ومن (الغباء) ما قتل !
إب نيوز ٣ ديسمبر
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
أن تفشل في تقدير قوة خصمك ومعرفة مكامن قوته ونقاط ضعفه فهذا ضربٌ من الغباء، أما أن تستخف وتستهتر به كبراً منك وغطرسةً فهذ هو الغباء بحد ذاته الذي يقودك حتماً في معركتك معه في آخر الأمر إلى المجهول ، هذه في الحقيقة هي المعادلة التي عجز عن فهمها واستيعابها التحالف (العربي) الذي تقوده السعودية في عدوانه الغاشم على اليمن !
أكثر من خمس سنوات وهو ينظر إلى الحوثيين نظرةً دونيةً على أساس أنهم مجرد جماعة انقلابية متطرفة لا تمتلك أي حاضنة شعبية ولا يمكن أن يتجاوز عدد منتسبيها في أحسن الاحوال بضعة آلافٍ من المنتسبين فقط !
أكثر من خمس سنوات وهو يتظاهر أنه قادر على سحقهم واستئصال شأفتهم في ساعاتٍ محدودة !
أكثر من خمس سنواتٍ وهو مافتأ يستهتر بهم ويقلل من شأنهم وقدرتهم على المواجهة والتحدي والصمود أمام جيشه العرمرم العظيم بحسبه !
أكثر من خمس سنواتٍ وهو مافتأ يستكثر عليهم حتى مجرد التفكير في أن يصلوا إليه فمابالك في أن يصيبوه في العمق !
قصفوا قاعدة الملك خالد في خميس مشيط ودمروها وقالوا أنى لمثل هؤلاء (المبردقين) أن يفعلوا ذلك وحرفوا أنظارهم واتجهوا بإتهاماتهم صوب إيران !
اجتاحوا مدينة الربوعة وما حولها فقالوا وهل يجرؤ هولاء القادمون من (الكهوف) أن يقدموا على ذلك لولا تدخل ومساندة عناصر الحرس الثوري الإيراني !
ضربوا مواقع عسكرية سعودية في مدينة جدة الساحلية فقالوا صواريخ إيرانية قادمة من اليمن تستهدف مكة المكرمة !
استطاعوا أن يوصلوا صواريخهم وطائراتهم المسيرة إلى الرياض والدمام وبقيق ويستهدفوا مواقع عسكرية واقتصادية حساسة جداً ولازالوا مع ذلك في نظرهم مجرد شوية (مبردقين) و(متخلفين) لا علم لهم بقتال لولا إمدادهم بالخبراء والصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية !
يعني ناس أثبتوا للعالم أجمع أنهم أصحاب مشروع وإرادة صلبة وإصرار عجيب على الصمود والمواجهة لدرجة أنهم لم يدعوا طريقةً ولاحيلةً إلا وجاؤا عدوهم بها ومن خلالها وأصحابنا هناك أشبعوا العالم عويلاً وصراخاً وتحريضاً على إيران وأم إيران واللي خلفوا إيران زعماً منهم طبعاً أنها هي من تزود الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة والخبراء ووووو .. !
ولنفرض جدلاً أن الحوثيين لم يصنعوا ولم يطوروا أسلحتهم كما يقولون وأن إيران هي من تمدهم بذلك، فمجرد دخول ووصول هذه الأسلحة إليهم في ظل حصاركم المطبق عليهم يعد بحد ذاته إنجازاً يحسب لهم وليس عليهم !
وماذا يعني – إن صحت رواياتكم – أن يتلقى الحوثيون المحاصرون سلاحاً أو تجهيزاتٍ عسكرية من إيران المحاصرة أيضاً أو من موزمبق أو نيكاراغوا أو حتى من بلاد واق الواق لا تعادل في الأصل في مجموعها 1% أو أقل من أصغر صفقة أسلحة تعقدونها مع أصغر دولة مصدرة للسلاح ؟
أليست معظم تجارة العالم من الأسلحة الحديثة والمتطورة وصفقاتها تذهب إليكم بما يعادل قيمتها مئات المليارات من الدولارات سنوياً ؟
أليست أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحتى إسرائيل يزودونكم بأحدث ما ابتكرته أيادي الإنسان من أسلحةٍ بمختلف أنواعها، أم تريدون أن تفهمونا أنكم أنتم من تصنعون أسلحتكم وتطورونها بأنفسكم ؟
سأقولها لكم وبكل صراحة أنكم فشلتم، فشلتم ليس في تقدير قوة وباس وعزيمة خصومكم فحسب ولكن حتى في إدارة الصراع والتحكم بمجرياته ثم بعد ذلك تستخسرون وتستكثرون على مثل هولاء (الحفاة العراة المبردقين والقادمين من الكهوف) مجرد الإعتراف بهم وبأنهم لقنوكم درساً لن تنسوه في البطولة والتفاني والصمود وتذهبون تَعْزُون ذلك كله جهالةً ولؤماً إلى إيران !
ليس ذلك فحسب، ولكنكم فشلتم أيضاً حتى في اقناع الشارع اليمني وتأليبه على الحوثيين رغم امتلاككم لواحدة من كبريات الإمبراطوريات الإعلامية العظمى في العالم في الوقت الذي نجح فيه الحوثيون بإمكانياتهم ووسائلهم البسيطة والمحدودة في استقطاب معظم الشارع اليمني والتاثير عليه حتى غدا يمتلك اليوم حاضنة اجتماعية وشعبية واسعة وقادرة على اسناده ورفده بكل ما يحتاج إليه من مقومات النصر وعوامل الصمود .
هكذا فشلتم وهكذا أصبحتم محل سخرية واستهزاء العالم بفعل استكباركم وغطرستكم الزائفة وهكذا استطاع الحوثيون أن يفرضوا أنفسهم أمامكم ويجعلوا من انفسهم رقماً صعباً يشار إليه بالبنان في المنطقة، ثم بعد ذلك تتسائلون لماذا لم تستطيعوا كسر شوكة هؤلاء القادمين من وراء التاريخ وغياهب (الكهوف) !
حقاً كم أنتم أغبياء !
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم