الـ30 من نوفمبر مدرسة عظيمة تستلهم منها الأجيال دروس التضحية والفداء ..!
إب نيوز ١ ديسمبر
دارس الهمداني
إن إحتفالات بلادنا يوم أمس بالثلاثين من نوفمبر عام 1967م يوم رحيل أخر جندي بريطاني من جنوب الوطن رغم جراحه له دلالاته العظيمة فهو ذكرى توجت فيها تضحيات شعبنا اليمني منذ إنطلاقة الشرارة الأولى لثورة الـ14من اكتوبر 1963م من جبال ردفان الأبية حيث خاض شعبنا اليمني بكل فئاته وشرائحه وأطيافه وقواه الاجتماعية والتنظيمية نضالاً جسوراً دام أربع سنوات أرهب فيها المغتصب البريطاني وجحافله وأذاق الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ويلات الحرب وعلموهم دروس في الحرية وإرادة الشعوب التي تسعى لنيل حريتها واستقلال قرارها وحماية سيادتها فهناك ايام تخلدها الاحداث وتصبح محفورة في ذاكرة ووجدان الأجيال وتاريخنا اليمني حافلاً بالكثير من الأيام الخالدة والتواريخ العظيمة التي حفرت أمجادها في وجدان الشعب اليمني وفي أنصع صفحات التاريخ ومن أعظم تلك الأيام خلوداً في ذاكرة الشعب هو يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م هذا اليوم الذي لا ينسى فهو اليوم الذي أشرقت فيه شمس الحرية والاستقلال في جنوب الوطن الغالي وأثمرت فيه تضحيات كل الشرفاء من أبناء الوطن شماله وجنوبه ونكست فيه راية المستكبرين والمتسلطين وأنهارت أحلام الطامعين والمتآمرين وكشفت أقنعة الزيف والخداع عن وجوه المرتزقة والبائعين لأوطانهم بثمن بخس وهم دائماً وأبدا في مزبلة التاريخ .
إن يوم الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م مدرسة عظيمة تستلهم منها كل الأجيال دروس التضحية والفداء والاستشعار بالمسؤولية الدينية والوطنية في مواجهة أعداء الحياة والانسانية وطغاة الأرض والمتسلطين والطامعين في خيرات وثروات الشعوب ونحن ومن هذه المدرسة نستلهم اليوم صمودنا وثباتنا تجاه العدوان السلولي الإماراتي الأمريكي وكل من تحالف معهم من دول العالم والذي لا يختلف كثيراً عن المحتل البريطاني البغيض فما مارسه المحتل في الماضي من الإجرام والعنجهية ومحاولة إذلال كرامة الإنسان يمارسه أعداء اليوم في جنوب الوطن وبكل عنجهية وبشاعة أكثر من أسلافهم وبدون رادع من دين أو أخلاق فان الاعداء دائما يرسمون ويخططون ولكنهم لا يعلمون ان امامهم رجال اليمن الذين لا يختلفون عن جبالها في ثباتهم فهم من قال بهم الله عز وجل ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فهم اليوم يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء في جبهات العزة والكرامة ضد من يسعون الى نيل حريتنا وإحتلال أراضينا فرجال الرجال لا يثنيهم حتى الموت من الدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم وسيادة وقرار وطنهم وستظهر من جديد شرارة اكتوبر ونوفمبر على أيدي الشرفاء الاوفياء لتراب الوطن وستظل ارضنا محرقة لكل الأعداء والخونة والعملاء وسيكونون بصمودهم وشموخهم الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل مخططتهم ومؤامراتهم الدنيئة فهؤلاء البعران ومرتزقتهم لم يعتبروا من دروس التاريخ بأن اليمن مقبرة الغزاة .