مجرد كلام والسلام
إب نيوز ١١ ديسمبر
عبدالملك سام
منذ مدة وأنا أتخيل ماذا لو اجتمعت معكم في مجلس مقيل ، فعن ماذا سنتكلم ؟! بعيدا عن أسلوب المقالات الرصين ، وعن أسلوب المنشورات القصيرة الذي أتجنبه لأني أعتقد أنه يفتقر للقيمة الأدبية رغم ما له من فاعلية ، وبعيدا عن أسلوب الخطابات الطويل والذي يمكن أن يتسبب بالملل خاصة أذا كان الخطيب غير متمكن .. فعن ماذا سنتكلم ؟!
في العادة أنا أحب أن أسمع أكثر مما أتكلم ، وبعيدا عن التكرار وعن الحكمة التي تقول أن الإنسان يملك أذنين ولسان واحد ، فأنا فعلا أحب أن أسمع أكثر ، وهي صفة تعود على صاحبها بفائدة الفهم وتجنبه الخطأ الكثير الذي يقع فيه الشخص الثرثار ، وبعيدا – أيضا – عن الحكمة الأخرى التي تقول أن السمكة التي تغلق فمها لا يصيدها أحد ، ولكني هنا أجد أني من يجب أن يتكلم ، لذلك أعذروني لو ثرثرت قليلا !
نحن شعب مسكين ، والبعض سيسألني ما الجديد الذي أضفته بهذه العبارة “العبقرية” ؟! قليلا من الصبر يا أعزائي فقد اتفقنا أن اثرثر وأنتم تنصتون هذه المرة ! ما اقصده أنه قد تكالب علينا الأوباش من الخارج ومن الداخل ، ولأول مرة نجد هذا الكم الهائل من عمالة في شعب واحد ، ولن نلقي باللوم كله على “السعيم” وحده رغم ما احدثه من مصائب بهذا البلد ، ولكننا نعلم جيدا ان بلدنا مستهدف بشكل خاص من قبل الصهاينة الأوغاد لأنهم يعرفون جيدا من هو الشعب اليمني وماذا يمكن أن يفعل .. فقط البعض منا مازال غير مصدق بأن هناك مؤامرة وبأننا شعب عظيم !
لعل معظم السبب – وهذا ما سيغضب البعض – هو أننا لم نرى أن كل ما قيل لنا تحقق ، والكثير من الوعود لم تنفذ ، والفساد مازال يرتع ، والنهب مستمر ، واللصوص في راحة ، والعملاء مبتسمون ومتفائلون ، كيف لا وكرت العفو موجود دائما ليشهر في وجه أكبر ثائر ليصمت ؟! والمسئولون عن حل المشاكل يأخذون “بيد” الفاسد برفق ويبتسمون لهم طمعا في “هدايته” ! بينما صاحب الحق لا يناله ألا الغضب والأتهامات بأنه لا يصبر وغير مقدر للوضع !! وما يزيد الطين بله هو الحلول العبقرية التي يتحفنا بها بعض هؤلاء والتي تذكرك بقانون المرور الشهير والعجيب (ثلثين وثلث) !!
أعرف ما سيرد علي البعض ، وقد اخبرتكم سابقا بأنني افضل أن أسكت ، ولكن أنطلاقا من مسؤوليتي نحوكم لابد أن أكون صادقا أذا تكلمت .. توجيهات السيد قائد الثورة واضحة لا لبس فيها ، وليس لدينا شك فيما يتمناه لشعبه ، وليس العيب في حقه أذا ما كان لم يجد من يعتمد عليه حقا بين كل هؤلاء ، ولو بدأنا بالفرز لوجدنا القلة فقط من كانت ثقة القائد فيهم في محلها .. المشكلة ثقافية وقانونية وأجتماعية ودينية ، وقد عشنا ردحا من الزمن كان الرجال “فعلا” فيه هم من يلعبون “بالبيضة والحجر” ، أو كما كنا نطلق عليهم : “حمران العيون” !
هنا لي كلمة قبل أن اعود لطابور الصامتين ، أعدلوا ، أنشروا الخير ليطمئن الناس ، لا تفكروا ما سيقال عنكم في وجوهكم بل ما سيقال عنكم أمام الله في ذلك اليوم .. نريد العدل ، نريد من يأخذ بيد الفاسد ليقطعها لينتهي هو ومن بقي في قلبه مرض ، ونريد أن يحل الوئام الحقيقي في مجتمع يعيش في ظل العدالة ويأمن على حقوقه . نريد أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ، وأن يفعل القضاء كما يجب بعد تنظيفه بشكل حاسم وعاجل ليطمئن الجميع ولا يخاف إلا المجرمين ، وصدقوني أن هؤلاء الذين يعانون من الظلم هم من يتحركون وسيتحركون بالمال والنفس ، أما أهل الفساد فلا سبب يدعوكم لتتفائلوا بهدايتهم ، فمن لم يهتد بعد كل هذه الأحداث لا أمل يرجى منه .. والسلام .