الحفاظ على الثروة الحيوانية مسؤولية وطنية

إب نيوز ١٦ ديسمبر

محمد صالح حاتم.

الثروة الحيوانية رافد اقتصادي كبير للاسرة، وداعم للاقتصاد الوطني، لانها تعتبر الرديف للثروة الزراعية، والحفاظ عليها واجب على الجميع.

كانت الاسر اليمنية تعتمد اعتمادا ًكليا ً على الثروة الحيوانية ومنتجاتهافكانت تآكل من لحوم الماعز والاغنام والابقار وحتى الدجاج البلدي، ففي الاعياد والاعراس او عندما يأتي ضيف كان يتم الذبح من الثروة الحيوانية الموجوده في كل بيت،لايشتري من السوق الا ّماندر، كان البيض البلدي موجود، كان المواطن يستفيد من الصوف والشعر في صناعة المفروشات ومن جلود الاغنام والماعز يصنع الجواكت للتدفآه ايام البرد، وكانت الاحذي تصنع من جلود الابقار والجمال والاغنام كذلك والماعز، كان الشعب مكتفي، حتى اذا احتاج المواطن شراء سلاح او مهر للزواج، اوبناء بيت يبيع من الثروة الحيوانية الموجوده معه،كان السمن البلدي يصنع من مشتقات الحليب، وكان الاطفال الصغار يتغذون على حليب الماعز والاغنام والابقار، كانت توجد سياسة اقتصادية حقيقية في كل منزل، وكان ممنوع ذبح الاناث كما يقال في المثل(بول الطلي ولا مرق امه) من هنا نعرف انه كان ممنوع ذبح الاناث ليش لانها تهدر الثروة الحيوانية وتعمل على عدم نموها، وتكاثرها،وكان اكثر المزارعين يرفض بيع الصغار يقول لك نريدها ان تتكاثر وتزداد، وهو ماجعل الثروة الحيوانية تنمو وتزداد مع مرور الايام.
ولكن اليوم ماذا يحدث، اغلب الاسر اليمنية لايوجد لديها اغنام او ماعز ام الابقار فقد انقرصت عند معظم الاسر،واصبحت هذه الاسر تعتمد على لحوم الدجاج المستورد،اصبح سعر الكيلو اللحم ٥٠٠٠ ريال لم يعد المواطن قادر على شراء اللحم البلدي، ارتفاع اسعار المواشي سبب في نقص اعدادها، ويشجع على بيعها بكثرها، وفي الاعياد والمناسبات المزارع يشتري من الاسواق، والحليب والسمن يشترى من البقاله الزبادي والبودرة المستورده،والسبب السياسات الهدامه، التي تعمل على هدم وقتل ودمار الثروة الحيوانية.
اغلب الجزارين يذبحون اناث الحيوانات وصغارها، لارقيب ولاحسيب،رغم اننا نسمع في الاعلام منع ذبح اناث واصغار المواشي، وعقد اجتماع بين وزراة الزراعة والصناعة والمسالخ وووو، وكل واحد يقول المسؤول هو الطرف الاخر، والضبط على الاجهزة الامنية، وكل هذا لم ينقذ الثروة الحيوانية، فكل يوم وهي تدمر وتهدر.
فاليوم علينا ان نعمل على الحفاظ على هذه الثروة القيمة والبنك المتحرك الذي يرفد الخزينة بالمليارات، هناك دول تقدر عائداتها من الثروة الحيوانية ومنتجاتها بعشرات المليارات من الدولارات ومنها هولندا والدنمارك.
يجب وضع استراتيجية وطنية لتنمية الثروة الحيوانية، ونظر لأهمية الثروة الحيوانية يجب ان يكون في هيكل وزارة الزراعة قطاع يعني بالثروة الحيوانية (تنمية الثروةالحيوانية-الصحة الحيوانية-المراعي ) بدلا ً من تشتيت ادارات الثروة الحيوانية على قطاعات الوزارة المختلفة، وتشجيع المستثمرين في انشاء مزارع نموذجية للاغنام والابقار،واعادة تشغيل مزارع الدولة الخاصة بالثروة الحيوانية، وتوزيع رؤس الاغنام والماعز والابقار على المزارعين، ايجاد عيادات بيطرية في المديريات والعزل والقرى، منع الذبح خارج المسالخ المركزية وان تكون هذه المسالخ تابع الوزارة الزراعة والري لان مايذبح في هذه المسالخ المعني به الزراعة،وان تغلق مسالخ الجزارين الخاصة.
وان تصدر عقوبات رادعة ضد من يخالف قرار منع ذبح صغار واناث المواشي، والاهم هو توعية المواطن بأهمية الثروة الحيوانية وكيفية الحفاظ عليها، ودعمه وتشجيعة على تنميتها.

You might also like