مأرب وقرار إعلان الحسم نهاية للحرب..التطورات والبوادر !!
إب نيوز ١٠ ديسمبر
عبدالجبار الغراب
ما أحدثه الشعب اليمني من صمود وتصدي ومواجهة وبمختلف مكوناته وأطيافه وبتلاحمه مع قيادته الثورية والسياسية, وبمساندته للجيش واللجان الشعبية, كان لها حقائق قلبت الوقائع, وغيرت الموازين ,وبعثرت مخططات وأهداف تحالف العدوان, وأشعلت بينهم التفرقة ومبادله فيما بينهم الاتهامات, بل وزادت في مفعولها الى إحداث شرخ وتصدع في دول مجلس التعاون الخليجي, والذين كان لهم الاتفاق والموافقة على شن حرب عدوانيه على اليمن, وبتحالف قادته السعوديه والإمارات وقطر, ومعهم الأمريكان والصيهانه والعديد من الدول الغربية وغيرها.
وبمرور السنوات من شن تحالف العدوان حربه على الشعب اليمني : كانت للأحداث والوقائع متغيراتها الإضافي في إلحاق الهزائم والخسائر بتحالف العدوان, والذي حققها الجيش اليمني واللجان, ليكون للمتغير الثاني أصدائه في إشعال فتيل الانقسام بين دول تحالف العدوان على اليمن, وكان لإنسحاب دوله قطر من تحالف العدوان الدليل الكبير على توالي الانتصارات للجيش اليمني واللجان الشعبية.
ولهذا فقد كان للبوادر والتحركات الأمريكية المرتبة حاليا, والتى تم بعثرتها سابقا بسبب إفشال مخطط الأمريكان والصيهانه ومعهم تحالف العدوان وبعدم تمكنهم من تحقيق الانتصار على اليمنيين , ولأعاده تحقيق المخطط وبطرق عديدة تنوعت ما بين التطبيع وإدخال قوات لأغراض الحماية كما هي في السعوديه والقوات البريطانية المنتشرة فيها, وما بين الإقدام على تنفيذ المؤامرات في المنطقة كالاغتيالات وما بين المصالحة الخليجية لأجل توافق مخططات أمريكا واكتمال رسم خارطة جديده كانت للحرب العسكرية عجزها في تنفيذ أهدافها.
اقتراب الجيش اليمني واللجان الشعبية من حسم الحرب والانتظار والتريث بعدم إعلان الحسم لتحرير مأرب وبصورة نهائية والتى تمثل محافظه مأرب ملامح نهاية الحرب, وبدون النظر الى الحلول السياسية: كان له الأبعاد المدروسة من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن للعمل على إحداث متغيرات في المنطقة قد تساهم في رسم معالم أخرى قد تجعل من اقتراب الحسم الى إحداث اختراق تأخير من أجل اللجوء الى خيارات عديدة وممارسات تعيد لهم الحسابات ويضعوا من خلالها كامل تصوراتهم والتى برز ملامح ظهورها في محاوله أمريكا للتوافق بين السعودية وقطر والتى يرى الكثيرون ان لقطر دور كبير في دعم جماعه الإخوان المسلمين في اليمن وقد تكون هي ورقة من أوراق الأمريكان للأخذ في هذا الجانب واتهام قطر بعرقلة تنفيذ اتفاقية الرياض الموقعه بين مرتزقة العدوان وتأخيرها في تشكيل حكومة جديدة لشرعية فنادق الرياض.
كل المحاولات التى تسعى إليها دول تحالف العدوان على اليمن لأجل تحقيق العديد من المكاسب التى من وجهة نظرها: قد تساعدها في الخروج من مأزق اليمن وقد كانت في مجمل محاولات السابقة يرافقها الفشل في المساعي, وأكثر الأحيان تخلق لها المزيد من العراقيل التى تسبب لها الكثير من الخسائر وتضعها في خيبات متراكمة, وتقودها الى العديد من المعضلات التى تضيف من تعقيدات خروجها من عدوانها على اليمن بصورة قد تغير في معادلتها السياسية, وتعيد لها شيء وبصيص من كرامة ضاعت بفعل كل جرائمها بحق الشعب اليمني,والذي كان لها القدر الكافي لمحاسبة السعودية ومعها مختلف دول العدوان على ما ارتكبوها من جرائم حرب ضد الإنسانية بحق شعب اليمن.
دولة قطر ولأجل مصالحها: ستعمل في هذا الإطار القائم على إحداث التقارب الخليجي مع السعودية والإمارات والبحرين, لما في ذلك لتكمله المشوار من أجل استقبال مونديال قطر 2022 لكرة القدم والذي بذلت قطر من اجل تحقيق استضافتها لكأس العالم على أراضيها الأموال الطائله وسخرت مختلف الإمكانيات بشتى أنواعها في سبيل الفوز بالاستضافه والتى شابها الكثير من الجدل حول هذا الانجاز القطري ولأول مره في بلاد عربيه وإسلامية والتى اتهمها الكثير ومنهم الجيران من العرب الخليجيين بتقديم رشاوى وهبات لمسؤولين كبار في الاتحاد الدولي لكره القدم وبالتحديد رئيسها جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الاوربي لكره القدم ميشيل بلاتيني والتى فيما بعد قد تسببت مختلف هذه الاتهامات الى استقالته الكثير من اعضاء الاتحاد الدولي بل ووجهت لهم تهم بالفساد, وقد بلعت دول الجوار الخليجي دورها الإضافي في العديد من التحركات لاجل التمكن من سحب ملف استضافة قطر لمونديال 2022 خصوصا بعد انسحاب قطر من تحالف العدوان على اليمن, ومن هنا ستعمل قطر على الدخول في المصالحة الخليجية لأجل مصالحها.
المستنقع اليمني والذي كان غير متوقعا من قوى تحالف العدوان كان له تأثيراته ومن الوهلة الأولى الذي تورط بها تحالف العدوان في حربه على اليمن: فكانت للإخفاقات المتتالية والانكسارات والهزائم التى لحقت بتحالف العدوان أسبابها ومنذ بدايتها في إشعال الخصام, وكان له إحداث الاختراق في فكفكت دول تحالف العدوان, والتى سرعان ما ظهرت بوادرها بكيل الاتهامات وفي مختلف وسائل الاعلام التابعه لدول تحالف العدوان ولهذا كان لإعلان دوله قطر انسحابها من تحالف العدوان على اليمن وسحب قواتها سيناريو اضافي مهم في هذا الجانب,وأيضا الاتهامات المتبادلة والمتكرره لوقوف قطر مع جماعه الإخوان المسلمين في اليمن ودعمهم لهم كان له الجزء في ذلك.
الأهداف الأمريكية والإسرائلية في المنطقة سارت في وضوح كامل, وبتعاون ودعم كبير من اغلب دول الخليج لتنفيذ خطط الأمريكان والصيهانه في المنطقة, وعندما كان للعجز ظهوره ولإفشال مخططات الصيهانه مصرية والوقوف أمامه, وعدم تحقيق الانتصارات, نتيجة اختلاق الأسباب وإشعال الحروب وتكبدهم للخسائر العسكرية في اليمن, فما كان منهم الا الالتواء للمخطط وهو الإعلان للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي, وهذا ما حصل بالفعل,
ولتكمله مخطط التقارب مع الكيان ولجعل دوله قطر تسير بالعلن وأمام الجميع كما عملت قبلها الإمارات والبحرين والسودان وأعلنوا التطبيع مع إسرائيل.
هنا تكمن مدارك الحقيقة الكلية ان على قطر اختيار خيارين هما القبول بالتطبيع العلني مع الكيان الإسرائيلي وكما كانت بداية الاتفاق والاشتراك بتحالف لضرب اليمن ولكن كان الانسحاب منه فرض متغيرات جديده, أو الخيار الثاني القبول بالمصالحه مع دول الخليج وخصوصا المطبعه مع إسرائيل وهذا ما هو بالفعل يجري تحقيقه, وهنا لا فرق في الخيارين أبدا لان كل خيار هو يسير الى طريق واحد اكمال مخطط التطبيع وأعاده رسم معالم أخرى لمعطيات قادمة, بانت مؤشرات حدوثها في المنطقة.
وهذا ما يتطلب على الجيش اليمني واللجان الشعبية على إعلان الحسم العسكري ومن تحرير مأرب ستضع الحرب اوزارها وهنا يكون خيار الجيش اليمني واللجان هو الصحيح وعدم الالتفات لأيتها مبادرات قد تكون لحساباتها أعاده لتنفيذ ورسم جديد قد لاحت بوادر ظهورها, والله أعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور… وعلى الله فليتوكل المؤمنون .