أنصار الله .
إب نيوز ٢٢ نوفمبر
*عادل الصداقي
لقد استطاع أنصار الله (الشباب المؤمن سابقا) بإرادة الله وبقوة الإيمان والسلاح أن يفرضوا واقعا جديدا وكذلك وجودهم كرقم صعب إسوة ببقية المكونات بعد غياب طويل عن المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي في اليمن. وهذا حق مشروع لهم كغيرهم من المكونات المماثلة في البلد.
فأنصار الله جزء لا يتجزء من هذا الوطن الكبير وإخوان الجميع وأصهارهم وأنسابهم. وفوق ذلك كله هم من أشرف الناس وأطهرهم نسبا، وأي عداء لهم و قبول بالأوصاف التي دأبت دول العدوان وحلفائها على وصمهم بها من منطلق سياسي أو أجتماعي أو ثقافي إنما هو عداء للوطن والمجتمع ككل وليس لهم فقط. ولعل نعتهم بلفظ (مليشيات) البغيض إلا مثال على ذلك العداء. وإذا كان كذلك فلماذا لا ينعت بذلك غيرهم ممن سبق وانقلب على السلطة في العام 2011، ومن قبل ذلك من إنقلب على الحمدي والغشمي والإرياني والسلال والإمام أحمد والإمام يحي. هل هي سلسلة مليشيات مثلهم. طبعا هذه إردواجية معايير من البعض ولعب بالألفاظ لغرض زرع البغضاء والكراهية وينبغي أن يزول ذلك من قاموس المجتمع اليمني تماما ليس من اجلهم فقط ولكن من أجل الجميع ككل (فمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي).
وأتسال هنا ما وجه الإعتراض عليهم من قبل البعض وعلى رأسهم دول العدوان. فاليمن ملك للجميع ولا يحق لأي طائفة أيا كانت الإستئثار بالسلطة والحضور الاجتماعي والثقافي فيه منفردا، بل أن هذا ضرب من المستحيل، ويتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي والشريعة السمحاء إن كنا نؤمن بالله واليوم الآخر.
وهنا ينبغي اليوم على الأنصار أن يستوعبوا الدروس التاريخية السابقة، ويتقبلوا المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية من حولهم إن كانوا جادين في الحفاظ على المكتسبات الحالية لأجيال وأجيال.قادمه. لا كما قال أحدهم قصير البصر والبصيرة (دولنا نشل حقنا أربعين سنة).
وعليه أنصح أن يقوم أنصار الله بدق الحديد وهو حامي كما يقول المثل، ومن أجل ذلك أقترح ما يلي:
1. تنظيم حركة أنصار الله الى حزب سياسي وطني حاكم على طول اليمن الكبير، شماله وجنوبه وبغض النظر عن أي رؤية أخرى للحركة، وعن أي اعتبارات أيديوليجية ومذهبية تنطلق منها. فلا تناقض هنا مع تنظيم الحركة إلى حزب سياسي كبير، فلها أنصارها وتابعيها وهناك إمكانية كبيرة ومضمونه ان تخرج من قوقعة الحركة جغرافيا وسياسيا إلى الوطن الكبير وخاصة أن فيها عقول مثقفة و مستنيرة وشخصيات كبيرة وشابه قادرة على إحداث تغيير سياسي منظم وكبير ناهيك عن الخبرة المتوارثة في الحكم والدعم العسكري التي تحظي به الحركة هذا سيضعها في مأمن كحزب خاصة في ظل الوضع الراهن.
2. فتح فروع لحزب أنصار الله في كل محافظة ومديرية ومركز وحاره، وبدء عملية استقطاب الأعضاء والقيادات السياسية والاجتماعية لعضويته بدلا من الإنكفاء على نفسها أو إعتمادها على شخصيات معينه ممكن أن تزول بزوال المؤثر.
3. إعداد برامج سياسية وإقتصادية واجتماعية وثقافية لحزب أنصار الله حتى ينضج ويتضح رؤيته للمجتمع ويمارس أنشطته بناء عليه.
4. عقد تحالفات سياسية مع الأحزاب المتبقية بالساحة. ولعل أرشح لذلك حزب المؤتمر فهو حليف مع الأنصار في السلطة حاليا فضلا عن القواسم المشتركة والروايط الأسرية والاجتماعية بل والمذهبية بينهما.
5. القبول بالآخر والتعايش السلمي مع المجتمع فلايمكن العيش منفردا في هذه الحياة، وما ضرب البلد في مقتل إلا تعنت من سبق في القبول بالآخر.
أخيرا، أتمنى من الأنصار العقلاء والحكماء والشرفاء النظر إلى المسألة المطروحة ودراستها بجدية و بعمق أكثر، وبتفكير إستراتيحي أذكي على المدى الطويل، وأنا واثق في أنهم سيدركون أهمية ذلك بغض النظر عن أي أعتبارات أخرى.
ولعل من نعم الله على أنصار الله أن من عليهم بقائد فذ وقدير وحكيم كعبدالملك الحوثي الذي لا تجود به السماء إلا فيما ندر. فليستغلوا ذلك في الإسراع في تنظيم الحركة إلى حزب سياسي في ظل قيادته و حمايته ويرسوا مداميك الحزب بناء على المعطيات السابقة الذكر.
*قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 26) (صدق الله العظيم)*
*اللهم فاشهد*
جامعة إب
20 نوفمير 2020