(الحمير) أحياناً تستوعب أكثر !
إب نيوز ١١ ديسمبر
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
” لو قرأت هذا الكتاب من قبل لما أرسلت جندياً واحداً إلى اليمن ”
باختصار هذا ما قاله الرئيس جمال عبد الناصر متحسراً ذات يوم بعد أن فرغ من قراءة كتابٍ أُهدي إليه بعنوان (الحملة العثمانية على اليمن) وذلك في إشارةٍ منه طبعاً إلى خطورة الوضع وحجم المأزق والتورط الذي وصلت إليه قواته في اليمن إبان التدخل العسكري المصري هناك في ستينيات القرن الماضي .
ويبدو أن الإعلامي الراحل محمد حسنين هيكل والذي كان يعد واحداً من أكثر المقربين من الرئيس ناصر وأهم مستشاريه قد استند إلى هذا الكلام وتلك التجربة المصرية المريرة في اليمن عندما خرج ذات مساء من على إحدى الفضائيات محذراً السعودية وحلفاءها من مغبة وتداعيات التدخل العسكري في اليمن بقوله : ” اليمن بركان نائم أو خامد إذا ثار فسيجرف المنطقة كلها ”
لكنهم ومع ذلك حسبوها على ما يبدو من زاويةٍ مختلفةٍ أخرى، فجمال عبد الناصر في اعتقادهم لم يكن يومها يمتلك طائرات f15 و f16 ولا مروحيات الأباتشي ولا صواريخ توماهوك وكروز ولا دبابات الأبرامز ومدرعات البرادلي كما يمتلكونها أنفسهم اليوم والتي من خلالها يعتقدون أنهم بخلاف عبد الناصر قادرون على كسر شوكة اليمنيين وتركيعهم في حربٍ سريعةٍ وخاطفة أشبه ما تكون بنزهةٍ على إحدى شواطئ بيروت أو شرم الشيخ أو هكذا ظنوا !
فهل وجدوها كما أرادوها (نزهة) ؟!
في الحقيقة لقد وقعوا بكل سهولةٍ في الفخ الذي وقع فيه جمال عبد الناصر من قبل لتصبح السبعة أيام التي أعلنوها مدةً زمنيةً لحسم الأمر ست سنواتٍ أو زهاءها حتى الآن من دون أن يصلوا إلى نتيجة أو يرسوا لهم على بر، وهكذا هو حال من لم يستمع إلى نصائح الناصحين أو يتعض ممن سبقه من الشعوب والأمم !
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا
إذا لم يكن فوق الكرام كرامُ !
يعني قرأ جمال عبد الناصر كتاباً واستوعب الأمر وفهم حقيقة المأزق والورطة التي أوقع نفسه وجيشه فيها وبدأ من حينها يتدارك الأمر شيئاً فشيئاً حتى انسحب بكل هدوء حاملاً معه كل ما تكبده من خسائر في العدة والمال والعتاد وانتهى الأمر !
السؤال هنا الآن :
ماذا لو أهدي ذلك الكتاب مرةً أخرى وقرأه سلمان مثلاً أو ابنه المدلل الصغير أو حليفهما الإماراتي محمد بن زايد اليوم بعد أكثر من خمس سنواتٍ ونصف من تدخلهم العسكري وعدوانهم على اليمن، برأيكم، ماذا سيقولون ؟
هل سيتجرأون مثلاً ويقولون نفس ما قاله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أم أنه سيكون لديهم رؤية أو وجهة نظرٍ أخرى أم ماذا سيقولون يا تُرى ؟
أعتقد بصراحة أن أكثر من خمس سنواتٍ ونصف من العجز والفشل أكثر من كافية للحمير والبغال أن يستوعبوا الدروس ويستلهموا العبر ممن سبقوهم من الأمم والدول إلى هذا المستنقع اليمني الصعب لولا أنهم قومٌ على ما يبدو أغبى من الحمير والبغال وما دونها عقلاً من دواب الأرض !
قللك يستوعبوا .. قال .
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم