دول العدوان :
إن المقاطعة الإقتصادية لبضائع دول العدوان يجب أن يكون لها رواج إعلامي مصحوبُُ بتوعية المجتمعات الإسلامية، كون الكثير من الشعوب الإسلامية يجهلون أهمية المقاطعة الإقتصادية للدول العدوانية، ولا يعيرون لها بالاً، لهذا يجب أن تتظافر جهود جميع فئات الشعوب الإسلامية في التوعية لأهمية المقاطعة الإقتصادية، ويكون ذلك مصحوباْ بالتنسيق الكامل والتواصل التام في تبادل المعلومات والوسائل التي من شأنها أن تحقق إنجازا كبيراً في إلحاق الخسارة الإقتصادية بدول العدوان..
يجب أن تتحرك الشعوب بهذا العمل التوعوي، فالمرشدون والخطباء في منابرهم، وعلماء الإفتاء من خلال إصدار الفتاوى بتحريم شراء منتجات دول العدوان، والمثقفون في مجالسهم ومنتدياتهم، والدكاترة في جامعاتهم، والمدرسون في مدارسهم، وكذلك المؤسسات الإعلامية ووساىل التواصل الإجتماعي المختلفة… إلخ
يجب أن يقوم كل هؤلاء -وغيرهم ممن له قدرة على التوعية- في توعية شعوبهم عن خطر بضائع ومنتجات الدول العدوانية، وأن المقاطعة الإقتصادية واجب ديني وأخلاقي، وأنها سلاح هام له أثره الكبير في ضرب اقتصاد دول العدوان..
بل ينبغي أن تكون المقاطعة الإقتصادية لدول العدوان ثقافة مجتمعية تشمل كل شرائح المجتمع بما فيهم المدارس والجامعات .
وكذلك يجب ألَّا تقتصر التوعية على اهمية المقاطعة الإقتصادية، بل يجب أن تشمل تشجيع المنتجات الوطنية والإسلامية وأهميتها، والحث على شرائها كبدائل عن منتجات دول العدوان..
إن أي شعب تشبَّع أفراده بالوعي والإدراك والثقافة فسوف يدرك أهمية هذه المقاطعة، وأنها السلاح الفعَّال لردع أية دولة تعتدي عليه وتريد احتلاله أو السيطرة على ثرواته …
فانظر إلى اليابان فقد قاطع شعبها جميع السلع والبضائع والمنتجات الأمريكية بتلقائية نتيجة وعيه وإدراكه بأهمية المقاطعة، وقد سبق أن تكلمنا عنه بما فيه الكفاية ..
وكذلك كوبا نجد شعبها لا يعرف ما يسمى بالمنتجات الأمريكية، وهكذا نجد الكثير من الشعوب الواعية قاطعت منتجات أعدائها ..
فما أحرى بالمسلمين اليوم أن يحذوا حذو هذه الشعوب بتفعيل سلاح المقاطعة! فهي سلاح هام بمقدور كل فرد أن يقوم به ولا يكلفه أي عبءٍ، بل يعود عليه وعلى وطنه بالخير عاجلاً أو آجلاً ..
إن بضائع ومنتجات الدول العدوانية أغلبها – إن لم نقل جميعها – عبارة عن كماليات، وحتى لو كان بعضها ضرورياً فهناك البدائل الكثيرة، سواء بدائل وطنية أو إسلامية، وإن لم توجد فهناك بدائل من منتجات دول أوروبية أو آسيوية شريطة ألَّا تكون من الدول الداعمة للكيان الصهيوني والمشاركة في العدوان على الشعب اليمني وغيرها من شعوب العالم الإسلامي التي تأتي على رأسها أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والسعودية، والإمارات، ومن تحالف معهم وساندهم في هذا العدوان .
فالواجب على الشعوب الإسلامية مقاطعة بضائع هذه الدول ومنتجاتها ومن أي صنف كان، سواء من الأطعمة والأشربة والأدوية، أو من الأجهزة والآلات والأدوات المستخدمة في أي غرض آخر، وكذلك مقاطعة كل منتج تم إنتاجه في أي بلد إسلامي أو أجنبي بترخيص إحدى دول العدوان ..
وكل مسلم لا تخفى عليه معرفة منتجات دول العدوان، لأنه ما من منتج أو بضاعة أو سلعة إلا وعليها بيانات مكوناته وبلد المنشأ أو البلد المصنعة له، أو بيانات الترخيص بالصناعة من شركة تابعة لأية دولة من دول العدوان .
فعلى المسلمين ألَّا يتهاونوا في المقاطعة وألَّا يصغوا إلى المرجفين القائلين بأن مقاطعة منتجات دول العدوان لن تهز إقتصادهم، والقائلين لو كانت المقاطعة واجبة لما تخلى عنها المسلمون..
نقول لهم : بأننا كمسلمين يجب أن نقوم بهذا الواجب الجهادي إستجابةً لله الذي أمرنا بالجهاد بكافة صوره، و الذي نهانا عن موالاة أعداء الإسلام والمسلمين بجميع صور الموالاة..
والذي -أيضا- أمرنا بنصرة إخواننا المستضعفين بجميع الوسائل المتاحة لنا، وسلاح المقاطعة صورة من صور الجهاد الذي يلحق بأعداء الله أضراراْ فادحة في انهيار إقتصادهم ولو بنسبة معينة…
وحتى لو لم تتأثر دول الشر بالمقاطعة الإقتصادية، فيكفي أننا قمنا بواجب ديني وعمل إنساني استشعارا منا بالمسؤولية وبالمهمة الملقاة على عواتقنا كمسلمين، ناهيك عن رضاه تعالى عنا ومثوبته لنا (..وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[ التوبة :120].
هذا مع أنه قد ثبت من خلال الشواهد التأريخية القديمة والحديثة نجاح سلاح المقاطعة الإقتصادية، وقد سبق أن ذكرنا في الحلقات السابقة صوراً من ذلك..
ثم أليس فرنسا دعت حكومات الدول الإسلامية إلى وقف دعوات مقاطعة سلعها التي جاءت بعد تصريحات لمسؤولين من بينهم الرئيس إيمانويل ماكرون؟!..
فما ذاك إلا بسبب الخسارة التي منيت بها.
فافهم ذلك وسيتبين لك ماهنالك