كسيح البيت الابيض لا قِبَلَ له بايران وأنصار الله بين الركن والمقام..!
إب نيوز ٢٦ نوفمبر
محمد صادق الحسيني
لاشئ في الافق يوحي بان ثمة قوة بقيت للمحارب الكسيح في البيت الابيض او ثمة شيئاً يمكن ان يتحقق من استعراضاته اوجنونه او حماقة ربيبه نتن ياهو ، تجاه ايران…!
فقد باتت امور كليهما بل ثلاثي صفقة القرن اي بمن فيهم محمد بن سلمان توحي بخروجهم الذليل القريب من المسرح السياسي كل على طريقته وبمعادلة الارض التي اتقنت كيف تلفظ اثقالها الشريرة …!
ترامب بركلة جزاء خارج البيت الابيض وربما الى المحاكمة والسجن بسبب ٢٦ قضية مرفوعة ضده…!
ونتن ياهو الى السجن او الى الاخرة بسبب تزايد حنق رهطه ضده وتكاثر ملفات الفساد والرشى ، وبن سلمان بسبب جرائم الحرب التي غطته طولاً وعرضاً من قتل المعارضين وتعذيبهم وسجن امرائهم الى توحش تحالفه الارعن ضد اليمن المنصور بالله…!
على صعيد آخر وبينما ذهب آخر ملوك خيبة الكيان الى مدينة نيوم بحثاً عن جبل يعقوب كما تقول اساطير يمينه المتعفن وهو يبحث عن مصيره بين المال الذي ينضب من بقرة ال سعود و السلطان الذي يخبو ويكشح عن وجه بومبيو الخائب ….!
ثمة من شاهد الصاروخ اليمني القدس ٢ يبيت ليلته في مكة معتمراً، ثم يصلي ركعتي الفجر بين الركن والمقام قبل ان يتوجه لضرب آرامكو جدة متمماً البيعة لانصار الله وانصار سيد شهداء محور المقاومة ..!
ولكن لماذا لم يكن بمقدور كسيح البيت الابيض اصلاً ضرب ايران حتى لو امتلك
اسراباً من القاذفات والقنابل الاستراتيجية..!؟
تقول الانشودة الفلسطينية الخالدة:
“حين يصيح البروقي ما في عوقي
كلاشينكوفي سابقني يطير من شوقي”..!
والبروقي هو الرجل الذي يحمل البيرق في المعركه في العصور السابقة …
وعندما نقتبس هنا هذا المقطع في حديثنا عما تبقى لترامب من حيلة لاظهار نفسه شرطي العالم بالفهلوة والاستعراض الهولويودي …
فاننا نقول بانه وفي حال ارتكاب اي قرار احمق باتجاه ايران ثمة قرار آلي معلن يفيد بانطلاق أمر عمليات قائد أركان قوات حلف المقاومة ، والقاضي بتنفيذ المرحلة الاخيرة من الهجوم الاستراتيجي لقوات الحلف ، باتجاه تحرير كامل فلسطين المحتلة وليس فقط باتجاه الجليل الاعلى بل وما بعد ما بعد الجليل…!
وحينها فعلا ترى الميادين كلها تنشد بصوت واحد ولحن واحد:
يا حامل الراية ويا سيد المقاومة…
كلنا خلف حامل البيرق واللواء..
وحينها فان اجواء كافة دول محور المقاومة ، بدأً بايران مروراً باليمن والعراق وسورية ولبنان ، وصولاً حتى كامل اجواء فلسطين المختلفة ستصبح منطقة حظر طيران ، لجميع طائرات القوى المعادية ، من امريكية وصهيونية وأخرى عميلة تحمل شارات أسلحة جو “عربية”…!
نقول هذا لمن ظن او خُدع او ارتعد من قيام المهزوم والمنكسر الكسيح ترامب بارسال قاذفة قنابل اميركية استراتيجية ، من طراز B 52 H ، الى قاعدة الظفرة الاماراتية ، او اذا ما قام بارسال حتى سرباً آخر الى قاعدة دييغو غارسيا ، في غرب المحيط الهندي ، فان ذلك لن يخيف احداً في حلف المقاومه إطلاقاً . حيث ان من يخاف هذه الاستعراضات البهلوانية هم فقط من لا يمتلكون قرار التصدي للتهديدات الصهيواميركيه وغير جاهزين لهذا التصدي .
