عيد الجلاء واستمرار الاحتلال .
إب نيوز ٣٠ نوفمبر
*د. امين الريشاني
إن يوم 30 من نوفمبر 1967 م ذلك التاريخ لم يكن يوم التحرر من الاستعمار البريطاني الذي كان جاثم علي الشطر الجنوبي من الوطن
والذي يعتبرة غالبية ابناء الشعب اليمني يوماً وطنياً يحتفل به
منذُ ذلك التاريخ الاسود
ظناً انه يوم انتهاء عهد الاستعمار البريطاني على جنوب الوطن.
لاسيما بعد توقيع الجانبان على وثيقة تفاهم الجانب البريطاني المحتل وقوى ثورة 14اكتوبر التي قامت في عام1963م وظل الجانبان المتصارعان قوى الاستعمار البريطاني وقوى الثوار في جنوب الوطن في محادثات وحوارات سياسية طيلة ثلاث سنوات من تحت الطاولة واستمرت الثورة والمقاومة على الارض ضد الاستعمار البريطاني وتكبدت بريطانيا خسائر كبيرة نتيجة المقاومة الشرسة لليمنيين
مما دفع بريطانيا الي لملمة اوراقها معتمدة على طاولة المفاوضات والمحادثات حتى لاتهتز مكانتها عسكرياً أمام العالم بالهزيمة من قبل الثوار اليمنيين وهي المملكة التي لاتغيب عنها الشمس لقوتها العسكرية وسيطرتها على المستعمرات في شتى انحاء العالم والخاضعة لنفوذها وهذا مادفعها الى استخدام المكر السياسي للقضاء على الثورة التي قامت ضدها في جنوب اليمن ولمعالجة موقفها بالتلويح للثوار انها سترحل عن الارضي اليمنية عن عدن مقابل اعطائها مهلة كهدنة للجانبان عسكرياٌ وتمت الموافقة من قبل قيادة الثوار السياسيين واعترض على ذلك بعض الضباط بأعتبار ذلك افراغ ثورتهم من محتواها وتهبيط المعنويات لدى الثوار العسكريين والمدنيين والقبائل التي انتفضت في وجه الاستعمار ولكن في نهاية المطاف استطاع السياسيون إقناع الجميع ان ذلك يصب في مصلحة الثورة بالتخلص من الاستعمار البريطاني الذي استعمرجنوب
الوطن طيلة 129 عام.
وهذا ما جعل بريطانيا تظهر أمام العالم أنها هي من قررت مغادرة جنوب اليمن عسكرياً ولم يكن نتيجة هزيمة لقواتها المسيطرة على جنوب اليمن وكانت فترة تلك السنوات الثلاث فترة كافية للتمهيد لمرحلة جديدة واحتلال جديد لبقاء سيطرتها واستمرار نفوذها في الجنوب بطريقة غير مباشرة واحتلال من نوع آخر يتيح لها أن يكون لها خط رجعة في التدخل
في شؤون اليمن والتحكم بثرواتة من خلال عقد الاتفاقيات بالسماح لشركات البترول البريطانية بالاستمرار في اعمال الحفر والتنقيب والتصدير مقابل نسبة تدفعها لليمن الجنوبي والتحكم بالموانئ اليمنية عبر شركات تتبعها بالباطن وهناك العديد من الامور التي تتعلق بالسيادة منها عدم السماح بالوحدة مع الشطر الشمالي صنعاء والذي كان معولا علية أن تتم الوحدة فور مغادرة الاحتلال ومتفق علية مع أحرار ثورة 26 سبتمبر ممن شاركوا اخوانهم في مواجهة الاستعمار البريطاني عسكرياً
إذ كان لبريطانيا دور كبير في فشل وحدة الشطرين وذلك بتغيير اتجاة بوصلة ثوار 14 اكتوبر عن هذا المسار وذلك بعد التوقيع على اتفاقية الجلاء للجيش البريطاني وتعمدت بريطانيا بتسمية هذا الاتفاق( إتفاقية جلاء القوة العسكرية البريطانية من جمهورية اليمن الديمقراطية الاشتراكية.)
وهذا ماجعل القوى السياسية في عدن أن يتظاهروا بأنهم حققوا إنتصاراً عظيماٌ على الاستعمار البريطاني وتم طرة من جنوب اليمن وأقامة دولتهم الجديدة وهم يعلمون أنهم ادخلوا بريطانيا من الباب الاخر. وقامت بريطانيا بالتنسيق مع روسيا والصين ودول الخليج وبعض الدول العربية بالاعتراف بها في الجامعة العربية والامم المتحدة وانظمت عدن الى عضوية الجامعة والامم المتحدة وتم دعمها اقتصاديا بالتكفل بدعم الميزانية العامة للدولة وبقاء الشعب تحت سيطرة الحزب الاشتراكي سيطرة سياسية واقتصادية وعسكرية يدير شؤون جمهورية اليمن
وفي نفس الوقت كان يتم اشعال وتيرة عدم الاستقرار السياسي وجعل عدن دولة بوليسية اشتراكية تعيش حالة غليان وانقلابات وتصفيات سياسية لظمان بقاءالجنوب في حالة استقرار واشعال فتيل النزاعات الحدودية بينها وبين الشطر الشمالي حتي لايكون هناك علاقات ودية تضر بمصالح الخارج.
كما انه لايحق لها تنتج او تصنع اي صناعات سوى تعليب السردين والتونة والمشروبات الروحية (الصيرة).
عموما ماوقع فية اخواننا في عدن هو فخ سياسي وأحتلال مبطن بشكل تابعية واستعمرار مؤدلج تمت الموافقة علية من قبل من وقعوا الاتفاقية مع الجانب البريطاني في ذلك الوقت وظلت عدن مستعمرة بريطانية حتي التوقيع على الوحدة اليمنية في 22مايو عام 1990م ولم يتستى لأخواننا في الجنوب نيل كامل الاستقلال الا بعد أن تم اعلان الوحدة اليمنية وكان السعي للوحدة من قبل القيادة الجنوبية الاشتراكية أمراً محتوم وطوق نجاة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتنصل بريطانيا عن التزاماتها تجاة عدن.
هكذا كان الحال السياسي المؤلم الذي يعيشة جنوب الوطن عبر قياداته والاتفاقيات السوداء والعميلة لقوى سياسية كانت طامعة للسلطة والتحكم بمصير الشعب الجنوبي وهي مدركة بأنها خانت
ثقة الشعب وارتهنت للاجنبي مقابل الدعم والاسناد والتخلص من القوى السياسية المناهضة لسياستهم في ذلك الوقت.
والطامعة ايضاٌ للاستيلاء على السلطة بعد التوقيع على الوحدة اليمنية.
*الخلاصة :-*
أن كلمة جلاء جائت مقصودة في الاتفاقية لان كلمة الجلاء هو الازاحة المؤقتة او أعادة الشي الى صورتة الاولي ولكن بعد عمل تغيير يظهرة بشكل جديد كأن فمثلاً يجلي المنظف البلاط او المراة تجلي الصحون.
وليست كلمة جلاء تعني الطرد او الرحيل او المغادرة نهائية للقوة المحتلة بل تعني عودة الاحتلال بشكل أخر وهذا ماأستمر علية الحال وكل قياصرة اللغة والسياسيين لم يتنبهوا لهذا الفخ اللغوي والسياسي.
وعلية يجب إعادة مفهوم هزيمة الاحتلال بصيغة واضحة والغاء كلمة عيد الجلاء واستبدالها بعبارة عيد الاستقلال ..
هذا لمن يريد أن يفهم.
حفظ الله اليمن وشعبة العظيم موحداً منتصراً بأذن الله.