سَبْع سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ
إب نيوز ٢٦ نوفمبر
آلاء الوزير
معاناة المواطن اليمني اليوم ومايعيشه من تدهور الأوضاع الاقتصادية ومايتجرعه جراء الحصار وغلاء الأسعار يستحق منا ومن حكومتنا ومسؤولينا وحكمائنا وكبارنا أن نتوقف جميعا لنتأمل حجم ومدى معاناة المواطن ..
ونرى ماصنعه الحصار، وكيف قلبت الموازين من قبل الأنظمة العميلة وعلى مدى طويل في السابق حتى تركت أثرا لاينمحي حتى اليوم ..
وتتفاقم المعاناة مع وجود العدوان والحصار الذي يستغله كبار التجار بجشعهم اللامحدود لنهب المواطن وتجريده من كلما يصل بين يديه من القوت ..
حينما نأتي للواقع نرى مدى زيادة ثروات الأثرياء وفقر المواطن الذي يعمل ليل نهار بحثا عن القوت الذي يكفي به أسرته وأطفالها ..
حقيقة إن المواطن المسكين وحده هو من يعيش أزمة الحصار ويعاني مرارة الغلاء وحين نقول المواطن فما أكثرهم داخل بلدنا المواطن لايجد مأوى له بينما كبار التجار ترتفع مبانيهم في أسابيع محدودة ومن أين لهم كل هذا ؟!! ..
أليس من حق المواطن ؟!
الذي يكد ويتعب ليل نهار ليحصل على راتب بسيط نهاية كل شهر وفي نهاية المطاف يذهب ليصرفه في إيجار منزل أو شراء شيء بنصفه وصرف النصف الآخر في احتياجات أخرى فيقعد منتظرا للشهر الآخر وهكذا بينما تذهب كل هذه الأموال التي يصرفها المواطن لتصل بالتدريج إلى يد تاجر جشع يبيع بأغلى الأثمان يعيش الرفاهية بكافة أشكالها ويتنقل هو وأبناءه من بلد لآخر ويفتتح المشاريع تلو المشاريع ويفتتح الأسواق بأسماء مختلفه ويعيش وكأن الحياة والأرض خلقت خصيصا له ليعيش حياته فيخرج بأفخم السيارات وأغلاها ويشتري الأراضي بالمليارات ويهدم المباني الجاهزة بحجة أنها لم تعجبه ليبنيها من جديد بمال أكثر وتكاليف أثمن بينما يبقى المواطنين بالآلاف يتفرجون بصمت وتبلد من أين لهم كل هذا ؟!!
حقيقة ماأكثرمعاناة المواطن في هذا الشعب وماأقل التجار وماأكثر أموالهم وكأننا نعيش بين شعب رأس مالي حتى الدولة نفسها لاتملك مايمتلكه التجار الذين يعدون بالأصابع داخل هذا البلد ..
لنتأمل داخل العاصمة فقط بل ياعزيزي وياعزيزتي القارئ والقارئة تأملوا داخل حاراتكم فقط من يبني في تلك الزاوية وتلك وتلك وتلك …
أليس هو شخص واحد وتاجر واحد وإن زادوا فاثنين ..
إننا نعيش بين مطرقة التجار وسندان الحصار وإن هذا الشعب لايعاني بسبب الحصار فحسب بل إنه يعاني من الداخل أكثر من الخارج ويعيش بفارق العبودية كفقر العبيد زمن نبي الله يوسف (عليه السلام ) بينما تجار اليوم هم كهنة المعابد في ذلك الزمن ومايجنيه المواطن بعد تعب لايستطيع أن يحصد سوى قوت بضع أيام من حياته بينما التجار يبنون ممالك ويبسطون سيطرتهم على الأرض ومن عليها
ومع كل هذا لا نستطيع أن نجزم بأن معاناة المواطن ستنتهي بانتهاء العدوان
بل إننا بحاجة إلى أن نرفع أيدينا إلى السماء سائلين الله بأن يرسل لنا (سبع سمان تأكلهن سبع عجاف) سبع سنين من القحط تعيد لهذا الشعب حقه وتساوي بين أبنائه لتأتي السبع السمان فيبدأ الجميع ببناء حياتهم والأرض كلها لله فيعيشون سواسية كأسنان مشط ..