الحسد آفة خطيرة
إب نيوز ٣٠ نوفمبر
بتول عرندس
الحسد الحسد آفة خطيرة تُهدد كيان المجتمع، وتنشر البغضاء بين الناس، فالحسد من الصفات البشعة التي يُصاب بها بعض الأشخاص فلا يُحبون الخير لغيرهم، ويتمنون زوال النعمة، ويُبغضون رؤية النعمة عند غيرهم، ولا يُحبون إلا أنفسهم،
الحسد من الأمراض الخطيرة التي تفتك بالمجتمع وتدمره، وقد انتشر الحسد في الفترة الأخيرة بشكلٍ كبير وذلك بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وعرض الناس لما يملكون وما يقومون به على هذه المواقع، مما يؤدي إلى إصابتهم بالحسد،
لذلك فإنّ الحاسد لا يشعر بالراحة أبدًا، ويُصيبه هاجسٌ طوال الوقت بأنّ الآخرين يعيشون أفضل منه، فيتمنى ما بين أيدي الناس ليصبح في يديه، مع تمنيه زواله من أيديهم في الوقت نفسه، وهذا يدل على مرض القلب وضعف الإيمان وقلّة الحيلة، فالحاسد يعترض على قدر الله تعالى، ولا يُعجبه توزيع هذه الأقدار والنعم بين الناس، وقد ورد ذكر الحسد في القرآن الكريم في أكثر من موضع،
يمكن أن يقي الإنسان نفسه من الحسد وشرّه باتخاذ عدّة تدابير وقائية تمنع عنه الحسد، وقد حث الرسول -عليه افضل الصلاة والسلام- المؤمنين على الرقية الشرعية لأنفسهم من الحسد اتقاءً لشرّ الحاسدين، على الرغم من أنّ الحسد لا يضرّ إلا بامر الله،
لكن اتخاذ التدابير الوقائية منه يُعدّ من أنواع التوكل على الله، أما أهم طرق الوقاية من الحسد فهي كما يأتي:[٥] التحصّن بالله منه والتعوّذ منه واللجوء إلى الله تعالى، وقراءة آيات القرآن الكريم التي تحمي من الحسد، منها قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.[٤] الالتزام بتقوى الله تعالى والالتزام بأوامره ونواهيه، لأن من يتق الله يجد له مخرجًا من كل ضيق
ويحميه من الحسد، إذ يقول تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.[٤]
الصبر على كيد المعادين وعدم شكواهم أو قتالهم واتقاء شرّهم حتى لا يُحدثوا أنفسهم بالأذى.
الاتكال على الله حق التوكل، والانشغال بذكره تعالى والتفكّر به، والالتزام بأذكار الصباح والمساء، وتسبيحة الزهراء سلام الله عليها
والإخلاص لله في العبادات لنيل رضاه ومحبته.
التخلص من جميع الذنوب والتوبة النصوحة إلى الله يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.[٤] الإكثار من الصدقة والإحسان إلى الآخرين بهدف دفع الابتلاء والحسد والعين واتقاء شرور الحسّاد،
بما في ذلك الإحسان إلى الحاسد نفسه لاتقاء شرّه وإطفاء نار الحسد لديه، وفي ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.[٤] تجريد الفكر من أي ظنون في أن للحاسد قدرة على إيذاء المحسود،
وأن الخير والشر كله بأمر الله تعالى وحده، وفي هذا يقول تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ}.[٤]
ابداء نهارك ببسم الله الرحمان الرحيم والصلاة على محمد وال محمد
نسالكم الدعاء