ســــنعيش

إب نيوز ٧ ديسمبر

عفاف البعداني

لطالما كبلتنا الحياة وحملتنا أعباءها الثقيلة ، بولوج أشياء جديدة لاخبرة لنا في مواجهتها، بظهور جلاميد مسنة لا قدرة لنا على تجاوزها ، بحلول طقوس شرسة لا رحمة في حضورها تسلب منا كل ماهو أهلاً للحياة ، و لايوجد لدينا أدنى طريقة للخروج من تلك الصروف، فكل الخرائط لاتفي بالغرض، فالحدود هنا فكرية نفسية، ولاتقاس بجغرافية الأرض المرسومة ، ومع نفاذ قدرتنا التحملية، يبتهج العامل النفسي ويتعاقد مع تلك العوامل بصفقة انسحاب شاملة لكل إتجاهات الحياة، تنسحب من عملك، من محيطك ممن هم حولك، هو يشرع بوضع التنبؤات السيئة، وبطبيعة الإنسان الفطرية يضعف ويصدق مزاجه الآسر ، ينسى تمامًا أنه قد واجه الصعوبات من قبل وسبق له أن هزمها بجدراة، ينسى أنه مهندسا زراعيا في سنابل الخير، يتجاهل كليا أنه مصدرا لتحلية تعاسة المتعبين، ولا ألوم نفسي أو أي بشر إن وقع في جب تلك السلاسل الاعتقادية لحين من الزمن، فأحيانا تكون الذات ممتلئة من كل شيء عدا الأمل .

وإني أروم بنظرتي نحو مسيرة الحياة، فأجدها شبيةً بدورة الماء في الطبيعة: ففي البداية… ..تسقط أشعة حارة من الشمس، فتتبخر مياه الأرض بتعب، وتبدأ المياه بالتصاعد نحو السماء فهناك يلتقي المتعبون ويتبادلوا أحاديثهم اليومية عبر بوابة الدعاء، وفي ساحة السماء الزرقاء تتراكم الهموم!!! أقصد الغيوم!! تحمل في نفسها ذكريات الشمس الحارقة، والبحر المالح وتتحول ملامحها إلى الأسمر البائس، ولا تتحرك إلا بدافع معين، أسمه “الرياح”…. تدفع الغيوم السمراء نحو الجبال الشاهقة فيحدث اصتدام غير متوقع للغيوم حينها تشعر أن الحياة قد انتهت ولا يوجد شيء يستحق الحياة، ولكن ماهي إلا هنيهة وتمضي سنة الله، بأن تمطر تلك الغيوم فيخرج كل مابداخله دون حرج أو خوف، وتعود الشمس دافئة، مع أميرها الفتان “قوس قزح” وعلى إثر هذا الاعتراف يأتي الربيع وتتحول الأرض إلى ساحة خضراء من العطاء والخير والغدير.

لذا لا يكون في خلجك أن الله سيتركك في خضم معاركك لوحدك ،حاشاه ، لاتظن أن الحياة عدوة ماكرة لك مهما اشتدت بك الملمات ، هي ليست سهلة نعم!! ولكنها طيبة للعارفين الذين يرون الله في كل ركن من أركان الحياة، هي مطيعة للطموحين، للمتفائلين ، للمجدين ، للباحثين، للنشيطين، فكن مشرقا، واثقا بنفسك، لا تخف من الفشل، من الوقوع، فالله عز وجل يحب أن يرى عباده أقوياء، إنفض غبار الحسد والكره وكن سمحا متعاونا، ولاتحمل في نفسك لغيرك غير الــــــحب، وبهذه الطرق ستعيش، ونعيش.

.

You might also like