ولنا مع عفاش قصةُ
إب نيوز ٧ ديسمبر
زينب الرميمة..
ماقبل ثلاثون عاماً كانت لنا قصة حزينة أخي عبدالناصر الذي ولد كأنه ملاك مرسل لنا من السماء طفل محبوب لدى أهل قريتنا الجميع كان يتمنى أن يحظى بقبله منه لجماله وذكائه في سن الثالثة…
لطيف جداً ودائماً كان يبتسم ويضحك وتسمع ضحكاته، وكأنها تدخل لقلبك تطربه..
بينما كان يلعب في المنزل وأمي تراه أمامها وتلاعبه..
فجأة؟!
تشنج ذلك الطفل وتوقف عن الحركه والكلام، والضحك…
ذهب أبي وأمي إلى المستشفى سريعًا وبأقصى سرعة ليسعفوه ولكن للأسف حالته لم تشخص لدى كل الأطباء..
وهو لاحركة، ولاصوت؟!
أخذه أبي ليسعفه إلى الأردن بريطانيا وفرنسا والهند ليفديه بكل مايملك حتى يعود كما كان…؟!
هل تعلمون ماكان مرضه..؟!
أصيب با:(الحمى الشوكية)..
وطبعاً عفاش كان قد سمع بأن هذا المرض أنتشر بانحاء العالم فطلبت منه بعض الدول ليدخل اللقاح إلى اليمن ولكنه رفض…
أصيب الكثير بتلك الحمى منهم من توقف عن الحركه ومنهم من مات ومنهم من أصيب بنخاعه الشوكي فكانت كارثة على الجميع، وعفاش لايبالي؟!
كان أبي يرى بكل المستشفيات أطفالاً يموتون ويرى أبنه ويشعر بااليأس والدموع لاتفارق عيناه هو وأمي…
أني ارى طفلي أمامي مشلولاً بعد ماكان يركض بعدي من غرفة إلى غرفة وينادني بابا… بابا… بابا..؟!
والأن أرى عيناه تريد التحدث ولايستطيع وكل مااريد ان أخرج من جمبه لااستطيع ففي عيناه نداء لاتتركني أبي..؟!
ألم كان يحمل جميع من يراه…
ومع الإيام، ومع قوة الإرداة، والدعاء تحسن أخي، وصار يمشي ولكن مع الأسف فقد سمعه، وصوته صار أبكم وأصم..!!
شيءً مؤسف جداً عندما تراه قبل المرض، وبعد المرض…
بفضل الله شبّ أخي وصار شاباً وسيماً وجميل كل من يراه تعجب!!!
درس وصار مهندساً، ولم يفقد الإرادة…
أصبح في داخلنا كل مانراه حقداً عميقاً لعفاش الأناني، وهم مايزالون يقولون بناء لنا المستشفيات المتطورة؟!!!!
فلقد منع لقاح فكيف له أن يبني مستشفى للعلاج؟!
هل تعلمون في ساحة الحرية بتعز من كان أول من قام ببناء المخيمات هم الصم، والبكم وخرجوا يصرخوا بأعماقهم إرحل فقد فقدنا سمعنا؟!
إرحل لن تعيق حركتنا خرجوا المشلولين،والمعوقين..
وكل من تأذى من ذلك الحاكم المغرور…
كان أخي يرمي باالحجاره، وعيناه تفيض دمعاً، والرصاص من فوقه ولايبالي..
وفي ذلك اليوم احرق عفاش خيمة المعاقين هناك فماتوا اغلبهم لأن المتواجدين كانوا ايضاً مشلولي الحركة فيحرقوا، ولااحد ينقذهم يحرقوا وهم نائمون، ولايسمعوا صوت القذائف والصاوريخ..؟!
فهم صم وبكم؟!!
فيصحوا ليكونوا في جنات الخلد…
هل علمتم ماذا فعل عفاش؟!
رأى ابي الأخبار فذهب لينقذ اخي فيراه يرمي الحجاره وابي يأشر له هيا لنعود ويأشر لأبي أصدقائي حرقوووا وماتوا لن أعود إلى المنزل!!!
فأخذه أبي بقوووه…
وعادوا إلى المنزل لتلتقيهم أمي باالبكاء اين انت ياولدي…
مأساة حصلت، ولكن الله أخذ بثأر الجميع…
في يوم ماعاد عفاش لينضم إلى الانصار قال لي أخي: لماذا عاد؟!
ولماذا قبلوه؟!
قلت له:فلقد سامحه السيد عبدالملك سلام الله عليه وهو قد أحرق اسرته وقتل سيدي حسين رضوان ربي عليه فكن مثله صاحب قلباً سموح…
اخي لم يكمل حديثه معي باالأشارة صمت، ولا اعلم ماالذي كان يدور في باله…
كنت اراه يصلي باالليل ويدعوا ودموعه تنهمر، واحاول ان أقترب ولكن اخاف ان أزعج خلوته مع الله…
هل كان يدعي بأن الله يأخذ بثأره؟!
لا اعلم؟!
لأنه الله استجاب له وبقووة..
قتل عفاش فكانت فرحته تملىء المنزل…
هل طابت نفوسكم يامحبي عفاش ومترحميه؟!
لاتحكموا على ايام عشتم بها برفاهية بوجود عفاش فغيركم كان يدعي بصمت ومن دون صوت…
ويارب اشفي أخي واشفي قلوبنا بعودة سمعه، وصوته وأفرح كل معاق بعودته لطبيعته، وانتقم من أعدائهم وأعداء الأبرياء يااارب يالله…