قضايانا و أدراج الحُجَّاب ( البطانات )
إب نيوز ٣٠ نوفمبر
و ما أحوج بطانات مسؤولينا إلى تقوى اللّه ، من عرفناهم كرّارين غير فرّارين في ساحات البطولة ، و كذا هم في مسؤولياتهم السياسية لو لم تحجبهم عنّا و تحجبنا عنهم قضايانا و أدراج الحُجَّاب ( البطانات ) من بطاناتهم الذين قد لا يرتقون لتطلعات و طموحات أرواحنا المتأملة كلّ انتصار لها حين تتعرض لمظلومية ما،
نعم نفتقد لتلك البطانات أو كما كان يسميها القدماء ( الحجّاب ) و ربّما كانت تسميتهم اليوم حُجّابا مناسبة ؛ فعندما نقدم شكوانا لوزير أو مسؤول نرى الحجّاب أول من يحجب عنّا خيوط التواصل بيننا كمظلومين و بين المسؤولين كموظفين عُيّنوا و كُلّفوا برفع الظلم عن شعبهم كلّ في فلكه و محيطه ،
نعم هذا هو الأمرّ أنّ تلك البطانات أو الحُجّاب كثيرا ما يقطعون عنّا السُّبُل و الرّجاء للوصول إلى من يهمه أمرنا ،
يقطعون سبل الوصل بسهولة و خفاء فتظل نفوسنا تغلي من أن فلانا الموثوق به قد رجم بقضيتي خلف الكواليس .. رَمَى مظلوميتي عرض الحائط ،
فلماذا تحجب تلك البطانات مظلومياتنا عن مسؤولينا من وثقنا بعد اللّه بهم و بهاماتهم ( يوما ) ، و ركنا إلى نصاعة سيرهم ، و تاريخ انتصارهم للمستضعفين ليتحولوا إلى منفذين لإيحاءات حجّابهم ، لماذا تحجب قضايانا ؟؟
و إلّا فلم التثاقل في رفع مظلومية مظلوم ما و قد يكون المظلوم فردا ، و قد يكون جماعة ، و قد تكون قرية ، و ما أدنى و ما أعلى ، فتلك مديرية رداع يتم توقيف رجالها الشجعان و هي في أمسّ الحاجة لهم ، و يتم استبدالهم بشخصيات متراخية في القيام بواجباتها حتّى يستقوي الباطل على الحقّ، فلازالت دمعات ذلك الشّيخ الذي يبكي مظلمة ابنه حين اعتدي على ابنه ثم قتله أحد الفارين من العدالة دونما جدية من أمن تلك المنطقة في إحقاق الحق ،
و ذاك المجاهد المرمي بين جدران السجن بتهمة أنه تاجر مخدرات مع أنه بريئ من تلك التهمة براءة يوسف من دم الذئب ، و ذلك المغوار المتهم بقضية نصب و سرقة و قضيته معلقة فلا تمت تبرئته بعد الإثباتات ، و لا تمّ قفل الملف نهائيا ، و خوفي أن يكون لوبيّ متخفٍّ يعمل ليد تهدم بعد عجزه عن كفّ اليد التي تحمي ، خوفي من أن يستهدف الشرفاء و المجاهدون و المخلصون فتوكل المهمّات للمتسلّقين و يهمش المخلصون بأوهام و ظنون سيئة ، أو ليقذف بهم في غيابت السجون ، و ترك ساحات العرين مفتوحة لتسابق النِّعام، و إلّا فقد وجب إيصال الشكاوى صغيرة أم كبيرة إلى السيّد القائد فبعد اطلاعه يتم و يتحقق الإنصاف و العدل و إلّا فسيطول رمي قضايانا في أدراج المسؤولين ،
و لكن لماذا كل ذلك إلّا لانفاد طاقة قائد الثورة السيّد العَلَم ، و استنفاد طاقته في حلّ قضايا المجتمع مع العلم أن على عاتقه قضايا الأمة الأكبر ، ،
فلكل مسؤول يتراخى عن متابعة الحقائق ، لكل من يعتمد على بطانته التي قد لا تكون عند مستوى الثّقة أقول :
حين اختيار البطانات اختاروا الصّادقين و ذوي الأمانة .. اختاروا الكفاءات و المخلصين ، و لا تحيوا الشللية من جديد ؛ فقد سئمناه عفّاش و إخوانه المستسلمين على مدى 37 عاما لم يحقّوا حقّا و لم يبطلوا باطلا،
و لا تعتمدوا أقوال المقربين منكم بل انطلقوا لتسمعوا الحجج و البراهين من جميع الأطراف ، و احكموا بالعدل و لا تتراخوا في حلّ الصغائر فستكبر و تصبح كبائر ، و قد قالها من سبق قديما : ” داوِ جرحك يتّسع ” ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان