كيف نقي أنفسنا من براثن الشتاء؟
إب نيوز ٢١ نوفمبر
رويدا البعداني
الإنسان كائن حي خلقه الله على بصيرة، تتناوب عليه تقلبات الحياة، ومنها زمهرير الشتاء وصقيع البرودة الذي تزداد فيه الحميات بأنواعها فتثقل الرؤوس بالصداع و الحرارة الزائدة وترهق الأبدان بضربات الوجع المتواصلة ، وﻻعجب في ذلك فالطقس البارد تنتشر فيه الأمراض طويلة الإقامة، كالحمى و الأنفلونزا، والنوبات القلبية التي تزداد بشكل كبير خلال هذاالفصل؛ إذ أوضح أحد الأطباء بأن السبب يعود لبرودة هذا الطقس ومايسببه من تضيق للأوعية الدموية وهذا يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم فينهك القلب جراء ذلك. أيضا التهابات الحلق والمفاصل وآلامها المقيدة لأعضاء الجسم، هذا بالإضافة إلى الإصابة بالزكام التي يسببها أكثر من ٢٠٠ فيروس، فترشح الأنوف ولاتكاد تتزحزح إﻻ بعناية خاصة ؛ لذا يتوجب علينا أن نحمي أنفسنا ونقيها كي لا نصاب بمضاعفات أمراض الشتاء التي تغزو أجسادنا بلارحمة، أو على الأقل ضمان سرعة التعافي إن حدث وأصبنا بأمراض هذا الموسم.
حيث أوضح الدكتور ((كينيث بوك))أحد مؤسسي مركز الطب التطوري بنيويورك والمتخصص في الطب المتكامل وصاحب كتاب ((الطريق إلى المناعة)) بدءا بالغذاء وأشار إلى أن السكر المكرر صناعيًا وكيماويًا الذي نضيفه إلى القهوة والشاي أو نحلي به المياه الغازية والحلوى والأشربة والمربات المحفوظة،يمكن أن يثبط قدرة الخلايا البالعة أو خلايا الدم البيضاء على اكتشاف وتدمير الأجسام المضادة كالبكتيريا والفيروسات فيما يعرف بعملية البلعمة، وكما أن الشحوم المهدرجة المتحولة الموجودة في السمن النباتي والمخبوزات يمكن أن تتقاطع مع عمليات التمثيل الغذائي الطبيعية فتربك ردود الفعل المناعية ، فإن تحاشي السكر والشحوم المهدرجة الضارة، وإحلال بدائل طبيعية منها في غذائنا كعسل النحل، والاعتماد أكثر على زيت الزيتون، وهذا قد يمكننا من مقاومة أمراض الشتاء.
أيضا من طرق الوقاية ممارسة الرياضة قدر الإمكان لتدفئة الجسم و إمداده بالحرارة لما لها من دور مهم في تنشيط الدورة الدموية، ولمنع تصلب المفاصل والعضلات. ولاننسى دور الجهاز المناعي في مواجهة هذه الأمراض وكيفية تحفيزه ورفع مناعته ضدها، إذ يأتي عنصر السيلينيوم الموجود في دقيق القمح الكامل، والحبوب وصفار البيض، والمأكولات البحرية، والثوم كأفضل مانعات لنزلات البرد. أيضا لفيتامين A دور مهم ضد أمراض الشتاء وهو موجود في الجزر وزيت السمك والطماطم. كذلك الثوم فهو نعم الرفيق للجسدلأنه مضاد للجراثيم ويعد حافزا لتقوية الجهاز المناعي ويلزمنا كذلك أن نلتحف جيدا عند النوم ونرتدي الملابس الثقيلةو نعزل أنفسنا في مكان دافئ، ونتجنب الخروج إلى الأماكن الباردة، أوالاختلاط بالمصابين، أو التواجد في الأماكن المكتضة والمغلقة كون الزحام أكبر مصدر للعدوى وهو البريد السريع لنقل الفيروسات بين بني الإنسان. و يجب أﻻ يغيب عن أذهاننا أن عناية الله ورعايته أشمل وأكبر وكل شيء بيده سبحانه وتعالى؛ وهذا الاعتقاد يزيد من قوة جهازنا المناعي لأن معنوياتنا عالية ونفوسنا مطمئنة بالثقة بالله.