الوجع الكبير و همجية الانتقام
إب نيوز ٢٧ نوفمبر
منير إسماعيل الشامي
من يتأمل موقف نظام الرياض من عملية قصف محطة أرامكو للتوزيع في جدة والتي تم استهدافها فجر يوم الاثنين الموافق ل 23 من نوفمبر الجاري بصاروخ من منظومة جديدة للصواريخ المجنحة هي منظومة قدس2 يكتشف أن هذه العملية كانت ضربة قوية جدا على هذا النظام المتعجرف الغشوم، لدرجة أنها أدخلته في تخبط واخرجته عن حالة الاتزان تماما.
ربما كان يتمنى بن سلمان أن قيادتنا لم تعلن عن هذه العملية وفي هذا التوقيت بالذات، خصوصا وقد اعتاد المهفوف ذلك من قيادتنا في عشرات من العمليات النوعية التي لم تعلن عنها لحكمة لا يعلمها إلا الله وقيادتنا فقط، من ضمنها عدة عمليات بصواريخ قدس2 المجنح قبل الكشف عنه وهو ما أشار إليه الناطق الرسمي العميد سريع في بيانه الصحفي عن العملية، ولو حدث ذلك ولم تعلن قيادتنا عن هذه العملية لما فقد نظام الرياض اتزانه، ولما ظهر متخبطا ومرتكبا من شدة صدمته من قدس2 المجنح.
قيادتنا الحكيمة لم يكن يهمها العملية في حد ذاتها بل وجهت بتنفيذها في هذا التوقيت لتحقق أهداف أخرى هي في الواقع أكثر أهمية من هدف العملية نفسها، ولذلك أعلنت عنها بعد وصول سفيرها المجنح الى هدفه مباشرة فحققت بذلك الأهداف الكثيرة التي كانت تريد تحقيقها بضربة واحدة كان أولها وأهمها تعرية اقوى واغنى دول العالم-دول العشرين- أمام حليفهم نظام الرياض وكشف عجزهم وعجز منظوماتهم الدفاعية التي يخدعون بها نظام الرياض الأحمق من قبل ست سنوات من جهة وتعرية نظام الرياض أمامهم من جهة اخرى وهو ما حققه قدس2 بجعلهم جميعا يقرون بالحقيقة التي أمامهم والمتمثلة بعجز تكنولوجياتهم الحديثة وعجز منظوماتهم الدفاعية عن اكتشاف أسلحة الردع اليمنية الهجومية بمختلف أنواعها المجنحة والمسيرة والبالستيات الاخرى فجميعها تصل الى أهدافها وهم ومنظوماتهم لا يشعرون.
أما ثاني هدف حققته قيادتنا فتمثل بالرد المناسب على زيارة رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز موساده كوهين للسعودية ولقاء بن سلمان لهم في مدينة نيوم وبرعاية بومبيو عبر قدس2 المجنح الذي بلغهم الرد بكل أمانة ودقة برسالة مفهومة وواضحة من قيادتنا هي لن نرضى بإسرائيل في أرض الحرمين والتطبيع سيوقف التوزيع.
ما يؤكد أن عملية قدس 2 الأخيرة كانت موجعة في هدفها وفي رسائلها وهو ما أكده النظام السعودي المجرم وعبر عنه يوم أمس الجمعة بما يزيد عن واحد وثلاثين غارة هستيرية لطيرانه الغشوم على صنعاء العاصمة والمحافظة وعلى محافظتي عمران والحديدة.
وهو ما أكده مصدر أمني يوم أمس أن طيران العدوان شن ثلاث غارات على الكلية الحربية وغارة على منطقة عطان وغارة على منطقة الحفا بالعاصمة صنعاء و اربع غارات على منطقة الصمع في مديرية ارحب و ثلاث غارات على جبل عيبان في مديرية بني مطر وثلاث غارات على ريمة حميد وغارتين على منطقة جربان بمديرية سنحان.
وفي محافظة عمران أكد المصدر أن طيران العدوان شن 9 غارات على مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران منها 4 غارات على الجبل الأسود.
وفي الحديدة أقدم طيران العدوان على ارتكاب خرق فاضح لاتفاق التهدئة الموقع في السويد حيث استهدف قرية الجربة بمديرية الدريهمي بغارتين جويتين.
لقد عكس نظام الرياض بهذه الغارات عن وجعه وفضيحته التي تسبب له بهما قدس2 المجنح كما عبر بتلك الغارات عن همجية الانتقام ووحشية الإجرام التي تقرب من نهايته دون أن يشعر.
وحشية نظام الرياض وهمجيته في محاولته الانتقام لفضيحته تؤكد أنه لم يستوعب الدروس اليمانية طوال ستة أعوام ، ولم يستوعب أيضا أن استمراره في صلفه وإجرامه يضاعف من صمود الشعب اليمني ويقوي عزيمته نحو المواجهة أكثر فأكثر، ونحو السير في تنمية قدراته وتطوير اسلحة الردع النوعية كما أنه بذلك يؤكد فاعلية العمليات الهجومية لقواتنا المسلحة وآثارها المؤلمة والموجعة على الرياض ويؤكد ايضا على أهمية استمرار عمليات الرد والردع لهذا النظام الأحمق وعلى مضاعفتها كون ذلك هو الأسلوب الأمثل والوحيد لوقف العدوان.