إسرائيل لن تحارب إيران !
إب نيوز ١٤ ديسمبر
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
ليس لأنها وأمريكا لا تريدان الدخول في حرب مع إيران وكسر شوكتها ولكن لأنهما تعلمان جيداً ماذا يعني أن تدخلا في حربٍ مع إيران !
في الحقيقة ورغم تمكنهم من ترويض مصر مبكراً وتفكيك وإضعاف العراق وتدمير سوريا واليمن وكذلك الدفع بقطار التطبيع سريعاً نحو الأمام حاملاً معه أكثر من نصف الدول العربية إلا أن الأمريكيين والإسرائيليين ومع ذلك يدركون جيداً أنه لا يمكن أن يتحقق لإسرائيل وكذلك المصالح الأمريكية في المنطقة الأمن طالما وهنالك دولةٌ يرونها تتعملق أمامهم كل يوم وتسير في اتجاهٍ مغايرٍ ومعاكسٍ لسياساتهم ومصالحهم إسمها إيران خاصةً بعد أن فشلت كل محاولاتهم السابقة في ترويضها كمصر أو إضعافها وتركيعها بالعقوبات والحصار كالعراق أو إدخالها في حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي كسوريا وليبيا واليمن .
وعليه فإن كل المؤشرات قد أصبحت تشير اليوم إلى أن أمريكا وإسرائيل قد قررتا في كواليس اللعبة على ما يبدو المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران .
ولأن الأمريكيين والإسرائيليين يعلمون جيداً ما قد يترتب على ذلك الأمر من كلفةٍ باهضةٍ قد تجرها عليهم هذه المواجهة نظراً لما باتت تمتلكه إيران من ترسانة عسكرية وصاروخية ضخمة ومتطورة قادرة على إلحاق الأذى بإسرائيل والقوات الأمريكية المنتشرة في هذه المنطقة، فقد قرروا المواجهة ولكن عن طريق طرفٍ ثالث !
يؤكد هذا الكلام طبعاً قرار الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن بالعدول والتراجع عن مهاجمة إيران في اللحظات الأخيرة قبيل مغادرته البيت الأبيض طبعاً وذلك بناءً على نصائح الخبراء الاستراتيجين والعسكريين الذين نبهوه بخطورة الإقدام على ذلك الأمر في حينه .
فمن هو هذا الطرف الثالث الذي سيواجه به الأمريكيون والإسرائيليون إيران ويعتقدون أنهم به سينالون منها ويحققون أهدافهم فيها دون أن يلحق ذلك بهم الأذى يا تُرى ؟
من المؤكد أن هذا الطرف الثالث هو أعوانهم وأزلامهم من العرب، فكل المعطيات والمؤشرات منذ أن غادر بوش الإبن البيت الأبيض في 2008 إلى اليوم تقول بأنهم فعلاً ماضون في هذا الأمر حيث عمل الأمريكان والأسرائيلون في آنٍ معاً خلال هذه الفترة كل ما في وسعهم لتوسيع الهوة بين هؤلاء الصنف من العرب وبين إيران وذلك من خلال إبرازها وتصويرها لهم وإقناعهم بأنها هي الخطر الحقيقي الداهم الذي يتربص بهم ويريد في لحظةٍ أن ينقض عليهم والذي يتحتم عليهم وبمساعدتهم التصدي له ومواجهته بكل حزم وقوة وو ..
ابتلع أصحابنا هؤلاء الطعم طبعاً بكل سهولة كما لو أنهم ما صدقوا قالوا لهم هذا الكلام إلا وأصبحوا من اليوم الثاني يوجهون سهام حقدهم وعداوتهم صوب إيران ويتوعدونها ويتآمرون عليها لدرجة أنهم وفي لحظةٍ لم يترددوا في مد جسور العلاقة وتطبيعها علناً مع إسرائيل بدعوى مواجهة إيران سوياً غير مدركين ولا واعين من أنهم إنما يُدفع بهم لمواجهة إيران وحيدين في سياسةٍ الهدف منها في الأخير هو ضرب المسلم بالمسلم ليس أكثر !
يؤكد هذا الكلام طبعاً موافقة الكونجرس الأمريكي مؤخراً على بيع الإمارات مقاتلات إف 35 الأحدث والأكثر تطوراً في العالم في انتهاكٍ واضحٍ للقانون الأمريكي الذي يحصر امتلاك مثل هذا النوع من الطائرات على الجيشين الأمريكي والإسرائيلي فقط ومن المؤكد أنهم سيزودون بها أيضاً السعودية وربما مصر والأردن والبحرين .
والسؤال هنا :
ألا يعد تزويد هذه الدول بمثل هذه الأسلحة يأتي في إطار تشجيعها والدفع بها إلى الإقدام على مواجهة عسكرية محتملة ووشيكة مع إيران ؟!
من يدري ؟!
أما إسرائيل وما قيل عن تحالف عربي إسرائيلي، فإسرائيل وإن أوهمتهم بذلك لن تجازف بنفسها في خوض حربٍ مباشرة ومدمرةً مع إيران وذلك لاعتباراتٍ أمنيةٍ ووجوديةٍ لديها كما أسلفنا حتى وإن ادعت تحالفها كل العرب !
كذلك أمريكا إذا ما دفعت بهؤلاء القطيع من العرب إلى مواجهة إيران فإن دورها لن يتعدى ذلك الدور الذي لعبته إبَّان الحرب العراقية الإيرانية والذي لم يعد يجهله أحدٌ من العالمين اليوم طالما وهي تحقق بذلك هدفها الاستراتيجي الأعلى والمتمثل بضرب الإسلام والمسلمين بعضهم ببعض .
اللهم بلغت .. اللهم فأشهد .
#معركة_القواصم