لمن يهمه الأمر
إب نيوز ٨ نوفمبر
لم أكن أعلم أنّ عمل ولي أمر الطالب من ضمن نقاط القبول في جامعاتنا الخاصة المبجلة إلّا حين سمعت الدكتور يسأل طالبا تقدّم لامتحان القبول لكلية الطب البشري قائلا له : أين يعمل أبوك ؟
نعم سمعت نفس الجملة لكن في مدارس حكومية حين يوجه مدير المدرسة نفس السؤال لطالب الثانوية ، لكني لم أتوقّعها لطالب يتقدم للطب البشري فربما كان عمل ولي الأمر هرمونا يفرز اللعاب الذي يسيل على جيوب إدارات الجامعات الخاصة كرسوم طرق باب الكلية و رسوم الصعود من الدّرج و رسوم النظر للمحاضر نظرة تستوجب الدّفع المسبق فيما لو تأخر طالب العلم عن التسديد لظرف طارئ غير محسوب له كان عقابه مضاعفة الرسوم أو التّعويض عن التأخر بالمال، و من هنا فليس العريس وحده من يهمّ ليلة زفافه لـــ (حقّ الفتّاشة ) فحقّ الفتّاشة أصبح كمفهوم حق ( ابن هادي ) عند موظفي أقسام الشّرطة ، بينما يقف العريس المسكين و ولي أمر طالب العلم و ذاك المواطن المستجير بقسم الشرطة كمن يستجير ( بالرمضاء من النار ) مكتوفي الأيدي ،
و ليس المتنقل في أفياء المستشفيات الخاصة الذي يأتي مسرعا لإنقاذ قريبه من الهلاك فلا يجد إلّا الهلاك و الموت لو لم يذهب و جيبه معمّر بالمال و إلّا فستجد الممرض و الطبيب يوقف إنقاذه و مستعد لأن يترك المقص و المشرط في جوف مريضه لو علم بأنّ أهل مريضه لم يسدّدوا حساب العملية بل ربّما تركه يعاني سكرات الموت و هو ناظر إليه في لا إنسانية و لا مبالاة و لا شعور ،،
لأعود للجامعات الخاصّة فأقول : و قد أثارت شجوني تلك المواقف التي توجد في كثير من تلك الجامعات التي تشطح و تنطح و تزخر بنصب من نوع جديد حيث لا يفجع الطالب و ولي أمره مرة واحدة فعملية نصبه تتم و قد أصبح فريسة في وسط البحيرة لا قدرة له على الانسحاب فلا يكون من التمساح إلّا تحكيم قواطعه و أنيابه و فتح فكيه على مصراعيها ، و هكذا يفعل بالطالب ؛ فالطالب يؤمّن و تفرش له الورود و تتم ممارسات النصب عليه بالتدريج و وفق المناسبات فمرة بسبب ضياع سند ، و مرة بسبب تأخر عن التسجيل فترة لا تُذكر ، و لأسباب أخرى سمعتها ممّن تخرّج من بعض الجامعات تلك ، و ليس لهم من ذكريات إلّا ” هات ، و إلّا ” !!!!!!!!
و من هنا :ّ
أوجّه هذه الحروف لمسؤولي التعليم كفيض من غيظ ، و كقطرة من مطرة ؛ ليقوم كل بواجبه و مراقبة القطاع التعليمي الأساسي و الثانوي و الجامعي و …الخ فالفساد متجذّر ،،
و نعم هو فساد متراكم عن عقود من عهد صاحب المخزون الذي لم و لن يعجب صاحب بصيرة ، و لكن اليوم و الآن : وجب و حان اجتثاث الفاسدين من عروقهم و إلّا فعلى الدنيا السّلام ، و على هذا التّعليم الفاتحة .
أشواق مهدي دومان