قبل حدوث الدمار الشامل

إب نيوز ٦ ديسمبر

محمد صالح حاتم

التدمير الحقيقي للأوطان ليس تدمير البنية التحتية وانهيار مباني المؤسسات الحكومية، بل تدمير العقول والقيم والاخلاق وكلها تجتمع في التعليم.

فالتعليم حقيقي هو اساس بناء الشعوب، وهو بداية النهوض والتطور،فالشعوب الراقية لم ترتقي وتتطور الا من خلال الاهتمام بالتعليم ومخرجاته، التي تلبي سوق العمل.
ونحن في اليمن وللأسف الشديد فأن مستوى التعليم يتراجع عاما ًبعد عام،مناهج عقيمه،ووسائل تعليم ومعامل غائبة، ومعلمون مهملون، لاحقوق ولا دورات تدريبية ولا تأهيليه حقيقيه كلها كانت على حساب البنك الدولي والمنظمات الدولية ونحن نعرف ان هدف هذه المنظمات التجهيل وليس التعليم، وان ماتدفعه لدعم التعليم كان مشروط بضرورة تغيير المناهج وفق رؤيتها ومنهجها الشيطاني، وليس وفق رؤية وطنية ايمانية تخرج جيل متمسك بالقيم والاخلاق الاسلامية.

فعلى مستوى الاعوام الماضيه كان مخرجات التعليم ضعيفه جدا ًبعيده كل البعد عن احتياجات سوق العمل، فما اكثر الخريجين والخريجات الذين يبحثون عن فرص عمل، واما اكثر الطلاب وهم بمئات الآلاف لايستطيعون ان يقراؤون ويكتبون بالشكل الصحيح، وما اكثر خريجي الثانويةوالمعاهد بل والجامعات لايقراؤون القرآن الكريم بالشكل الصح يكسرون فيه، يغيرون في معانية، هنا الكارثة الحقيقية، وهذا هو الدمار الحقيقي للشعوب.
واليوم ومع استمرار الحرب والعدوان فأن مستويات التعليم فاليمن تزداد سواء ً وتدنيا ً،فالمعلم لايستلم راتبه منذ خمس سنوات، والطالب محروم من الكتاب، فهل ننتظر مخرجات تعليم في وضع ٍ كهذا!؟

علينا ان نقيم مخرجات التعليم من خلال مستويات طلابنا، فعلى كل أب ان يقيم ابنائه كيف مستوياتهم، وان يسأل ابنه كل يوم ماذا اخذت في المدرسة، ماذا استفد اليوم في المدرسه ماهو الشيئ الجديد الذي تعلمته اليوم، وعندها سنعرف مستوى التعليم في اليمن.
فإذا اردنا بناء وطن، فعلينا اولا ً بناء الانسان عن طريق الاهتمام بالتعليم، وغرس القيم والاخلاق الايمانية وحب الاوطان من اهم اولويات وزارة التربية والتعليم.
فالمعلم يحتاج راتب يعينه على تلبيه مقومات الحياة الاساسية، لدية اطفال وعليه ايجار ويريد قيمة علاجات وغيرها من الاشياء الضرورية لاستمرار الحياة فلا ننتظر العطاء من المعلم وهو محروم من راتبه، والطالب لن يستوعب المعلومة في ظل غياب الكتاب، رغم انه يباع في الاكشاك والارصفه والمكتبات وطبعات جديدة، ويحرم منه الطالب الفقير الذي لايستطيع شراء الكتاب، رغم مجانية التعليم.
فيجب ان يكون التعليم والنهوض به وتقديم الدعم والرعاية الكامله ضمن اولويات الحكومة بعد الجبهة العسكرية،ويجب ان يعطى المعلم راتبه قبل ان يعطى مسؤولي السلطات العليا رواتبهم ،فالمعلم اولى من الوزير والقاضي، وطباعة الكتاب اهم من شراء السيارات وتاثيث المكاتب والوزارات وبيوت المسؤولين.

فالعبرة ليست في استمرار التعليم ونهاية العام نحتفل ونفرح بانتهى العام الدراسي واعلان النتجية العامة ونسبة الناجحين، بل بمستوى ما تعلمه ابنائنا من معلومات جديدة، وماكتسبوه من مهارات وخبرات تفيدهم في ميدان الحياة، ليساهموا في بناء الوطن.
فيجب انقاذ التعليم قبل ان حدوث الدمار الشامل، وعندها لن نستطيع اعادة بناء مادمرناه بايدينا….

You might also like