اليوم العالمي لمكافحة الفساد
إب نيوز ١٢ ديسمبر
د/ تقية فضائل
إن كان العالم يحتفل باليوم العالمي لمكافحة الفساد،فإن بلادنا تعيش
مسلسل الفساد المتجذر منذ زمن طويل وفيه تتشعب خطوط السرد من رشوة و واسطة ونهب وسلب واستيلاء على حقوق الفرد والمجتمع وقمع وظلم وإقصاء وتهميش ومنح من ﻻ يستحق المناصب والحياة المرفهة وسلب من يستحق أبسط الحقوق واستغلال حاجة المحتاجين والمستضعفين، فيزداد الغني غنى والفقير فقرا هذا وغيره كثيرجدا، نعيش كل تفاصيله المؤلمة منذ وعينا على هذه الحياة، نكتوي بناره ونرى حياتنا تزداد مشقة وعناء يوما بعد يوم، ومجتمعنا يقاسي من ويلاته وﻻيجني سوى التخلف عن ركب الحضارة والفقرلغالبية أبناء الشعب وانتشار الجريمة والعنف والفساد الأخلاقي والظلم والقهر و الأحقاد وضياع الحقوق وكل سلبية قد تخطر على بال بشر فهي نتيجة فساد من نوع ما.
وكلما ثار الشعب ضد الفساد ازداد واستشرى بل أستطيع القول إنه أصبح طابع حياتنا؛ وكلما تخلصنا من فاسد جاء من هو أكثر فسادا، وكل هذا نتيجة عدة أسباب خاصة في أيامنا هذه أولها وأكثرها خطرا استخدام العدوان لعملاء مندسين بيننايعيثون في الأرض الفساد لإثارة الناس ضد أنصار الله، والسبب الثاني وهو واضح وضوح الشمس هو بقاء رموز الفساد منذ سنوات طويلة يتحكمون في مناصب الدولة ويغيرون انتماءتهم بحسب انتماء الحاكم، وعندما يثور عليهم الناس في مكان ما فبدلا من محاسبتهم على فسادهم يتم تحويلهم من منصب إلى آخر فقط وكأنهم ينالون مكافأة على سوء عملهم وتصرفاتهم تجاه المجتمع والمال العام وما أصدق المثل القائل’ تجريب المجرب خراب ‘! !!! والسبب الثالث الذي هو على درجة عالية من الأهمية وهو منح المناصب مكافآت لهذا وذاك على أعمال قاموا بها فراقت للمتنفذين وهذه الأعمال ﻻ صلة لها بالكفاءة والمقدرة والمؤهل والخبرةوالتخصص ، بل لاعتبارات أخرى جلها بعيدة كل البعدعن المعايير الصائبة، ومن أسباب الفساد تكليف الشخص الواحدبالكثير من المهام والأعمال قد تصل لدى أحدهم إلى ثمان أو عشر مهام وياللعجب وهنا نسأل ألا يوجد سوى هؤﻻء الأفراد؟ وقد كشف لنا الواقع فشلهم نظرا لانشغالهم عن الكثير من الأمور لدرجة إهمالها كلياوبالتالي تعطيلها وتعطيل مصالح الناس! !!
و إن تحدثنا اليوم وغدا و إلى أن يشاء الله وكتبنا المجلدات والأبحاث العلمية والدراسات حول الفساد لن نجد لذلك سقفا يحده، وهنا نقول إن هذه الأمور هي من مسؤولية الدولة. بالدرجة الأولى ومتى كانت الدولة ناجحة استطاعت الحد من الفساد ومحاسبة الفاسدين ، وهذا معيار نجاح أي دولة وواقعنا يدعونا إلى إعادة النظر في كثير ممن يشغلون منصب وزير، ونذكر الجميع أن محاربة الفساد حتى ولو بالكلمة ليس مدعاة لاتهام الناس أنهم ضد الفئة الحاكمة وليس نصرة للعدوان وإنما هو واجب على كل مواطن شريف يرفض الفساد ويسعى لإصلاح أوضاع المجتمع، وﻻ ننسى أن نقول إن الله مطلع على جميع الأعمال وسوف يحاسب كل من يولي أمر الشعب للظلمة والمفسدين وسوف يطال العقاب الإلهي كل ساكت عن الظلم والفساد لأنه شيطان أخرس.