رسالة من ذكرى الجلاء للأحرار والنبلاء .
إب نيوز ٣٠ نوفمبر
بلقيس السلطان
إلى كل حر شريف يأبى الإذلال والوصاية والمهانة ، إلى كل من تجري في دمه العزة والكرامة ، وإلى كل من يرفض الخنوع والاستسلام ، إنه بسم الله قاهر الجبارين ومنتقم الظالمين
ثم ما اقبل
فقد جاء الاحتلال البريطاني على جنوب اليمن باسط ذراعيه بالظلم والاستكبار والإذلال ، نهب الثروات واستحل الحرمات وقتل الأنفس الزاكية البريئة لم يفرق بين طفل وشيخ وامرأة ، وقد استغلوا الموقع الجغرافي لجنوب اليمن بمضيقه وبحره واستخدموه لخدمة أطماعهم الخبيثة ، ونهبوا الثروات والأثار وعاثوا في الجنوب الفساد ، فكان أن قام أولوا بقية من الأحرار والثوار برفض الاستعمار وشهروا بنادقهم في وجهه ، على الرغم من قلة عددهم وعتادهم ، لكن قضيتهم كانت الأكبر ، وهدفهم كان الأسما ، فأووا إلى جبال ردفان وجعلوا منها المنطلق لثورتهم ، فأفرغ الله عليهم صبرا وثبتهم ونصرهم على القوم الظالمين ، وكان جلاءهم ورحيلهم في ال30 من نوفمبر المجيد وأنزلوا رايتهم وحزموا متاعهم ورحلوا حتى قال قائلهم أنى لهكذا شعب أن يغزى وأنى لهكذا أرض أن تستعمر .
ثم أما بعد :
فما زالت اليمن مطمعاً للغزاة والأعداء ، ومازال لعابهم يسيل على ثرواتها وموانئها وبحارها ومضيقها وجزرها ، فمكروا مكرهم وأعدوا خططهم لإعادة الاحتلال تحت عناوين تنطوي على قليلي الوعي والبصيرة ، وباسم الشرعية دخلوا ففرضوا شريعة الغاب ، فقتلوا وأحتلوا واستحلوا فباتت الأعراض لهم مرتعا والصهاينة لهم مرجعا ، فاغتصبوا سقطرة الحرة وقاموا بتشويه جمالها الرباني ، واحتلوا المضيق والبحر وجعلوها طريقاً تخدم خططهم وأهدافهم ، وأشاعوا الفتنة في بين أبناء الجنوب ، وأراقوا الدماء بدم بارد في كل مكان ، فلا يكاد يخلو يوم من حادثة اغتيال أو حادثة اغتصاب واختطاف ، ناهيك عن نهب الثروات والأثار وكأنهم عادوا منتقمين لما لحقهم من هزيمة وغزي في الماضي مستظلين بمظلة الصهيونية الأمريكية وبتنفيذ من أياديهم العربية العميلة .
ثم أما الأن
فقد حان الوقت ياأبناء الجنوب أن تثوروا لعزتكم وكرامتكم ، لأعراضكم وثرواتكم ، بل لدمائكم المهدورة وأرضكم المغتصبة ، لقد آن الأوان لطرد المغتصبين وإجلاءهم بلا رجعه ، وبأن نحتفل بذكرى الجلاء وقد أشرقت شمس الحرية على قلعة صيرة وجبال ردفان ، ونصلي صلاة النصر بمسجد المحضار ، ونشعل شعلة النصر بنفط مأرب ، ونطلق الألعاب النارية من جزيرة سقطرة ، وترفرف راية النصر على حقول المسيلة ، ونهتف بشعارات الحرية في المهرة وفي كل أرض دنستها أقدام الغزاة ، وإلى ذلك الحين فدعوا ذكرى الجلاءحتى الجلاء ، على أيدي الأحرار والثوار النبلاء ، من فرشوا طريق النصر بالجرحى والأسرى والشهداء ، وساروا بإخلاص وصدق وعزم ووفاء ، للوصول للتحرير والجلاء ولا شئ غير النصر والجلاء .