ماذا يعني المصالحة القطرية السعودية ؟

إب نيوز ٦ ديسمبر

من المعروف أن من يدير السياسية القطرية والسعودية هي امريكا .
الخلاف بين قطر والرياض هو خلاف تنافسي تشرف عليه واشنطن لخدمة مصالحها .
هذا التنافس ( اعلاميا . سياسيا . واقتصاديا ) وغيره بين الخليجيتين ترتب عليه وجود تكتلات بين الطرفين .
حيث سنجد تكتل موامرك بجناح الديمقراطين الامريكان يضم قطر وتركيا وبعض اجنحة الحكم السعودي ومرتزقة من مختلف الالوان وتيارات وهابية .. وعلى غراره السعودية لها تكتل اخر . موامرك يتماشى مع توجهات الجمهوريين في واشنطن ويضم بعض الانظمة الموامركة في المنطقة وما تيسر من التيارات الاخرى .
تنظر قطر ان تقدم الدور السعودي عليها سوف يجعل دورها غائبا في الطاولة الامريكية و تفقد عائلة الحكم القطرية وزنها خليجيا مما يجعلها تخشى تمدد السعودية الي الي الساحة القطرية وهذه المسائلة اي من حيث الحساسية المفرطة بين ال خليفة وال سعود قد بدأت قبل عقود من الزمن حين إنقلب والد تميم على والده وكان عاملا ان تذهب الدوحة لواشنطن بذلك الحين وتطلب من الامريكان بناء قاعدة عسكرية امريكية خصوصا بعد ان شعر القطريون بالخوف من توسع درجة الاطماع السعودية في الساحة القطرية الامر الذي جعل الدوحة تغازل تركيا لكي يشارك الاردغانيون بحمايتها من خلال استقدام قوات تركية والذي على ضوئه قدمت الدوحة رعاية لبعض الفصائل الوهابية المرتبطة بتركيا مما جعل حكام قطر لهم تأثير على الاجندات التكفيرية في المنطقة بشكل اكثر من السعودية بل وصل تاثيرها الي عمق السعودية اي علي معظم اجنحة التكفير واجنحة الحكم السعودي المرتبطة بالوهابية .

ثمة مصالح إمريكية تقتضي راهنا توحيد الموقف الخليجي منها مواجهة الفشل والاخفاق السعودي في اليمن وغيرها . على إعتبار ان تشتت المشاريع الخليجية ترتب عليه إخفاق للمصالح الامريكية وإزدياد التشتت يعني تنامي الفشل لكافة مشاريع التوسعة للمطامع الامريكية في المنطقة على راسها اليمن في ظل تنامي مشاريع التطبيع مع إسرائيل .
اصبحت واشنطن تنظر ان إستمرار الفشل يخدم محور المقاومة في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية ولهذا السبب بدأت تلمح بالتهديد لإدراج حركة انصار الله في دائرة الارهاب .

على هذا الاساس المصالح الامريكية في العديد من دول المنطقة تستدعي توحيد أجنداتها ( تركيا + قطر والسعودية + كوكتيل التيارات الموامركة بما فيها التكفيرية إضافة لتوحيد اجندات الحكم في بيت سعود ) لتحقيق مصالحها بدول المنطقة وبالذات في اليمن بما يكفل معالجة الفشل السعودي الامريكي .

فكرة المصالحة بين الدوحة والرياض يشرف عليها سفراء واشنطن في دول الخليج واليمن .

لا يغيب علي البال ان متغيرات الانتخابات الامريكية اصبح لها إنعكاس علي مشروع المصالحة للخليجيتين على إعتبار ان سلمان ونجله هم مدعومين من الجمهوريين بينما قطر وتركيا ومعظم تيارات التكفير ولائهم للديمقراطيين . ..
مع الاخذ بعين الاعتبار ان إنتقال الزنداني واليدومي من السعودية لتركيا لها علاقة بمشروع المصالحة بين الدوحة والرياض وتحت إشراف الامريكان . وزيارة وتحركات السفير الامريكي في اليمن لها علاقة بنفس البرنامج . إضافة لتحرك البوارج الاسرائيلية والامريكية للبحر الاحمر والعربي .
اذا المصالح الكبيرة لواشنطن تقتضي توحيد كافة الاجندات الموامركة في المنطقة ..
فهمي اليوسفي
نائب وزير الاعلام

You might also like