إنسانية أمريكا
إب نيوز ٢٣ نوفمبر
بلقيس السلطان
الإنسانية مجموعة من المبادئ والأخلاق والفلسفات التي تعارفت عليها الشعوب ، ومنها مايخص الحروب ، لكن هذه الأخلاقيات والمبادئ غابت عن إنسانية أمريكا ، فهي الدولة التي قامت على جثث الملايين من السكان الأصليين لأمريكا والذين كانوا يعرفون بالهنود الحمر ، وظلت تنتهج العنصرية ضد السود على مدى حقب متتالية ، وأما عن حروبها فهي غنية عن التعريف بإنسانيتها الخبيثة
، وفيتنام والعراق وسوريا واليمن خير شاهد عليها ، فهي في حربها لا تحترم مواثيق ولا قوانيين دولية ، لأنها صاغتها لتلزم الأخرين بها وتنأى بنفسها عن نصوصها مادامت لا تخدم سياستها وعدوانها ، فباتت لا تبالي بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وبأي وسيلة كانت ، وباتت تستخدم كل وسائل الإبادة من حصار وتجويع ، واستخدام لأسلحة محرمة ومجازر يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان ، والمستغرب أن المقر الذي تنطلق منه القوانيين الدولية لحقوق الإنسان يقع في قلب أمريكا ، لأنها وضعته وصاغت قوانينه لإخضاع الشعوب فقط ، فأين حقوق الطفل في الحرب الأمريكية السعودية الإماراتية على اليمن الذي صبت عليهم جميع وسائل الإبادة فأين حقوق من يعانون الجوع والحصار ويحلمون بلقمة العيش ؟
وأين حقوق من دمرت منازلهم واستهدفت مدارسهم وقتل أباءهم ؟
أين حقوق من يعانون الأمراض ولم يجدوا الدواء ولاحتى السفر للعلاج في الخارج ؟
ماذا فعلت إشراق وبثينة وأطفال ضحيان وغيرهم الكثير والكثير لكي يكونون هدفاً من أهداف الإنسانية الأمريكية الخبيثة ؟
لقد كشفت الحرب الأمريكية على اليمن القناع المزيف الذي ترتديه أمريكا باسم الإنسانية ، بل وتساقطت الاقنعة عن المنظمات التي تدعي حقوق الإنسان ، فحقوق الإنسان مجرد شعارات تطلقها وقوانيين لا تتعدى أن تكون حبراً على ورق ، بل أنها جعلت من أوجاع الشعوب وبؤسها سلعة رائجة لجني المال وكسب الأرباح باسم الإغاثة والإعانة .
هذه هي إنسانية أمريكا عنوانها الدمار والإبادة ، وتجد بصماتها في طفل مشوه ومعاق ، وفي دمعة يتيم وصراخ جائع ، و في أنفاس طفل يصارع الموت ، إنسانية تحاصر شعباً بأكمله من أجل تحقيق مخططات وأهداف الصهيونية العالمية التي جعلت من أمريكا أداة لإبادة البشرية والسيطرة على العالم كما يحلمون ، لكنهم لا يعلمون أن هذه الدماء والأشلاء ستكون لعنة عليهم وأنها ستكون الدافع لاستئصالهم واجتثاثهم إلى غير رجعة ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين .