قناة الحدث و أنصار الله .
إب نيوز ٤ ديسمبر
*عادل الصداقي
قناة الحدث و أنصار الله وقصة الفتاة الجميلة: لماذا لا تتركوا النساء اليمنيات يتبرجن !؟
من أغرب ما شاهدت وسمعت من قناة الحدث أنها أوردت قبل يومين تقريبا تقريرا خطيرا عن وضع النساء في اليمن، وكيف أن أنصار الله (الحوثيين) يهينون النساء اليمنيات، ويهتكون أعراضهن، ويتهكمون عليهن في الطرقات بدعوى تحريم التبرج أو حتى مجرد إرتداء بعضهن حزام على عباياتهن يضغط على أحقواهن.
وكانت القناة الماكرة قد أردفت أنه، وفي نفس الوقت، تتمع نساء الأنصار بكل حرية، فيرتدين ما يردن ويتبرجن كيفما يردن. لا سلطان عليهن.
ومن أجل ذلك استضافت قناة الحدث فتاة يمنية. ولعلها – كما أذكر – بنت باسندوه. وظهرت على القناة وهي بدون حجاب، والكحل على عينيها ذاتا العدستان العسليتان. وعلى شفتيها يترقرق أحمر الشفاة. كل ذلك حتى تعكس قناة الحدث تسلط وتخلف أنصار الله مقابل تحرر وتقدم المجتمعات الأخرى.
وإزاء ذلك المشهد، ونتيجة للشحن النفسي من قبل قناة الحدث، لم أمهل نفسي التفكير بالواقع المعاش وصدقت الخبر. ولأني شخصيا لا أسكت على باطل أو تسلط، هممت بأن أكتب مقالا يذم التصرفات الهمجية لبعض أنصار الله تجاه النساء اليمنيات.
إلا أنني – والحمد لله – تراجعت في موقفي. وتعوذت من الشيطان الرجيم في اللحظة المناسبة. وخصوصا لما شاهدت يوما أمس بأم عيني وبرفقة أسرتي في أحد المطاعم فتاة فائقة الجمال وكأنها فلقة القمر. تفوق بجمالها ودلالها ضيفة قناة الحدث.
كانت تلك الفتاة بصراحة ملفتة للغاية. حيث كانت ترتدي عباية فضفاضة مفتوحة من الأمام يظهر منها البنطال الجنز المضغوط، ولا ترتدي برقع على وجهها. وعيناها كعين المها ممهورة بعدسة زرقاء كالبحر. شفتيها غارقة بأحمر الشفاة اللماع. وعلى خدودها البودرة والمساحيق الحمر والخضر وكأنها قوس قزح. وأكملت الفتاة الجميلة زينتها بنظارة شمسية تحبس الأنفاس.
وفي طريق خروجها من المطعم، كانت تلك الفتاة تتهادى وتتمايل بكل دلال ورقة، وكأنها وردة جميله أو غصن بان على حافة جبل في يوم نسيم عليل.
وكان كل الطباخين والعمال والزبائن في المطعم واقفين مبهورين بها، ومشخصين بأنظارهم صوبها، وكأنهم في إستقبال رسمي لموكب أميرة مقبلة من أوروبا أو أمريكا أو شمال آسيا. موقف فعلا لا ينسى.
لم أتحمل المشهد. فالتفت لزوجتى و التي كانت بجواري يأكلها الغيرة من الفتاة علي. فبادرت هي بدلا عني بالقول الغاضب و الرادع وبلهجتنا الدارجة: (هيه إجزع للخاج، أنت والحريوه القار هذي. معليك من أبوها ما بش أحد يضمها). وفهمت من زوجتي الحبيبة أن تلك الفتاة ممثلة من صنعاء.
وبعد ذلك المشهد، تساءلت كيف تمكنت تلك الفتاة الجميلة من أن تعيش بسلام بكل ذلك المظهر المتبرج في صنعاء بين أنصار الله المتشددين؟! وكيف مرت بينهم من جميع النقاط فوق سيارتها من صنعاء إلى إب؟! ولماذا لم يعترض لها أحد من أنصار الله بإب؟!
لحظتها، وددت لو كان بإمكاني أن أصور تلك الفتاة بفيديو وأرسله إلى تلك القناة الفاجرة لأقول لهم أين الاستبداد في حق المرأة. وأين حجز حرياتها من قبل أنصار الله. بل وأين التمايز الذي تحظى به نساء أنصار الله. حرام لو كانت تلك الفتاة من نسائهم هم لعقروها مثل ناقة صالح.
هكذا يتم تشويه صورة اليمنيين من قبل قناة الحدث، وليس فقط صورة أنصار الله. صحيح أن هناك بعض السلبيات والأخطاء الفردية. ولكنها لا ترقى إلى المستوى المنحط الذي تحاول تلك القناة الخبيثة أن تصوره لنا وتغرسه في عقولنا بأننا قوم همج لا نحترم حريات ولا نقوى على تحملها، أو حتى على معالجة قضايانا الاجتماعية بالحكمة والموعظة الحسنة وعبر الأطر الصحيحة، و وفقا لديننا الحنيف، وكما هو حاصل الآن فعلا.
*فاحذروا قناة الحدث وغيرها من قنوات العدوان المسمومة. لعنة الله عليها جميعا.
*اللهم فاشهد
*(ملاحظة: القصة المذكورة بالمقال حقيقية. كما أود هنا أن أعتذر للقراء عن الإسفاف في وصف تلك الفتاة. إنما هو غيضي من قناة الحدث الذي دفعني لذلك لأبين لها ولكم زيف إدعاءاتها.)