فحلف المقاومة يتحرك في فضاء القرار الصلب والجهوزية العالية ، لبدء المرحلة الاخيره من هجومه الاستراتيجي وتحرير القدس ، وهزيمة القاذفات الاستراتيجيه الاميركيه وغيرها من الطائرات المعادية ، المشار اليها اعلاه .
وهذا الوضع ومسرح عمليات الميدان الحالي يشبه تماماً وضع ستينات وسبعينات القرن الماضي حينما نجح ثوار الفيتكونغ وثوار شمال فيتنام ، بقيادة الجنرال جياب ، في هزيمة قاذفات واشنطن الاستراتيجيه ، من طراز B 52 ، وغيرها من انواع الطائرات الاميركية ، نهاية عام ١٩٧٢ .
حيث كانت واشنطن قد قررت ، نتيجة لهزائمها المتلاحقة في جنوب فيتنام ، على ايدي ثوار الڤيتكونغ ، ان تشن حملة جوية تدميرية ، على شمال فيتنام ، اسمتها
Linebacker ll
، بهدف دفعها الى وقف امدادادتها العسكرية لثوار الجنوب ، وذلك بتاريخ ١٨/١٢/١٩٧٢ . وقد شارك في هذه الحملة الاميركية ٢٠٧ قاذفات استراتيجيه ، من طراز B 52 ، بالاضافة الى ٢٠٠٠ ( الفين ) قاذفة قنابل من انواع مختلفة ، والتي ركزت قصفها على العاصمة الفيتنامية هانوي وميناء هايفونج وغيرها من المناطق ، في شمال فيتنام ، واستمرت عملية القصف هذه حتى ٢٩/١٢/١٩٧٢ .
فماذا كانت النتيجة يومها لمن لم يتعظ !؟
انتصار فيتنامي ساحق ، على الجيش الجوي الاميركي السابع ( الذي شارك في العمليه ) ، بالاضافة الى القوة الجويه ، التابعه او الملحقة بمجموعة حاملة الطائرات في الاسطول السابع الاميركي ، التي كانت تسمى آنذاك : قوة التدخل ٧٧ / 77 Navy Task Force / والتي كانت ترابط في غرب المحيط الهادئ ، في ذلك الوقت .
وقد اعتبر الخبراء العسكريون هذا الانتصار ، الذي استطاع سلاح الجو الفيتنامي ، المجهز بطائرات Mig 21 ، وسلاح الدفاع الجوي الفيتنامي ، الذي كان يعتمد على ٣٦ كتيبة دفاع جوّي ، مجهزة بانظمة صواريخ SAM 2 و S – 75 M Dvina ، اعتبر الخبراء يومها ان الانتصار الفيتنامي الجوي لا يقل اهمية عن انتصار الجنرال جياب على الجيوش الفرنسية ، في معركة ديان بيان فو سنة ١٩٥٤ ، وارغام القوات الفرنسية على الانسحاب من شمال فيتنام . خاصة وان حملة الدفاع الجوي الفيتنامي الشمالي قد تمكنت من اسقاط ما مجموعه ٣٧ قاذفة اميركيه ، من طراز B 52 ، وعشرات القاذفات الاميركيه الاخرى ، من انواع مختلفه ، مما اضطر البنتاغون الى وقف تلك الحملة الفاشلة بتاريخ ٢٩/١٢/١٩٧٢ ، بعد ان قتل لها ما مجموعه ٤٣ طياراً حربياً ووقوع ٤٩ طياراً آخر في الاسر الفيتنامي .
اما عن أسباب هذا النصر الكبير ، فلا بد من التأكيد على انه وبالاضافة الى الدور الفعّال ، لانظمة الدفاع الجوي وطائرات الميغ ٢١ السوفييتية ، فان الاستعدادادات الفيتنامية ، في الشمال ، لمواجهة قصف طائرات B 52 كان لها دوراً اساسيا في تحقيق ذلك الانتصار العظيم ، حيث كانت قيادة جيش التحرير الشعبي الفيتنامية قد شرعت في تدريب طواقم الدفاع الجوي ، على مواجهة واسقاط هذا النوع من الطائرات العملاقه بالذات ، منذ بداية سنة ١٩٦٨ ، اي قبل اربع سنوات من بدء الحملة الجوية الاميركيه ، المشار اليها اعلاه . الامر الذي ادى الى تَوَفُرْ نوعية أداء عملياتي ميداني ، على صعيد الدفاع الجوي وعمليات الاعتراض الجوي بالمقاتلات ، وهو الامر الذي لا زال يُذهل خبراء الحروب الجوية حتى يومنا هذا .
انها حرب ارادات لا مناص من ان اليد العليا فيها لمن يملك الارادة الاقوى.
وبالعودة الى إرسال ترامب لواحدة من هذه القاذفات الاستراتيجية ، من طراز B 52 H ، الى قاعدة الظفرة الاماراتية ، وما سبقها من قاذفات كانت قد ارسلت الى قواعد اخرى ، والتي كان آخرها ارسال اربع قاذفات ، من هذا الطراز ، الى قاعدة غوام الجوية ، غرب المحيط الهادئ ، قبل حوالي الثلاثة أشهر ، نقول انه وبعد هذه الخطوات لا بد من الاشارة الى ما يلي :
١)ان اي عدوان اميركي ، مفترض ، ضد ايران ومحور المقاومة ، لا يستدعي نشر هذا النوع من القاذفات الاستراتيجية على بعد امتار من منصات الصواريخ الايرانية ، خاصة وان هذه القاذفات قادرة على القيام بمهماتها القتالية انطلاقاً من قواعدها في الولايات المتحدة ، كما ان بامكانها ضرب الاهداف عن بعد يزيد على الالف كيلومتر . الامر الذي يعني انتفاء ضرورة وجودها قريبة من الاهداف المعادية ، وذلك لانها ، عادةً ، لا تكلف بتنفيذ عمليات قصف جوّي الا بعد عمليات قصف تمهيدي ، تقوم به القاذفات الاميركية الاصغر حجماً ، لاسباب عسكريةٍ تكتيكية ، تتعلق بطبيعة المهمات التي تكلف بها قاذفات B 52 ، التي عادةً ما تكون ضرب اهداف استراتيجيه للعدو .
كما يحب التذكير ان لدى الولايات المتحدة قاذفات استراتيجية اخرى ، اصغر حجماً من B 52 ، ولكنها قادرة على حمل القنابل والصواريخ التي تحملها B 52 ، مثل القاذفات الشبحية F 22 Raptor ، والاكثر شبحية في العالم
القاذفةالاستراتيجيه
B – 2 ، وهذه القاذفات موجوده في قاعدة العديد
القطريه وقاعدة الظفرة وقواعد اخرى في السعوديه والكويت .
٢)من هنا فإن الغرض من ارسال ترامب لهذه القاذفة الى الامارات ، وبهذا الاسلوب الاستعراضي ، المترافق مع حملة اعلامية واسعة ، اقرب الى إيماءات التهديد منها الى حشد عسكري جدي ، انما هو عمل استعراضي مستنبط من برامج ترامب التلفزيونية السابقة . وهو يهدف من وراء ذلك الى التغطية على هزيمته الانتخابية ، التي حولها هو نفسه الى فضيحة، ومحاولة الايحاء بانه لا زال قوياً وقادراً على اتخاذ قرارات مهمة وانه يواصل تصديه ” للتهديد ” الايراني ، ما يشبه دعوةً لجمهوره لانتخابه في انتخابات عام ٢٠٢٤ .
٣)لكن ذلك لا يعني إطلاقاً عدم وجود خطط اميركية ، لمهاجمة اهداف استراتيجية مهمة في ايران ، مثل المفاعلات النوويه المحصنة في اعماق الجبال ومدن الصواريخ المقامة تحت الجبال المحصنة تحصيناً شديداً ، والتي يستحيل ضربها واصابتها من قبل قاذفات القنابل وصواريخها التقليدية ، كتلك التي تمتلكها اسرائيل.
فطبقاً لما نشرته مجلة ميليتاري ووتش Miliary Watch الاميركية ، بتاريخ ١٩/٥/٢٠١٩ ، فإن الولايات المتحدة قد نشرت اربع قاذفات استراتيجيه ، من طراز B – 52 H ، في “الشرق الاوسط” خلال شهر أيار ٢٠١٨ ، وهي قاذفات معدلة تستطيع حمل واطلاق قنابل اعماق ، تسمى GBU – 57 ، يبلغ وزن الواحدة منها ١٥ طناً ، في ما يبلغ وزن الرأس المتفجر ٢٤٠٠ كغم ، وقادرة على اختراق تحصينات تحت الارض حتى عمق ٦١ متراً .
٤)وتضيف المجلة ، في نفس المقال ، ان مشاركة الولايات المتحدة ، في اي حرب ضد ايران هي اساس نجاح هذه الحرب ، وذلك لان أياً من الدول الحليفة لواشنطن ، في “الشرق الاوسط” ، لا تملك هذه القنابل ( GBU ) ، مما يجعل امكانية تدمير اهداف ايرانية استراتيجية ، بدون استخدام هذا السلاح ، معدومة تماماً .
ولكن المجلة الاميركيه تقول ، في مقال نشرته بتاريخ ٩/٥/٢٠١٩ ، ان تنفيذ قاذفات القنابل الاميركيه B 52 ، لمهمات القصف الجوي ، لن يكون يكون سهلاًولا مضموناً اذا ما اضطرت القاذفات الى دخول الاجواء الايرانيه، وذلك بسبب امتلاك ايران لمنظومات الدفاع الجوي الروسيه ، من طراز S 300 PMU – 2‘S ، ومداها ٢٥٠ كم ، اضافة الى منظومة فكور /٩٠ / Fakour 90 / الايرانية الصنع ، وهي صواريخ جو جو تطلق من طائرات توم كات Tomcat ، التي يملكها سلاح الجو الايراني ، ويبلغ مدى هذه الصواريخ ٣٠٠ كم . لذلك فان سلاح الجو الاميركي ، حسب المجلة الاميركيه ، قد نشر طائرات F 15 C وطائرات F 18 Hornet ، في قواعده في “الشرق الاوسط” ، لمنع طائرات توم كات الايرانيه من التقرب من القاذفات الاستراتيجيه B 52 واستهدافها بصواريخ جو جو .
( طبعاً كل ذلك اذا ما افترضنا ان الولايات المتحده ستتخذ قراراً بتوجيه ضربات جوية ، من هذا النوع وبهذا السلاح المضاد للتحصينات.
وفِي ظل امتلاك ايران لاسلحة دفاع جوي لم
تذكرها المجلة الاميركيه ، علاوةً على امكانيات الحرب الالكترونيه / اعتراض الاتصالات والتشويش / ، التي تمتلكها ايران ، والتي قد تكون قادرة على اعتراض اية قنابل او صواريخ موجهة ، يمكن ان تنجح القاذفات الاميركيه في اطلاقها عن بعد ، فان احتمالات قيام
الولايات المتحده باتخاذ
هكذا قرار تبدو اكثر من
بعيدة.خاصة وان الامكانيات الايرانيه ، الاكترونيه والصاروخيه قادرة على تدمير اية قاذفات اميركية قد تنطلق من قواعد في الخليج ، مما يجعل موضوع مرابطة قاذفة ، او أكثر ، من طراز B 52 ، في الدول القريبة من ايران أمراً غير ذي جدوى ، من الناحية العسكريه ، وهو لا يتعدى الاطار الاستعراضي … كما اسلفنا اعلاه ) .
٥)وفِي تقديرنا فان اي تحرك عسكري اميركي ، وتنفيذ عملية قصف استراتيجي جوّي ، بقاذفات B 52 ، ستكون نتيجته بالضبط كما حصل في فيتنام سنة ١٩٧٢ ، حيث ادى الى اضطرار الولايات المتحده الى الدخول في مفاوضات مع حكومة ثوار الفيتكونغ الفيتناميين ، في باريس سنة ١٩٧٣ بقيادة وزير خارجية الولايات المتحده آنذاك ، هنري كيسنجر ، ومن ثم الى اضطرارها لتوقيع اتفاقية سحب قواتها من جنوب فيتنام ، الذي تم تحت النيران بداية شهر نيسان ١٩٧٥ ، وعليه نقول بانه وكما كانت هذه هي النتيجة في فيتنام، قبل قرابة نصف قرن ، فان الهزيمة امام قدرات محور المقاومة ، في المنطقة ، ستكون اقسى واكثر عمقاً وتأثيراً وستكون اولى هذه التأثيرات زوال القاعده العسكرية الاميركية في فلسطين عن الوجود ، وتحرير فلسطين كاملة وعاصمتها القدس ، وانجاز الجزء الاهم من معارك التحرر الوطني ليس فقط لدول محور المقاومه وانما لكل دول المنطقه .
الاستراتيجيه الفاشله تقود دائماً الى هزائم استراتيجيه . وهذا ما سيحدث مع الولايات المتحدة واذنابها ، ان هم تجرأوا على القيام باي تحرك عسكري ضد ايران ، سواءً من خلال حملة قصف جوّي استراتيجي او غير ذلك من اشكال العدوان العسكري .
انها السنن الكونية الثابتة
ولن تجد لسنة الله تبديلا…
بعدنا طيبين قولوا الله