“الزرافة” البريطانية ..هل تحمي النظام السعودي؟
إب نيوز ٧ ديسمبر
حمدي دوبلة
مملكة سلمان التي أرعدت وأزبدت طويلا ونسبت لنفسها عظيم الانتصارات والأمجاد لا تزال تكابر في الظاهر وتواصل الغي والفجور علوا واستكبارا من خلال التحقير الدائم من شأن خصومها لكنها في الخفاء وكما باتت تشاهد أعين العالم كله أصبحت تثير الشفقة وهي تبحث شرقا وغربا عن من يحميها من شعب مظلوم أنهكته الحروب وضيق على معيشته القريب قبل البعيد وكل ذلك بسبب أموال وبنزين الشقيقة الكبرى .
آخر فضائح النظام السعودي ما أعلنته وزارة الدفاع البريطانية عن نشر قوات لدفاعاتها الجوية في السعودية من اجل حماية المنشآت النفطية فيها وذلك مطلع العام الحالي وبالتحديد منذ فبراير الماضي وقبل أيام فقط كانت السلطات السعودية تتحدث كالعادة عن ما أسمته مقذوفا جاء على غير هدى من اليمن وأصاب خزانات محطات التوزيع التابع لشركة أرامكو شمال مدينة جدة لتذهب بعد ذلك شاكية حزينة إلى مجلس الأمن لتخبره من جديد بأن أهم عصب للاقتصاد العالمي باتت تحت رحمة الصواريخ الباليستية اليمنية وأن على المجتمع الدولي أن يتحرك لحماية مصالحه دون أن تقول صراحة بأن على العالم أجمع أن يستنهض قوته ويشمر عن سواعده ويأتي لحمايتها والدفاع عنها.
الخطوة البريطانية التي وصفتها أحزاب المعارضة هناك بأنها تفتقر إلى البوصلة الأخلاقية لتنفيذها دون علم البرلمان والجمهور البريطانيين تمثلت في نشر منظومات جيراف “الزرافة” الدفاعية المتطورة في السعودية وذلك لحماية حقول النفط التي وصفتها حكومة لندن بـبنية تحتية اقتصادية بالغة الأهمية وأن حمايتها تحتاج إلى مدافع من الفوج الـ16 للمدفعية الملكية البريطانية للمساعدة في الدفاع عنها ضد ما أسمته ضربات الطائرات المسيرة، في إشارة إلى الهجمات المسددة التي توجهها القوة الصاروخية وسلاح الجو بالجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي.
وزارة الدفاع البريطانية أكدت أيضا على لسان المتحدث الرسمي باسمها انه وفي أعقاب هجمات 14 سبتمبر 2019 على منشآت نفطية في السعودية، بحثت بلاده الأمر مع شركاء دوليين لتعزيز الدفاع عن المنشآت النفطية من التهديدات الجوية., مشيرة إلى أن المساعدة البريطانية التي بدأت فعليا في فبراير الماضي واكتملت الشهر الماضي اشتملت على نشر نظام رادار عسكري متقدم للكشف عن الطائرات المسيرة التي عجزت السعودية في مواجهة تهديداتها, لكن اللافت حقا أن منظومة “الزرافة الجوية ” البريطانية المتطورة أخفقت هي أيضا في التصدي لـ”مقذوف” الجيش اليمني الأخير الذي أحدث ضررا بالغا في منشآت أرامكو بمدينة جدة وهو الأمر الذي أصاب الرياض على مايبدو بصدمة وخيبة أمل كبرى خاصة وأنها قد دفعت أموالا طائلة لتجار الحروب في لندن ودفعها إلى المسارعة لتقديم الشكوى والبحث عن حماة جدد ومستثمرين افضل من ترامب المهزوم وبوريس جونسون المعتوه وغيرهما من مصاصي الدماء حول العالم .
-الاعتراف البريطاني المتأخر بنشر دفاعاتها الجوية في مملكة العدوان والذي جاء بطبيعة الحال نتيجة الامتعاض السعودي من إخفاق منظومة “الزرافة” تزامن مع قرار قضائي بريطاني بحظر تصدير المعدات العسكرية إلى السعودية دكتاتورية الشرق الأوسط كما وصفتها الصحافة البريطانية التي أكدت ان محكمة الاستئناف في المملكة المتحدة منعت الوزراء في حكومة جونسون من التوقيع على الصادرات العسكرية لأسباب تتعلق بالمخاوف من أن القوات السعودية كانت ترتكب جرائم حرب في اليمن , غير أن بريق المال لا يعترف بأحكام القضاء ولا بالاعتبارات الإنسانية والأخلاقية عند ضعاف النفوس ومعدومي الضمائر.