الإرهاب.. في نظر دول الإستكبار العالمي.
إب نيوز ٢٩ نوفمبر
إكرام المحاقري
يعد الإرهاب في نظر دول الإستكبار العالمي هو ذلك الشخص أو المكون أو الحزب الذي يخالف نواميس القرارات الأمريكية ويخرج عن طوعها ولا يخضع لها، بينما قواميسهم تحمل في طياتها خلاف ذلك، حيث وقد بدأ الإرهاب بالنسبة لهم في ما أختصوه بإسم ” الأخوان المسلمين. ومن ثم تفرع إلى القاعدة” ليثمر ثمرته القاتلة الموصوفة بـ “داعش”، وما بين الطاعة والعصيان تفردت السياسة “الأمريكية” في صياغة المصطلحات وخابت في إنتاج الكذب المُقنع !!
في تسعينيات القرن الماضي ومع بداية الألفية تاهت العقول البشرية في محيط مصطلح “الإرهاب” حيث وكانت “أمريكا” نفسها هي من تحارب الإرهاب قاصدين به الدين الإسلامي لكن بطريقة مرغوبة للمجتمعات المسلمة الغافلة، فقد عنونوا الدين الإسلامي في صفحاتهم الخاصة بـ “القاعدة و داعش ” فقد اتضحت حقائقهم وباتت ترى جليا بانهم محسوبين على “اللوبي الصهيوني” رأسا، وتحركهم “أمريكا” لما يُصب في مصلحة سياستها في المنطقة، و يشوهون الإسلام بافعالهم التي لاتنتمي للدين الإسلامي الصحيح ، فيما “أمريكا” تلمع نفسها عبر قنوات الأنظمة العربية العميلة…
لم تستطيع “أمريكا” المحافظة على صدق كذبها أمام العالم إلى أن تم تشكيل تحالفا دوليا بقيادة أمريكا علنا، وذلك لاعادة شرعية الفار “هادي” في اليمن، مرت الأيام والسنين وقضت الاعوام على مزاعم تحالف العدوان وتراجعت الدول العربية الحليفة عن مساندة العدوان عسكريا، واكتفوا بالدعم السياسي (النفاق) ، وفي الأونة الأخيرة كُشف الستار عن مسرحية الشرعية والإرهاب في آن واحد؛ ”فالقاعدة وداعش، والمرتزقة من حزب الإصلاح وعمالقة طارق عفاش، وجنجويد السودان، والبلاك ووتر ذات الدفع المسبق، وسياسة أمريكا وحلفاء إسرائيل، الذين قفوا في خندق واحد لإعاده شرعية الفار هادي“ !! وتحت مزاعم واهيه لا يقبلها العقل البشري !! حتما كانت معركة الكرامة بالنسبة للشعب اليمني الذي وقف بصف الوطن ولم يشاطر نفسه ليقف في صف المحتل، لتكون النتيجة مرضية للجميع وتعلن “كيلونتن الأمريكية ” تبنيهم لصناعة القاعدة !! واختراع مصطلح الإرهاب!! الذي لطالما كان مطية لاحتلال البلدان العربية من قبل الجنود الأمريكيين، فأين ماوجد الإرهاب وجدت المصالح “الأمريكية” وهذا ماحدث في افغانستان والعراق وليبيا سوريا واليمن، وهذا ما يريدونه أن يحدث في لبنان.
ما زالت القوى المستكبرة تلعب بهذه الورقة ويصنفون ويسحبون ويتلاعبون في نفس الوقت، فقد يصنفون شعوبا باسرها بانها إرهابية، ويرفعون بإسم من يناهض المشروع الأمريكي بانهم إرهابيون، لمجرد أنهم لم يخضعوا للإدارة الأمريكي، وقد يصنفون شعب فلسطين بانه شعب إرهابي لم يقبل الخنوع للمحتل الصهيوني، بذريعة عدم التسليم لما نصت به وثيقة التطبيع مع العدو الصهيوني، غير أبهين للحقيقة الواضحة الحقيقة الواضحة، وهي حقيقة الشعب الفلسطيني المعاني على أرضه، من قبل رعاة ” القاعدة وداعش ” ومصاصي الدما بشكل عام محسوبين عملاء، كما هو حال الأنظمة العميلة مثل النظام السعودي الذي قتل “الصحفي خاشقجي” بطريقة وحشية لا يتقنها إلا من أنشأ هذه التنظيمات الإرهابية “داعش ـ والقاعدة” !! وهذه ثقافة وتوجه جميع العملاء للمشروع “الصهيوأمريكي” حتى العماء المحسوبين على الإسلام، فمنطقهم تكفيري مناطقي لايقبل الأخر مثل المذهب “الوهابي” الذي تخرجت منه هذه التنظيمات الإرهابية وأصبحوا علماء يخطبون من منابر الحرم المكي ويطبعون علنا من العدو الصهيوني، ومن ثم يتحدثون على الإرهاب وخطورته وإعراضه المزمنة!!
لقد غالطوا الواقع الواضح كثيرا لكن في نهاية المطاف اتضحت الأمور وتجلت الحقائق.. فـ القاعدة وداعش والأنظمة العربية العميلة والثقافة الغربية الدخيلة على المجتمعات المسلمة، هي صناعة أمريكية بامتياز، استفاد منها المشروع الصهيوني في السيطرة على المنطقة، وشتت الأمة العربية ومزقتها، ومن دونهم هم الصادقون مع القضية المركزية للأمة الإسلامية(القدس) وهم أنصار الله وحزبه الغالب، وهم اعداء “أمريكا وإسرائيل” وهم من سيجتثون عرق العمالة والخيانة والإحتلال من أقطار الوطن العربي.. حتى وأن قالت أمريكا عنهم إرهابين، فالإرهاب هم من صنعوه، وهؤلاء هم من عرفوا كرامة الإنسان واستقلال الوطن وانتصروا للدين، وهذا ما يجب أن تعيه الشعوب العربية والإسلامية.