أيها الشعب أرى نورا في نهاية النفق…

إب نيوز ٢٣ نوفمبر
——————————–
عفاف البعداني

لمثل هذا الشعب فلتنحني الحياة تأدبا….ولتزهو الطقوس تجملا….وليذعن العالم تأملاً… فاليمن ليست سهلة المنال والارتزاق، ليست مستراحا أمنًا للمحتلين ، ولقمة سائغا للتخطيطات العسكرية، والأطماع الخارجية … هي أبية عصية منذ القدم، يعنيها التاريخ من كل صوب وزاوية، شاخت على الحروب وترعرت بين التضاريس الوعرة ، تنطلق بحب وبعقيدة ، تحن للجهاد بعد الأسر، وترتوي بالشهادة وتسلخ عنها رغبات الذوات.

وكم تبرمت أعني الأرض!!! حينما رأت أقدام المحتلين تسطوا المكان بعدة مسميات، كالوحدة ، والدين، والعرقية السمحاء، والقومية العربية، وكلها مبررات واهية لتمرير نزعتهم الحقدية السائرة في جيناتهم الوراثية منذ القدم، وكم تدهشني حاسة بقاعنا الأرضية ونسماتنا الجوية، حينما تشم المنبطحين على بعد ألف و ميل، توجس في نفسها خطورة الابتياع معهم، تمجد الأحرار على مأدبة الوصال… .تعينهم في تعبيد الطرق ، ومزاولة الكسل، هي معونة وافية وكافية من التأييد الإلهي، الذي أنعم الله به علينا في مسيرة الجهاد ، ومن خلال قيادتنا الحكيمة التي أيقظت الإنسان من مرقده، ودفعته للعمل والبذل والعطاء… أخرصنا العالم ولجمناه بانتصاراتنا المتوالية.

الأرض بنفسها وبروحها… .. تنفست عجاف العيش منذ الصغر…تأقلمت مع قسمات الكدر، تكيفت مع حرارة الشمس اللاسعة، وبرودة الشتاء القاسية….فلم يكن اليمني مدللا متنعما سوى على العيش الزهيد والقناعة الغادقة، والنتاج الحصيل من أرض طيبة، الصغير في وطني رجلا و يعول أسرة قبل أن يكبر… والمرأة واعية متحملة، مهما تعددت مساوى الفتن، وإلى الأمد الطويل سيظل العدوان ودوله الغبشاء بل وأجيالهم القادمة يدفعون ثمنا باهضا لغباءهم المعتوه، حينما قرروا أن يطأوا بأقداهم شِعابنا النقية، بخبثهم اللاذع وخفافيشهم العمياء، حينما أقحموا أنفسهم في حرب ليسو أهلا لها، لن ننسى جراحنا ، لن ننسى شهداءنا، وثكلانا، لن ننسى أطفالنا المشردين، سيظل الشعب يحمل حقدا ظيما عليهم حتى تتحقق العدالة والعزة لهذا الوطن .

ومن زينت له نفسه، وتغنى بتلك الوعودات الفقاعية التي تحيده إلى سلب سيادة الوطن ، وتشجب في نفسه زعامة الديار، قريبا سينتهي به الدرب إلى الانفجار الخاوئي الذي لن يشغل حيزا في الواقع… .بل سيكون تأريخا متعفنا في زنزانة الدهر.

لذا ليعي المرتزق، وليدرس المحتل ، هوية الإنسان اليمني ، ليفقه
كيف اختلطت شفرته الوراثية بجينات العزة والحرية منذ ولادته، يضحى بنفسه وماله طلبا لحرية أجيال لم يأتوا بعد، …يصعد الجبال و يتحدى زوبعة الرمال ، يراهن على قدرة الله مهما تزاحمت الشدائد، وبهذه النفسيات سنجتاح العظيمات… ويلوح لنا النصر مع تبلج كل يوم….. بل سيأتينا مقيما وليس زائرا…..سينعم الشعب وأبناءه بلذة الحرية التي لطالما تمناها منذ القدم…..سيروا النور في نهاية النفق ويمضي على بساطه
الجميع.

فحينما يعي المسؤول أن المنصب مغرم وليس مغنم، وأن الحق الشعبي يتضمن راحة الجميع … وليس مقصورا على سلالة معينة أو شخص معروف بعينه، هنا سيدخل الشعب غمار من الحياة الكريمة، وسندخل التأريخ بأبهى حلة، وستنتهي عتمات النفق .

.

You might also like