بسقوط عفاش سقط تحالف العدوان إلى الأبد
إب نيوز ٥ ديسمبر
منير إسماعيل الشامي
من الواضح أن أعداء اليمن وفي مقدمتهم السعودية والدول العشر كانت قد تخلت نهائيا عن عفاش واستغنت عن عمالته واقصته عن الساحة بالمؤامرة الخليجية التي أرادت من خلالها أن تصنع من اليمن حديقة خلفية بالمواصفات التي تريدها عبر تحويله إلى ساحة حصرية لقوى الإرهاب وكذلك بتقسيمه وتمزيقه بالاقلمة، وهذا ما أكده المجرم عفاش بعد تنفيذ المبادرة الخليجية وتمكين الدنبوع والإخوان من السلطة كعملاء بدلاء لهم عن عفاش وهو ماجعله يجهر بالعداء للسعودية عبر تصريحاته المعلنة التي كشف بها بعض اطماعها في اليمن وللعديد من جرائمها بحق الشعب اليمني في ترسيم الحدود ودورها الرئيسي في اغتيال الشهيد الحمدي إلى غير ذلك.
غير أن الأحداث المتتالية على الساحة والتي كان ابرزها فشل أعداء اليمن بمبادرتهم الخليجية احتواء أنصار الله تحت مظلتها التآمرية برفضهم لها واستمرارهم بالحراك الثوري السلمي ، ومع مرور الأيام تبين لهم أن الزخم الشعبي في الساحات يتضاعف وادركوا أن مكون أنصار الله يتحول شيئا فشياء إلى حراك شعبي لكل اليمنيين الشرفاء من مختلف مكوناته وهذا ما دفع أعداء الوطن في الداخل والخارج إلى التحرك بمؤامرات كثيرة للقضاء عليه، وبسبب فشل مؤامراتهم الهادفة للقضاء على الانصار او على الاقل اضعافهم ، استشعروا حجم قوة مكون أنصار الله وتناميها المستمر وأجبرتهم هذه الحقائق إلى إعادة علاقاتهم بعميلهم عفاش الذي خلعوه ورموه واستغنوا عن عمالته وخيانته، ﻷستشعارهم الشديد بالحاجة إليه ،خصوصا من بعد فشل مؤامرتهم في دماج فأتفقوا معه على مؤامرة جديدة يكون المجرم عفاش ركنا من أركانها وبدأ اعلامهم يعود إلى تلميع عفاش بوسائله كحليف نفاق ظاهره مع الانصار وباطنه مع العدوان قلبا وقالبا وأداة، فادعى رفضه ومناهضته للعدوان وعمل بكل جهده لمصلحته وتحقيق أهدافه، بدأوا بعدها ببث الشائعات في الساحة الوطنية التي تؤيد ما يروجه اعلامهم عن عفاش، ومن أهمها بث الشائعات بعد كل تقدم يحققه الانصار بداية من مواجهات كتاف وحتى وصولهم الى الفرقة انه كان يتواصل مع المشائخ في تلك المناطق بدعم أنصار الله ومساندتهم ضد الإخوان وأنه فتح لهم مخازن أسلحة سرية ولولاه لهزم الانصار في كتاف وما تجاوزوها، ولولا مخزون عفاش ولولا قوات الحرس إلخ، وهذه شائعات كاذبة وغير صحيحة جملة وتفصيلا فقد ظل عفاش يعمل علنا مع العدوان ولعل موقفه مع الشهيد ابو حرب الملصي أكبر دليل على ذلك.
كان هدف قوى العدوان منها محاولة إعادة نفوذ المجرم عفاش وتقوية شوكته لكي يصبح كرت رهانهم الرابح في المستقبل القريب.
ومع اعلانهم للعدوان وشنهم لعاصفة الحزم وانكسارهم في المواجهات، وبسبب فشل كل مؤامراتهم في استهداف الجبهة الداخلية زادت أهمية المجرم عفاش وتعاظمت قيمته عندهم لدرجة أن يعلقوا عليه كل احلامهم وآمالهم في تحقيق أهدافهم نهاية العام الأول لعدوانهم.
ولذلك دفعوا به إلى فتح قنوات اتصال علنية مع أنصار الله ففعل ذلك مكرها وبدأت محاورات بين الطرفين انتهت بإعلان المجلس السياسي الأعلى والتوافق على الشراكة من جهة ، ومن جهة اخرى بدأ تحالف العدوان مع عفاش في الترتيب والاستعداد والتجهيز ﻷعظم وأخطر وأكبر مؤامرة ضد الشعب اليمني ووفقا لأعلى المستويات تخطيطا وتكتيكا وتجهيزا وتمويلا تلك المؤامرة الكارثية هي -الفتنة العفاشية- التي اقتنع عفاش بها وجن جنونه من عظمة فرحته بها فاستغلها ليضع الشروط التي يريد على دول تحالف العدوان.
اقتنع المجرم عفاش بتلك المؤامرة واندفع فيها غير مباليا بمعاناته جراء الكبت والكتمة وضيق الصدر وتزايد آلام التقمص ووخز التمثيل و
عذابه من نوبات الخداع وأرق التضليل وغثيان تصنعه الوطنية وصرع ارتدائه الشرف ، لقد تحمل كل ذلك العذاب والوجع واﻷلم لأنه أدرك أن هذه المؤامرة فرصة ثمينة لن تعوض وسيحقق بها كل اهدافه فسيروي نهم نفسه بالدماء بعد ظمأئه الاجرامي، وسيقضي على الانصار وسيستعيد سلطته التي خلع منها
لقد عول عليها مثلما عول العدوان عليها وكانت هذه المؤامرة لدقة مخططاتها وتكتيكها وضخامة تمويلها واعدادها وعظمة امكانياتها، ودقة نتائجها وكارثية آثارها وسهولة تنفيذها في ظل انقسام الموقف الشعبي تجاه العدوان ، اصعب تحدي واخطر كارثة أمام القائد والشعب ولو نجحوا في مؤامرة الفتنة هذه لتحولت كل الشوارع واﻷحياء في كل محافظة ومدينة وعزلة وقرية في اليمن إلى سيول دماء ومحارق موت وقطع ملتهبة من نار جهنم في غضون شهرين أو ثلاثة لا أكثر
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن إخماد هذه الفتنة في أربعة أيام يعد عمل اسطوري بحت بكل ما تعنيه الكلمة، وأن العدوان سقط فعلا بسقوط عفاش وهزم عسكريا بمصرعه فلم ترفع له راية بعدها حتى اليوم ولن ترفع له راية ابدا بفضل الله سبحانه وتعالى ويكفينا دلالة على ذلك أننا نرى اليوم أن من لم يسكتوا يوما عن ترديد عبارة -قادمون يا صنعاء- بأتوا يصيحون اليوم خارجين يا مأرب.